ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺑﻴﻨﻴﺔ
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﺗﺘﻨﻘﻞ ﻋﺒﺮ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺗﺮﺩﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺐ
ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻜﻮﻧﺔ ﻟﻠﻬﻮﺍﺀ. ﺣﺪﺙ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻠﻌﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻢ ﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻴﺘﺔ ﻟﻠﻨﻮﻡ. ﺃﻃﺒﻖ ﺑﻴﺪﻳﻪ
ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺟﺔ ﺻﻮﺗﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺍﻗﺘﺤﻤﺖ ﻣﺠﺎﻟﻪ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﺑﻌﺪ ﺻﻤﺖ ﻗﻠﻴﻞ. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ
ﻳﺤﺘﻤﻞ . ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﻠﻌﻤﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ. ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻟﻴﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻬﻤﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻳﻠﻬﻮ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻌﻴﺮ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﻛﺒﻴﺮﺍ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﺭﺃﻯ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ
ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻭﺗﻐﻠﻖ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﻘﻂ ﺗﻠﺼﺼﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺸﻴﺶ ﺍﻟﺨﻔﻴﻒ
ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻐﻠﻘﻪ ﻭﻳﻠﻌﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﺘﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻪ ﺷﻘﻴﻘﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ. ﻟﻢ ﻳﻔﺘﺢ
ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﻛﻲ ﻻ ﻳﺘﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﻐﻞ ﺇﻃﻼﻝ ﻏﺮﻓﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻧﻪ
ﻳﻼﺣﻘﻬﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ ﻭﻃﻔﻠﻬﺎ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺩﻭﻥ ﻇﻬﻮﺭ ﻟﺮﺟﻞ
ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ. ﺍﻧﻘﻄﻌﺖ ﺗﺄﻣﻼﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺴﺘﻔﺰﺓ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩ
ﻳﻈﻦ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻪ. ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﻭﺧﺮﺝ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻌﻨﻒ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ. ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻭﻟﻤﺢ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺗﺤﻤﻠﻪ. ﻫﺪﺃ ﺃﺧﻴﺮﺍ.
ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﻣﻪ ﺳﺘﻐﻠﻖ ﺍﻟﺸﺮﻓﺔ ﺍﻵﻥ ﻭﻟﻦ ﺗﻈﻬﺮ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ . ﺃﺣﻜﻢ ﻏﻠﻖ ﺷﺮﻓﺘﻪ
ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺍﺷﻪ ﻳﺴﺘﺠﺪﻱ ﺍﻟﻨﻮﻡ. ﺃﻏﻠﻖ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ﻭﺑﺪﺃ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﺴﻼﻡ. ﻓﺠﺄﺓ
ﺃﺣﺲ ﺑﺤﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ. ﻟﻌﻦ ﺃﻭﻫﺎﻣﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻘﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ. ﺃﺣﺲ ﺑﺤﺮﻛﺔ
ﺃﺧﺮﻯ. ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻓﺄﺣﻀﺮ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻮﺳﺎﺩﺓ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻮﻋﺪ ﻣﻦ ﻳﻠﻌﺐ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻮﻳﻞ
ﻭﺍﻟﺜﺒﻮﺭ . ﺃﻭﻗﺪ ﺃﺿﻮﺍﺀ ﻫﺎﺗﻔﻪ ﻭﺳﻠﻄﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ. ﻓﺘﺢ ﻓﺎﻩ ﻭﺟﺤﻈﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ
ﻭﺷﻠﺖ ﻳﺪﻩ ﻭﻭﻗﻒ ﺷﻌﺮ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩ ﻳﻘﻔﺰ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻩ.
ﺍﻧﻔﺠﺮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﺤﺖ ﻗﺪﻣﻴﻪ