ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺃﻛﻠﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺍﺩﺧﺮﺕ ﻣﻦ ﺻﺒﺮ ....ﻓﺎﻟﻮﺳﺎﺋﺪ ﺃﻏﺮﻗﺘﻬﺎ ﺩﻣﻮﻉ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭ
ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻠﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﻔﻮﻟﺘﻬﺎ ..ﺃﺿﺤﺖ ﺑﺎﻫﺘﺔ ﻭﺑﻼ ﻣﻌﻨﻰ ...
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻨﺸﺪﻫﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻨﻬﺎ .. ﻓﻲ ﺯﻭﺝ ﺃﻗﺒﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﺴﻘﻴﻬﺎ
ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﻭﻳﻠﻤﻠﻢ ﺃﺭﻳﺞ ﺍﻟﺤﺐ ﻟﻴﻨﻔﺜﻪ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﻋﺸﻬﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺩﻓﺌﺎً ﻳﻮﻣﺎًﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ
.. ﻭﻏﺎﺏ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﻨﻬﻤﺎ ﻓﺤﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﻣﺎﺗﺰﺍﻝ ﺑﻼ ﺿﺤﻜﺎﺕ ﻭﻻ ﺻﺮﺍﺥ ﻭﻻ ﻣﻨﺎﻏﺎﺓ ﻭﻟﺪ
...
ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺀ ... ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺤﻴﻦ ﻣﻮﻋﺪ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺸﺘﻌﻞ ﺣﻨﻴﻨﺎً ﺣﻴﻦ ﻳﺒﺪﺃ ﺃﻭﻻﺩ
ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺑﺎﻟﻌﺒﺚ ﻭﺍﻟﻠﻌﺐ ... ﻳﻘﺘﻠﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﻨﺼﻞ ﺿﺤﻜﺎﺕ ﺍﻟﺼﺒﻴﺔ ﻭﻣﺰﺍﺣﻬﻢ ...
ﺗﺘﻘﺎﺳﻢ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺯﻭﺟﻬﺎ ﻓﻼ ﻫﻲ ﺑﻘﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻋﻼﻥ ﺍﺳﺘﺴﻼﻣﻬﺎ ﻭﻻ ﻫﻮ .. ﻓﻲ ﺣﻠﺒﺔ
ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﻳﻤﺴﻚ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﻴﺪ ﺍﻵﺧﺮ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻼﺹ ...
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﻔﺾ ﺳﻬﺮﺗﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﻋﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺘﻌﺒﺔ ﺃﺧﺒﺮﻫﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﺼﻄﺤﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﻋﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺻﺒﺎﺣﺎً ..ﻓﻼ ﺯﻏﺮﺩ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻓﺮﺣﺎً ... ﻭﻻ ﻫﻠﻠﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺳﺮﻭﺭﺍً ... ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻗﺒﻠﺖ
ﻛﻲ ﺗﻈﻞ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻣﺮﺳﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ ﻭﻗﻠﺒﻬﺎ ﻧﺎﺑﻀﺎً ﺑﻴﻦ ﺃﺿﻼﻋﻪ ..
ﺻﻮﺭ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﻳﻦ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﺍﻧﺘﺸﻠﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺭﻛﺎﻡ ﻳﺄﺱ ﻳﻀﺮﺏ
ﺟﺬﻭﺭﻩ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻬﺎ .. ﻟﻴﻠﻘﻲ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﺩﻭﻣﺎً .. ﻓﺄﺑﺤﺮﺕ ﺣﻴﻨﻬﺎ
ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﻣﻮﻣﺔ ﺗﺎﻫﺖ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻴﻦ ..ﻭﺍﺭﺗﻌﺪﺕ ﺃﻭﺻﺎﻟﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺃﻋﺎﺩﺗﻬﺎ ﻟﻤﺴﺔ ﻣﻦ ﻳﺪ
ﺭﻓﻴﻖ ﺍﻟﺪﺭﺏ ... ﻟﻴﻌﻴﺪﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ...ﺭﻣﺖ ﺑﻜﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻔﻪ ﻭﺭﺍﺣﺖ ﺗﺴﻘﻲ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻣﻦ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﻣﺎ ﻓﺎﺭﻗﺖ ﺛﻐﺮﻩ ﻳﻮﻣﺎً ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺎﺩﺛﻬﺎ ... ﻧﻬﻀﺖ ﻭﺭﺍﻓﻘﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ ﻋﻠﻬﺎ ﺗﺠﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ
.. ﺗﺮﻳﺎﻗﺎً ﻟﻜﻞ ﺟﺮﺍﺡ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ