ﺑﻌﻴﺶ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻛﺐ ﺍﻻﺭﺽ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺍﻻﻧﺘﻤﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻴﺔ
ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺎﻧﻬﻢ ﻳﺮﺗﺒﻄﻮﻥ ﺑﺮﺑﺎﻁ
ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﺠﺎﻧﺲ ﻭﺍﻟﺘﻼﺯﻡ ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺑﺎﻥ ﺍﺳﺎﺱ
ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻟﻜﻞ ﻓﺮﺩ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺍﻋﻮﺩ ﻻﺳﺮﺩ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻭﻫﻲ ﻛﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﺎﻥ ﻳﻜﺒﺮ ﻭﺗﺴﺮﻉ ﺍﻻﻳﺎﻡ ﺑﻪ ﻟﻴﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﺣﻠﻤﻪ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻜﺒﺮ ﻧﺤﻦ ﻟﻄﻔﻮﻟﺘﻨﺎ
ﻭﺗﻨﻤﻰ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻴﻬﺎ
ﻛﻠﻨﺎ ﻧﻨﻈﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻐﺪ ﻭﻧﻨﺴﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﻨﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﺠﻤﺎﻝ ﻳﻮﻣﻨﺎ ﻣﻬﻤﺎ
ﻛﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻐﺪ
ﻛﻠﻨﺎ ﻳﺮﻛﺾ ﻟﻴﺠﻨﻲ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﻧﻨﺴﻰ ﺍﻧﻔﺴﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻧﺪﻓﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﻤﻠﻚ ﻟﻨﺴﺘﻌﻴﺪ ﺻﺤﺘﻨﺎ
ﺍﻟﺘﻲ ﺿﺎﻋﺖ ﻣﻨﺎ ﺑﺰﺣﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﻛﻠﻨﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻃﺎﺋﺮ ﻳﺤﻮﻡ ﻟﻴﻨﻘﺾ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻟﺤﻈﺔ ﻭﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﻧﺘﺠﺎﻫﻠﻪ ﻟﻨﺮﺗﻜﺐ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻧﻄﻠﺐ ﺍﻟﻤﻐﻔﺮﺓ
ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﺭﻛﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻬﺎ ﻭﻳﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺎﻭﺯﻫﺎ
ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺍﻟﻴﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎ ﺑﺎﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻲ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺗﺪﻓﻌﻬﺎ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﺮﻓﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ - ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﻣﻨﻔﺼﺎﺕ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ
ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻳﺨﻠﺪ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﻭﺟﺪﻟﻪ ﺍﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻋﺘﻘﺪ ﺟﺎﺯﻣﺔ ﺑﺎﻧﻬﺎ ﻭﻟﺪﺕ
ﻣﻊ ﻭﻻﺩﺓ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﻭﻗﺪ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﺓ ﺑﻴﻦ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺧﺮ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ -----