مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المركز الرابع مكرر بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016- قصة إبتسامة الحياة 36,5 درجة للكاتب سمير دعاس / الجزائر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سوزان عبدالقادر




عدد المساهمات : 11030
تاريخ التسجيل : 12/09/2015

المركز الرابع مكرر بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016- قصة إبتسامة الحياة 36,5 درجة للكاتب سمير دعاس / الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: المركز الرابع مكرر بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016- قصة إبتسامة الحياة 36,5 درجة للكاتب سمير دعاس / الجزائر   المركز الرابع مكرر بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016- قصة إبتسامة الحياة 36,5 درجة للكاتب سمير دعاس / الجزائر I_icon_minitimeالخميس فبراير 25, 2016 8:31 am

المركز الرابع مكرر قصة إبتسامة الحياة 36,5 درجة للكاتب سمير دعاس / الجزائر
ابتسامة الحياة
أين نجد السعادة..؟ هل هي في الأخذ من الحياة بالقدر الذي نحس معه بلذة الحياة.
أم هي في العطاء أيضا..؟
مضت بضعة أيام قبل أن يخرج إلى الشارع الذي افترق عنه طويلا.. لكنه ما كاد يخطو بضع خطوات، بعيدا عن بيته، حتى استوقفه منظرا بدا له غريبا..
ربما لأنه وجد فيه شيئا لم يألفه.. لقد كان هناك بيت صغير بقي مهجورا لفترة من الزمن.
كان البيت كما هو لم يتغير فيه شيء.. ولكن كانت هناك ضيفة جديدة حلت به..
كانت هناك سيدة تقدم بها العمر، تجلس على كرسي متحرك في فناء البيت، وهي لا تكاد تشعر بما يدور حولها..
اقترب من سور الفناء قليلا، وراح يتأمل صاحبة هذا الوجه العجوز الذي تركت السنون آثارها فيه واضحة.. وقال يحييها: أسعدت مساءا يا سيدتي.. ولكنه لم يسمع جوابا..
كانت عيناها اللتان تضع أمامهما نظارة سميكة تتطلعان إلى الأرض من تحت قدميها، وقد أسندت رأسها إلى أحد كفيها، وراحت تحدق ولكن في لا شيء.. فلم يكن هناك على الأرض التي استأثرت بكل اهتمامها أي شيء يمكن أن يشدها إليه..
فتح باب الفناء واقترب منها وكرر تحيته.. فسمعته هذه المرة. رفعت رأسها في هدوء محاولة أن ترسم على شفتيها ابتسامة باهتة.. وقالت: أنت غريب عن هذه المدينة يا بني.. لقد زارني كل جيراني.. جاءوا إليّ جميعا مع أبنائهم، ولكنني لا أذكر أني رأيتك قبل اليوم.
قال: لا.. بل أنا ابن المدينة .. وقد غبت عنها فترة، وها أنا أعود إليها.. أنا أيضا لا أذكر أنني رأيتك قبل الآن. لا بُد انك انتقلت للعيش هنا أثناء غيابي..
- هذا صحيح يا بني.. لقد اشتريت هذا البيت الصغير بعد رحيل زوجي ووالد أبنائي، وانتقلت لأعيش فيه منذ أشهر قليلة فقط..
ورفعت المنديل الذي كانت تمسك به في يدها لتجفف دموعها.. ثم دعته إلى الجلوس، وفعل..
ومضت السيدة تكمل حديثها، وكأنها تستعيد ذكريات ترفض أن تفترق عنها، وتود لو أنها عاشت معها حتى آخر أيام حياتها..
قالت: كان زوجي رجلا طيبا وكريما.. كان يحلم باليوم الذي نمتلك فيه بيتا، ونزرع حوله حديقة صغيرة وجميلة ممتلئة بالزهور.. وعندما جاء هذا اليوم، رحل هو.. وحاولت أن أحقق له حلمه في غيبته، وقفت وحدي أحاول أن ازرع الأرض التي تحيط ببيتنا الصغير، ولكنني فوجئت بالمرض يقعدني.. لقد أصبت بالشلل يا بني، ولازمت الفراش شهورا طويلة، ثم بدأت أتنقل فوق هذا المقعد المتحرك.. لقد كنت أريد أن أعيش مع الحلم. وأن يتحقق، حتى أستطيع أن أراه معي في كل زهرة تتفتح أمامي.. ولكن الحلم لم يكتمل.. فقررت أن اقنع بالتطلع إلى الأرض التي ألتقي بها في صباح كل يوم..
من يدري، فقد يأتي اليوم الذي أجد فيه بستانيا يعني بالحديقة، ويكسوها بلون الحياة الذي أحبَه زوجي..
تركها مع ذكرياتها وعاد إلى بيته، وصورة العجوز لا تفارق مخيلته لحظة واحدة..
جاء الصباح مشرقا وجميلا.. ولكنه لم يذهب إلى الريف كما تعود أن يفعل، لقد كان على موعد مهم في ذلك اليوم، مع مكان جديد لا يمت إلى الريف البعيد بصلة.. مع فناء بيت السيدة العجوز التي التقى بها مساء اليوم السابق..
فتح الباب ودخل دون أن يشعر به أحد، وراح يعمل في هدوء.. كان يحمل معه شتلات الزهور التي اقتلعها من حديقة بيته وأخذ يزرعها ويرويها، ويغطي بها الأرض التي كانت بالأمس جدباء قاحلة.
تكررت زياراته للحديقة الصغيرة الجميلة، ونمت أشجار الزهور وكبرت وأنبتت..
والسيدة العجوز في حيرة وذهول.. تُرى من الذي حقق لها حلمها الجميل..؟ من هو صاحب اليد التي شاءت أن تعيد إلى رأسها المتعب ذكريات أجمل أمنية مع الرجل الذي عاشت معه عمرها ثم تركها ورحل..؟
في مساء أحد الأيام طرق باب بيت صاحبته العجوز.. ولم تكن وحدها هذه المرة.. كانت تجلس على مقعدها المتحرك في الحديقة الجميلة ومن حولها الزهور التي زرعها هو.. وزهور أخرى زرعتها هي.. إنهم أحفادُها الصغار الذين جاءوا يتمنون لها عيد ميلاد سعيد.. لقد جاءوا ليحتفلوا بعيد ميلاد جدتهم الثالث والسبعين..
واستقبلته مرحبة.. وقالت: أرأيت.. الحمد لله لقد تحقق حلمي أخيرا، ونمت الزهور في حديقة بيتنا الصغير..ألم أقل لك أن الله سوف يستجيب لدعائي ويحقق أحلامي، إنه أكثر من حلم كما ترى..
في الحديقة زهور.. وفي البيت زهور.. وكلهم زهور الحياة التي شاركت في زرعها مع زوجي.
ولم تدمع عيناها في تلك اللحظة، وإنما ارتسمت على وجهها ابتسامة جميلة تحمل كل سعادة الدنيا..
أما هو فقد كان مشغولاً عن حديثها معه باللوحة الرائعة التي كان يرسمها بفرشاته، لهذا الوجه العجوز الذي عادت إليه ابتسامة الحياة بين الزهور.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المركز الرابع مكرر بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016- قصة إبتسامة الحياة 36,5 درجة للكاتب سمير دعاس / الجزائر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المركز الرابع مكرر ..قصة قصيرة بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016.. قصة ألتله المفقودة 36.5 درجة للكاتب نضال موسي ابو شارب ألـتـلــه الـمـفـقـودة
» المركز الرابع بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016 قصة الأرجوحة 43.6 درجة للكاتب خلف محمد كمال/ مصر
» المركز السابع مكرر بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016 -قصة أنامل طفل 34.5 درجة للكاتبة أمال عبد الحفيظ / الجزائر
» المركز السادس مكرر قصة قصيرة بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016 ..قصة موعد مع القدر 35 درجة للكاتبة صبرينة صيفي / الجزائر
» المركز السادس مكرر بمسابقة مجلة نجوم الأدب والشعر لشهر فبراير 2016- قصة مهاجر 35 درجة للكاتب أحمد باشا / سوريا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ سوزان عبدالقادر-
انتقل الى: