فجرٌ شرقيٌ
القصيده --
سأعترفُ لكِ .. الأن
إذ حانَ الأوان
سأتركُ شرقيتي على جنب
سأتكلمُ معكِ عن قرب
كحديثِ الرهبانِ و تمتمةِ الكهان
سأقولُ لكِ كلّ أسراري
التي لم أعتقد أبداً
أنني سأبوحُ لك بها
ذات يوم
و التي لم أعتقد أبداً
أنني سأضعفُ أمامك
ذات لوم
فأنا مغرمٌ بكِ حدَّ الغثيان
حدَّ إنتحارِ الغرور
على أعتابِ الحنان
و إنّي لا أجدُ أنثى سواكِ
تُسيطرُ على قلبي العنيد
تُشغلُ وجداني في كل مكان
تُهديني عصراً لرجلٍ جديد
تُنسيني الأسى ساعةَ لوعة
و تُبكي غروري ساعةَ إحتياج
ترضخُ لعينيها مداراتُ الحنين
فلا أجدُ لنفسي وطناً
سوى عينيكِ
يا أعذبَ الأوطان
أعترفُ لكِ .. يا فاتنتي
أنّي أحبك .. منذ فجر الحب
منذ وﻻدةِ أول قلب
منذ أولِ قُبلةٍ تذوقتها الشفاه
منذ أولِ شعور
تغلغل في مجرى الشريان
و أنكِ يا غاليتي
أولُ النساء في كوني .. و آخرُ النساء
و أنتِ خلودُ العشق
و أنتِ الداءُ و أنتِ الدواء
و أنتِ ردائي الدافيء
في قسوةِ لياليَ الشتاء
و أنتِ الموت و أنتِ الحياة
و أنتِ الظلام و أنتِ النجاة
و أنتِ قمري ..
إذ يغشى الليلُ أقطابَ السماء
و أنتِ الهذيان
و أنتِ إمراءةٌ عجزَ نسخُها
تأريخُ الزمان
و أنتِ الدفءُ ساعةَ المطر
و أنتِ الدعاءُ ساعة الأذان
بإختصارٍ شديد
كل شيء أراه بكِ
لكن
في عدة أشكال
و عدة ألوان
أعترف لكِ.. يا جميلتي
أنّ كمالي دونك يُصبحُ
نقصانٌ في نقصان