حلم بطعم الراحة .
يظل هاجس معرفة ما سيحدث بعد موتي هو المسيطر على أفكاري ، منذ أصابني هذا اللعين وأنا منشغل بفكرتين مهمتين جدا ، الأولى أن اموت بهدوء شديد وبلا أي صخب ، والثانية أن أتخلص تماما من إزعاج مرحلة العلاج .
الهدوء أصبح قيمة كبرى في حياتي الصاخبة أبدا على مدار ستين عاما ، ها أنا الآن أستعد للموت بمراجعة شريط حياتي كله ، وللحقيقة المجردة حينما رأيت هذا الشريط لم يعجبني إطلاقا ، بدى كأنه لممثل فاشل ومخرج أفشل منه حاولوا صنع فيلم جيد فكان بهذه القماءة التي فاجءتني ، كنت أتخيل أنني أفعل الصح دوما وأنني أقول كلاما يستحق أن يخلده التاريخ ، بل والجغرافيا أيضا ، ما ردني لصوابي هو صورة أبنائي يخرجون لسانهم لي ، بل ويسخرون من كل ما أقول .
نمت كمدا بعد جرعة العلاج ، وهالني حينما مت وأعلنوا في المساجد القريبة عن اسمي ونسبي انهم لم يذكروا أعمالي ، بل تجاهلوا الوظائف والمناصب التي تقلدتها ، ووقف أبنائي في مقدمة مستقبلي المعزين ، وبدا بكاء بناتي وزوجتي كنسمة رقيقة في هجير من طوفان المعزين حتى واوروني الثرى وعادوا أدراجهم للمدينة بعد العزاء مباشرة ، أحسست بالراحة أن كان التراب رطبا رغم الجو الخانق خارج القبر ، وكانت سعادتي غامرة أن رأيت حزنا حقيقيا في عيني بناتي وزوجتي ، وسعدت أنهن نفذن وصيتي بعدم ازعاجي بالنواح والتعديد كعادة النساء ، ولذا قررت أن أنام ليلتي الأولى بالقبر وأنا مستريحا هانيء البال .
فجاة طار الهدوء كله ، أفقت من غفوتي على صوت الممرضة تريد اعطاءي آخر جرعة . بطعم الراحة .
يظل هاجس معرفة ما سيحدث بعد موتي هو المسيطر على أفكاري ، منذ أصابني هذا اللعين وأنا منشغل بفكرتين مهمتين جدا ، الأولى أن اموت بهدوء شديد وبلا أي صخب ، والثانية أن أتخلص تماما من إزعاج مرحلة العلاج .
الهدوء أصبح قيمة كبرى في حياتي الصاخبة أبدا على مدار ستين عاما ، ها أنا الآن أستعد للموت بمراجعة شريط حياتي كله ، وللحقيقة المجردة حينما رأيت هذا الشريط لم يعجبني إطلاقا ، بدى كأنه لممثل فاشل ومخرج أفشل منه حاولوا صنع فيلم جيد فكان بهذه القماءة التي فاجءتني ، كنت أتخيل أنني أفعل الصح دوما وأنني أقول كلاما يستحق أن يخلده التاريخ ، بل والجغرافيا أيضا ، ما ردني لصوابي هو صورة أبنائي يخرجون لسانهم لي ، بل ويسخرون من كل ما أقول .
نمت كمدا بعد جرعة العلاج ، وهالني حينما مت وأعلنوا في المساجد القريبة عن اسمي ونسبي انهم لم يذكروا أعمالي ، بل تجاهلوا الوظائف والمناصب التي تقلدتها ، ووقف أبنائي في مقدمة مستقبلي المعزين ، وبدا بكاء بناتي وزوجتي كنسمة رقيقة في هجير من طوفان المعزين حتى واوروني الثرى وعادوا أدراجهم للمدينة بعد العزاء مباشرة ، أحسست بالراحة أن كان التراب رطبا رغم الجو الخانق خارج القبر ، وكانت سعادتي غامرة أن رأيت حزنا حقيقيا في عيني بناتي وزوجتي ، وسعدت أنهن نفذن وصيتي بعدم ازعاجي بالنواح والتعديد كعادة النساء ، ولذا قررت أن أنام ليلتي الأولى بالقبر وأنا مستريحا هانيء البال .
فجاة طار الهدوء كله ، أفقت من غفوتي على صوت الممرضة تريد اعطاءي آخر جرعة .