تصفع الرياح القوية خدود الشوارع فتتمايل الأشجار المنتصبة على جانبيْه وتتشابك الغُصيْنات لتتخلّى عن وريْقاتها للمرّة الأخيرة... نهضت من مكانها متعثّرة في ذيول الخيْبة ثم ألقت نظرة يائسة نحو الطريق.. لا أمل في الأُفق ولا طيف يلوحُ سوى خيالات سوداء تسبح في السّيول وتتراقص مع خريف عمرها الحالك..
أحكمت غلق النافذة وآنطوت داخل شرنقتها تعزّي نفسها في انتظار حلول الربيع.