ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﺳﺎﺣﺮﺓ ﻃﻴﺒﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺃﺣﺪﻯ ﺍﻟﻐﺎﺑﺎﺕ ﺗﺤﺐ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﻗﺮﺏ ﺍﻟﻐﺎﺑﺔ
ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺃﺷﺠﺎﺭ ﺑﺮﺗﻘﺎﻝ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻨﻀﺞ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﻭﺗﻘﻄﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻻﺕ . ﻭﻓﻲ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﺍﻟﻤﺘﻸﻟﺌﺔ ﻛﺎﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ ﻳﺸﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻭﻣﻦ
ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺧﻀﺮ ﺑﻤﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﺮﻭﻋﺔ، ﻭﺣﺪﺙ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺮﺗﻘﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺍﺣﺪ ﺍﻟﺸﺠﻴﺮﺍﺕ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺫﺍ ﺷﺄﻥ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺪﻋﻮ ﺭﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺑﺄﻥ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻭﺗﺘﻄﻮﺭ، ﻭﻓﻲ
ﺍﺣﺪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻓﺼﺎﺣﺖ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﺔ ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ : ﻣﻦ
ﻳﻨﺎﺩﻳﻨﻲ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﺔ ﻫﻨﺎ، ﻫﻨﺎ ﺃﻧﺎ، ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﺔ ﻭﺳﺄﻟﺘﻬﺎ ﻣﺎﺫﺍ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﺘﻬﺎ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ؟ ﺑﻜﺖ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺃﻥ ﺣﻀﻲ ﻗﻠﻴﻞ ﻻﻥ ﺗﻄﻠﻌﺎﺗﻲ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻱ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺷﻘﻴﻘﺎﺗﻲ
ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻻﺕ، ﻓﺄﻧﺎ ﺍﺭﻏﺐ ﺑﺄﻥ ﺃﺗﻌﻠﻢ، ﻭﺍﺩﺭﺱ، ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺫﺍ ﺷﺄﻥ، ﻓﺄﻥ ﻭﺿﻌﻲ ﻣﺰﺭﻱ ﻭﻻ ﺍﺳﺘﻄﻴﻊ
ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﻠﻢ . ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻣﺎ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺭﺍﺋﻊ ﻭﻣﻘﻨﻊ، ﻗﺎﻟﺖ
ﺳﻮﻑ ﺃﺳﺎﻋﺪﻙِ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻻ ﺗﺘﻜﺒﺮﻳﻦ ﻭﺗﺘﺴﻠﻄﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻦ . ﻭﺍﻓﻘﺖ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺃﺧﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ
ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻣﻦ ﺟﻴﺒﻬﺎ ﺷﻲﺀ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻘﻠﻢ ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺑﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﺔ ﻭﺃﻃﻠﻘﺖ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻣﺒﻬﻤﺔ ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ
ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺮﻭﻋﺔ ﺑﺸﻌﺮﻫﺎ ﻭﻣﻠﺒﺴﻬﺎ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻟﻲ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﺧﺬ ﺷﻜﻞ
ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻝ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮﻱ، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭﻫﺎ . ﻭﺗﻢ ﺗﺴﺠﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺗﺤﻀﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﺍﻟﻠﻮﺍﺯﻡ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ، ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﻠﺘﻬﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﻘﻔﺰ ﺩﺭﺟﺎﺗﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺗﻠﻮﻯ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺣﺘﻰ
ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺳﻔﻴﺮﺓ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ . ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺘﻌﺐ، ﻓﻘﺮﺭﺕ ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺎﺭﻫﺎ ﻭﻣﻮﻃﻨﻬﺎ
ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﺒﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺒﺘﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻣﻬﺎ ﻭﻋﻤﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﺠﻴﺮﺍﺕ، ﺍﻧﺤﻨﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ
ﻭﻗﺒﻠﺘﻬﺎ ﻭﺍﺗﺠﻬﺖ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﻭﺗﻼﻣﺲ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻗﺺ ﻓﺮﺣﺎ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻌﻠﻘﺔ .
ﺷﻜﺮﺕ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻘﻲ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ، ﻭﺣﻴﺖ ﺃﺧﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺒﺮﺗﻘﺎﻻﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺍﺕ ﺑﻠﻮﻧﻬﻦ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ .
ﻛﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺣﺎﻓﻞ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻭﻋﺎﻫﺪﺗﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺳﻮﻑ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺟﻤﻞ ﺃﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ