ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ
ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ
ﺟﻠﺲ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻭﻋﻴﻨﺎﻩ ﻻ ﺗﻔﺎﺭﻗﺎﻥ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﺓ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻧﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻛﻀﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺼﻔﺖ ﺑﺒﻠﺪﻩ
ﻛﺴﻴﻞ ﻣﻨﻬﻤﺮ ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻭﺇﺳﻘﺎﻃﻪ .
ﻛﺎﻥ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﺇﻻ ﻣﻦ ﺳﻴﺠﺎﺭﻩ ﺍﻟﻔﺎﺧﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺞ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ ﺑﺘﻼﺣﻖ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻭﻳﺮﺳﻠﻬﺎ ﺳﺤﺎﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ
ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﺘﻌﺔ ﻳﺤﺲ ﺑﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﺴﺘﻠﺬﻫﺎ .
ﻫﺎﺗﻒ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﻩ ﻓﺄﻗﺒﻞ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺣﻼﻗﻪ ﻭﺧﻴﺎﻃﻪ, ﺍﺳﺘﺴﻠﻤﺎ ﻟﻬﻤﺎ ﻣﺘﺄﻓﻔﺎً , ﻭﺣﻴﻦ ﺃﻧﻬﻴﺎ ﻋﻤﻠﻬﻤﺎ ﺍﺗﺼﻞ
ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮ ﻟﻴﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻋﺪ ﺃﺧﺮ .
ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻃﻞ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺴﺎﺧﻄﺔ ﻋﺒﺮ ﺷﺎﺷﺔ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺻﺒﻎ
ﺷﻌﺮﻩ , ﻭﻏﻴﺮ ﺯﻳﻪ , ﻭﺃﺳﺘﺒﺪﻝ ﺷﻨﺒﻪ ﺑﺄﺧﺮ ﺑﺪﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﻋﺼﺮﻳﺔ ﻭﺍﻧﻔﺘﺎﺣﺎً ﻭﺃﻟﻘﻰ ﺧﻄﺎﺑﺎً ﺣﻤﺎﺳﻴﺎً ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎً
ﺃﻛﺪ ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻌﻠﻨﺎً ﺧﻼﻟﻪ ﺃﻧﻪ ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻔﻬﻢ ﻏﻀﺒﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ
ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺠﻴﺐ ﻟﻄﻤﻮﺣﺎﺕ ﺷﻌﺒﻪ , ﻭﻣﻄﺎﻟﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﻧﺰﻭﻻً ﻋﻨﺪ ﺭﻏﺒﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ
ﺃﻭﺍﻣﺮ ﻓﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺩ .
ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺣﺎﺷﺪﺓ ﻓﻲ ﻃﻮﻝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻋﺮﺿﻬﺎ , ﺷﺮﻗﻬﺎ
ﻭﻏﺮﺑﻬﺎ , ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﻭﻫﻲ ﺗﻬﺘﻒ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﻭﺗﺤﻲ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺘﻪ ﺍﻟﻔﻮﺭﻳﺔ ﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ .