وفي كُلِ لقاء
وحينَ أزورُ الاصدقاء
نتبادلُ النُكاتَ والحديث
....فلانٌ جاءَ من السفر.......
....وفلانٌ غابَ عن النظر........
نستذكرُ تفاصيلَ هيفاء
وكيفَ أرتمت على الحصانِ نجلاء
......ربما يخدمنا الحظُ.......
(لنحظى بهما في السماء)
ثم نغادرُ خوفاً من عِتاب
بلا أسماء
ففي الرأسِ يُعَشْعِشُ بعضُ هيفاء
..............................................
وفي كُلِ صباح
أرتدي ذات البنطالِ و القميص
أُسَرّحُ شَعْري وأنتظرُ الخميس
أتوجهُ الى عملي
ورغم جَزعي
فأني على الذهابِ حريص
أكذبُ ألفَ كذبةٍ
أوَقّعُ الدفاترَ الفَ مرةٍ
أخترعُ الاقاصيص
وكثيراً ما أنسى علامةَ التنصيص
.............................................
وفي كلِ صلاة
يُجبرني الأمامُ على الاستواء
يُطيلُ الركوعَ والسجود
والقيامَ والقُعود
وحينَ أهمُ بالخروج
يناديني الاتقياء :
(حانَ الان وقتُ صلاةِ العشاء)
...........................................
وفي كلِ مساء
تحملُ في يدك ريموتَ الدماء
......مقتلُ ألفٍ وجَرحُ تسعين....
.....آلافُ النازحين.........
تَوقُّعُ زخات الثلجِ اللعين......
وحينَ يُسعفكَ الريموتُ بأغنيةٍ
تُرمى بجرمٍ إحضار الشياطين
لن يسعفك الفراش
لأن غدا يومٌ حزين
فهل ستذهب الى المقبرةِ يا مسكين ؟
..............................................
وبعد طولِ عناء
تسألهم:
هل أحضرتم لي الدواء ؟
هل أعددتم لي العشاء ؟
هل اشتريتم لي كفنا ؟
بالكادِ تَسْمعُهم
بالكادِ تنظرهم
صعبٌ عليك فهم لغتهم
عندها
عكازك عند الباب
.....هناك.....
....لا يغادر.....
امضِ الى التراب
وغادر
ما زال السفرُ بعيد