مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المركز التاسع قصة 180 درجة 48.5 درجة للكاتبة فاطمة الزهراء سليمان/ الجزائر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سوزان عبدالقادر




عدد المساهمات : 11030
تاريخ التسجيل : 12/09/2015

المركز التاسع قصة  180 درجة  48.5 درجة للكاتبة فاطمة الزهراء سليمان/ الجزائر Empty
مُساهمةموضوع: المركز التاسع قصة 180 درجة 48.5 درجة للكاتبة فاطمة الزهراء سليمان/ الجزائر   المركز التاسع قصة  180 درجة  48.5 درجة للكاتبة فاطمة الزهراء سليمان/ الجزائر I_icon_minitimeالسبت أبريل 23, 2016 7:59 am

80 درجة

تأبطت حقيبة يدها وهي تسير عائدة إلى بيتها عابرة نفس الشوارع والأزقة التي تسلكها منذ أعوام طويلة حتى أنها لم تعد تهتم بتفاصيلها ولا بمرتاديها، نفس الروتين اليومي الذي صار جزء من حياتها، ونفس الوجوه التي تراها صباحا ومساء.
لكن كل شيء صار مختلفا اليوم، كأن الطبيعة قد جددت ألوانها، كأن الأزهار تتنافس على إبراز رونقها وجمالها، كأن الطيور قد زادت من نبرة زقزقاتها، كأن السماء قد إغتسلت بأمطار الربيع فنزعت عنها السحب الرمادية وأعادت لها زرقتها الجميلة، كأن الشمس أرادت أن تعوض برد الشتاء بدفئها.
ترى هل يمكن أن تتغير الأحاسيس في لحظة من الزمن؟ هل يمكن لهذه اللحظة أن تمحي عن النفس كل الأحزان التي عاشتها، وكل الآلام التي عانتها، وكل الهزائم التي خذلتها؟ وهل للحظة واحدة أن تقلب الأمور من النقيض إلى النقيض؟
عواطف جياشة ومشاعر متناقضة تتصارع بداخلها كانت كلها تعلن عن سعادة عارمة إجتاحت نفسها، حتى أنها تخاف أن تظهر على محياها فيُفتضح أمرها.
كيف لا تخاف وهي التي أمضت سنوات طويلة تخفي حزنها وبؤسها وانكسارها؟ هي التي فقدت والديها وأختها في حادث مرور ولم يُبْقِ لها الموت سوى أخ وحيد كان قرة عينها، وكأن المنية لم تكتف بذلك فأخذت منها جدها ثم جدتها فبقيت هي وأخوها كالقشة في قلب الأعاصير ... يتم وحرمان وذل تحت سيطرة زوجة عم متسلطة وعم ضعيف الشخصية فلم يكن لهما بد سوى الجد والإجتهاد ليكملا دراستهما والعودة إلى بيتهما المؤجر منذ وفاة والديهما.
فهل ستنصفها الحياة بعد كل ذلك الشقاء؟ هل ستسكن السعادة قلبها إلى الأبد؟
بدا لها الطريق أطول مما كان، كانت تتلهف للوصول حتى تدخل غرفتها وتفجر بركان سعادتها فلا تكتمها خوفا أو خجلا. غرفتها التي شهدت أحزانها ودموعها وإنكساراتها المتتالية، غرفتها التي كانت أحيانا تتحول إلى زنزانة تحبس نفسها فيها حتى تهرب من لؤم إبنة عمها أو بالأحرى زوجة أخيها التي نابت عن أمها في السيطرة والإذلال. فهل ستتحول إلى قصر أحلامها الوردية؟ هل ستكون جنتها التي طالما أرادتها؟ هل ستصير حديقة غناء بالتفاؤل والفرح والحب؟ هل سينبلج صبح جديد بعد كل الظلام الحالك الذي عاشته؟
كان هذا أملها الوحيد بعد أن إلتقت به فبل أسبوع في مكان عملها وصار يرتاد المكان بحجة إتمام معاملة، فيختلق الفرص ليكلمها. تعلقت به، صارت تنتظر إطلالته، تتوقع محادثته بل تتوق للحديث معه، وكان اليوم حاسم فاصل بالنسبة لها حين طُرِقَ باب مكتبها وهي منغمسة في عملها فقالت دون أن ترفع رأسها عن الورقة التي في يدها:
" أمهلني بضعة دقائق لأنهي هذه وسأعطيك المفتاح"
فسمعته يقول: " لا داعي للمفتاح فقد دخلت قلبي دون استئذان، فهل تقبلين مني مفتاح بيتي؟"

:::::::::::::::::::::::::::::
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المركز التاسع قصة 180 درجة 48.5 درجة للكاتبة فاطمة الزهراء سليمان/ الجزائر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المركز التاسع مكرر ومضة هزيمة 49 درجة للكاتبة صالحة بورخيص هزيمة
» المركز التاسع قصة ذبول 45 درجة للكاتبة صالحة بورخيص / تونس
» المركز الخامس ومضة وَطَنٌ 53 درجة للكاتبة كريمة الطيب / الجزائر
» المركز السادس مكرر قصة إنجذاب 47,5 درجة للكاتبة أمال عبد الحفيظ/ الجزائر
» المركز السابع قصة شروق الحقيقة 49 درجة للكاتبة أمال عبد الحفيظ / الجزائر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: ﻧﺎﺋﺐ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺮ ﻭﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ سوزان عبدالقادر :: المسابقات-
انتقل الى: