ﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﺧﻄﻮﺑﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺑﺎﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ
ﺗﺮﻓﺮﻑ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﻓﻜﺎﻧﺎ ﺧﻴﺮ ﻣﺜﺎﻝ ﻟﻠﺰﻭﺟﻴﻦ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪﻳﻦ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﺪﻡ ﻃﻮﻳﻼ ﻭﺑﻌﺪ
ﻓﺘﺮﺓ ﺿﺎﻕ ﺑﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﻓﻜﺮ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻟﻠﺨﺎﺭﺝ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﻮﻓﺮ ﻛﻞ
ﻣﺎ ﻳﺘﻤﻨﺎﻩ ﻫﻮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ .. ﺳﺎﻓﺮ ﻭﺗﺮﻙ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺣﺪﻫﺎ ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ
ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺮ ﻭﺑﻔﺎﺭﻍ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻟﻌﻞ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ
ﺗﻬﺪﺉ ﻣﻦ ﺣﺪﺓ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺸﻮﻕ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﺗﻨﻘﻄﻊ ﻓﻜﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺤﻤﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺠﻴﺎﺷﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻭﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ..
ﻭﻟﻜﻦ ﻃﺎﻟﺖ ﺍﻟﻐﻴﺒﺔ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺤﺴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺳﻞ ﻟﻬﺎ ﺳﻮﻯ
ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﻟﻪ ﻛﻲ ﻳﺮﺳﻞ ﻟﻬﺎ ﻣﺎﻻ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﻼﺀ ﻓﺎﺣﺸﺎ ﻓﻼ ﻳﻜﺎﺩ
ﺭﺍﺗﺒﻪ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻓﺼﺒﺮﺕ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﻦ
ﺣﻴﻦ ﻵﺧﺮ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻠﺖ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻋﺒﺌﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻄﻮﻱ ﺟﻮﻋﻬﺎ ﺑﻴﻦ
ﺃﺣﺸﺎﺋﻬﺎ ﻭﺗﻨﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ
ﻭﺗﻤﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻭﻳﺄﺗﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻛﻲ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻨﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺴﻔﺮﻩ ﻓﻌﺮﺽ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ﺃﻭ ﺑﻤﺎ ﺗﻄﻠﺐ ﻭﺑﻌﺰﺓ ﻧﻔﺲ ﺷﻜﺮﺗﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ ﻻ
ﻳﻨﻘﺼﻨﻲ ﺷﺊ ﻭﻣﻦ ﻭﻗﺖ ﻵﺧﺮ ﺃﺧﺬ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻴﺴﺄﻝ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﺻﺪﻳﻘﻪ ..
ﺃﺭﺳﻠﺖ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻟﺘﺨﺒﺮﻩ ﺑﺘﺮﺩﺩ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻪ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺻﺪﻳﻖ ﺑﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﺥ .. ﺗﻌﺠﺒﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻣﻦ ﺭﺩﻩ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺳﻔﺮﻩ ..
ﻻﺣﻈﺖ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻛﺜﺮﺓ ﺗﺮﺩﺩ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻﺣﻈﺖ ﺗﻐﻴﺮ ﻧﻈﺮﺗﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﻛﺎﻥ ﻳﻐﺾ ﻃﺮﻓﻪ .. ﻓﺸﻌﺮﺕ ﺑﺎﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﻧﻈﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻤﻊ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ
ﻓﺮﻳﺴﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺘﺮﺳﻬﺎ ﺑﻌﻴﻨﻴﻪ .. ﺍﺷﺘﺎﻗﺖ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﻟﻪ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻋﺪ ﻟﻲ ﻳﺎ
ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﻣﺎﻻ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺭﻳﺪﻙ ﻓﻘﻂ ﺟﻮﺍﺭﻱ ﻓﻬﻮ ﺃﻫﻢ ﻋﻨﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ
.. ﺭﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻳﻨﺘﻈﺮ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﻟﻌﻞ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻳﺘﺤﺴﻦ
ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻓﺎﺻﺒﺮﻱ.
ﻭﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺣﻴﺮﺗﻬﺎ ﻭﻟﻮﻋﺘﻬﺎ ﻭﻓﻘﺮﻫﺎ ﻭﺣﺎﺟﺘﻬﺎ .. ﻭﺻﺮﺍﻉ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺣﺮﺏ ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﻗﺪ
ﺗﺄﺟﺠﺖ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﻓﻤﺎ ﺯﺍﻟﺖ ﻋﺮﻭﺱ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ
ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﻋﺮﻭﺱ ﻭﻟﻜﻦ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺃﺻﺒﺢ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺳﺮﺍﺑﺎ ﻭﺗﺤﻮﻟﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ
ﻋﺬﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺳﻬﺪ ﻭﺃﺭﻕ ﻓﺎﻟﻨﻬﺎﺭ ﻣﻈﻠﻢ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻀﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﻴﻞ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﻻ ﻳﺮﻳﺪ
ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﺀ .. ﻭﻫﻲ ﻛﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺮﺍﻭﺩﻫﺎ ﻭﺩﺍﺭ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺎﻣﺖ ﻣﺎ
ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺧﺬ ﻭﺍﻟﺮﺩ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﺪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺨﻮﻑ ﻭﺃﻧﻔﺎﺱ ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ ﻭﺇﻧﺘﻬﻰ
ﺑﺎﻹﺫﻋﺎﻥ ﻭﺍﻹﺳﺘﺴﻼﻡ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ.
ﻭﺃﺧﺬ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺃﺻﺒﺢ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻌﺘﺎﺩﺍ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ
ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﻌﻬﺎ .. ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮﺓ ﻻﺣﻆ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﻄﻤﺌﻦ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺄﺭﺳﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺈﺣﺴﺎﺱ ﻳﻤﻠﺆﻩ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﺃﻥ ﺍﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻚ ﻓﻨﺤﻦ ﻻ
ﻧﺤﺘﺎﺝ ﻟﺸﺊ ﻓﺼﺪﻳﻘﻚ ﺍﻟﻮﻓﻲ ﺃﺻﺒﺢ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻜﻞ ﺷﺊ