انتظرها عند مدخل البناية ،والوقت يمر بلا انتظار ..عقارب الساعة كما لو أنها تجري سباقا ً للسرعة ..راح يتسلى بالنظر إلى محتويات الشارع ..السيارات ..أشجار السرو ..بقايا برك الماء التي خلفتها سهرة الأمس ..
عندما أيقن أن الانتظار لم يعد يجدي نفعاً ..صعد السلم ..كفه ترتجف وهي تطرق الباب ..لحظات ..وفتح الباب ..أطلت ...فأنارت ظلمات قلبه ..أطالت الوقوف ..ودعته للدخول ..
جلسا.. يرتبان الكلمات في طوابير الاسطر ..حاول أن يشرح لها سبب ماجرى ..وأن شكوكه ولت إلى غير رجعة ..لكنها حين نطقت… ادرك لحظتها بأن مقصلة حبهما نُصبت في منصف المسافة بين مقعده ..ومقعدها ..
لايعيش الحب ..والشك… شكوكك خنقت قلبي ..وظل حبك حبيساً ..حتى احتضر ..
نظر إلى وجهها وعيونه تفيض دمعاً ..كانت عابسة.. يقطر الحزن والغضب من وجهها…
انطلق… وعند الباب ..شيعته بنظرة أخيرة… غادر بعدها المكان ..بعد أن أخرجته من قلبها ..يحمل بين أضلاعه قلباً مات ..فيه الحب .