ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ
ﺗﻨﻬﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﻬﻤﺶ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﺌﻦ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺳﻮﻁ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺮﻣﻪ
ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ، ﻟﻜﻞ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻤﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﻳﻌﻈﻢ ﺑﻘﺪﺭ ﺿﻐﻄﻪ ﻟﻤﻨﻊ ﺍﻹﻧﻔﺠﺎﺭ . ﻧﻈﺮ ﻟﻬﺎ
ﻭﺟﺴﺪﻩ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺼﺮﺍﺥ ﺑﻌﻤﻖ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﻋﻨﻔﻮﺍﻥ ﺍﻟﻐﻀﺐ . ﻟﻜﻨﻪ ﺻﻤﺖ . ﻇﻞ ﺻﺎﻣﺘﺎ ﺣﺘﻰ
ﺭﺣﻠﺖ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﻬﺎﻻﺗﻬﺎ ﻭﺃﺷﺒﺎﺣﻬﺎ ﻭﺻﺮﺍﻋﺎﺗﻬﺎ . ﺧﻠﺖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻓﺠﺄﺓ ﻭﺳﺎﺩ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ . ﺻﻔﻌﺘﻪ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ
ﻣﻦ ﻋﺎﺷﻘﺔ ﻓﻨﻈﺮ ﻧﺎﺣﻴﺘﻬﺎ، ﺻﻔﻌﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻠﻘﺎﻫﺎ ﺣﻴﻦ ﺭﺁﻫﺎ ﺗﻘﺒﻞ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ . ﻧﻌﻢ . ﻛﻨﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ .
ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﻟﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﺒﻠﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﺤﻜﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ . ﻗﺎﻡ ﻳﺘﺤﺴﺲ ﺧﻄﻮﺍﺗﻬﺎ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺻﻔﻌﺘﻪ ﻗﺒﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ . ﺳﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻤﺸﻰ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻃﺊ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺑﺘﺮﺩﺩ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ
ﺍﻟﻌﺎﺷﻖ ﻓﻴﻪ، ﻣﻤﺘﺪ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻳﺘﺤﺪﻯ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ، ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺑﺎﻟﺴﻤﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ . ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻓﻲ ﺃﻟﻢ . ﺍﻟﺤﺐ
ﺳﻴﺊ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺯﻣﺎﻥ ﻭﻣﻜﺎﻥ . ﻛﺎﻥ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ، ﺃﻭ ﻟﻌﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻟﻒ ﺣﻴﻦ ﻳﺴﻴﺮ ﻭﺣﻴﺪﺍ
ﻭﺳﻂ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺘﺪﻓﻘﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﻳﻬﺮﺑﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻠﻢ، ﺍﻟﺤﺐ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻋﻨﺪ
ﻋﻤﺮﻣﻌﻴﻦ، ﻛﻢ ﺳﺨﺮ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻫﻢ ﻳﺘﻤﺸﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ
ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ، ﺍﻟﺤﺐ ﻟﻴﺲ ﺣﻜﺮﺍ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ . ﺍﻟﺤﺐ ﻣﻠﻚ ﻟﻠﻘﻠﺐ . ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﺸﻴﺦ ﺛﻢ ﻳﻤﻮﺕ ﺣﻴﻦ ﻳﻔﻘﺪ
ﺍﻟﺤﺐ . ﺗﻮﺍﺭﻯ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﺎﺷﻘﻴﻦ ﺫﺍﺑﺎ ﻓﻲ ﺧﻴﺎﻟﻬﻤﺎ . ﺳﺎﺭ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻤﺘﻄﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻳﺘﺤﺪﺍﻩ ﻓﻮﻕ
ﺍﻟﺤﺎﺟﺰ ﺍﻟﺼﺨﺮﻱ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ . ﻋﻤﻴﻖ ﺟﺪﺍ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻫﺎﺩﺉ ﻟﻄﻴﻒ . ﺃﻟﻘﻰ ﺣﺠﺮﺍ
ﺻﻐﻴﺮﺍ ﻓﺄﻓﺰﻉ ﻛﺎﺋﻨﺎ ﻏﺮﻳﺒﺎ ﻗﻔﺰ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻳﻬﺪﺩﻩ ﻟﻮ ﻛﺮﺭﻫﺎ . ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻮﺩﻋﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﺳﻜﻦ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺤﺮ
ﺁﺧﺮ . ﺍﻋﺘﺮﻓﺖ ﻟﻪ ﺑﻜﻞ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺣﺐ ﻋﻤﺮﻫﺎ . ﺷﻜﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺘﻬﺎ
ﻣﻌﻪ ﻭﺳﺘﻈﻞ ﺗﺤﺒﻪ . ﻭﻟﻜﻦ . ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ . ﻭﻫﻞ ﻟﻠﺤﺐ ﻃﺮﻕ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ؟ ﻭﻫﻞ ﻟﺬﻭﺑﺎﻥ ﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﻓﻲ
ﻋﺎﻟﻢ ﺧﻴﺎﻟﻲ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺃﺧﺮﻯ؟ ﻫﻞ ﻟﻠﻌﻨﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺷﻬﻮﺓ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺃﺧﺮﻯ؟ ﻫﻞ
ﺗﺴﺎﻭﻱ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻮ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺣﻴﻦ ﺃﺭﺍﻙِ؟ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺇﺫﻥ؟ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﺑﺤﺠﺮ ﺃﻛﺒﺮ ﻓﺮﺩ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﻮﺟﺔ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻏﻤﺮﺕ ﻭﺟﻬﻪ ﺑﺮﺫﺍﺫ ﻣﻦ ﻣﻠﺢ ﺣﺎﺭﻕ . ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺸﻴﺊ .
ﻛﺎﻥ ﻣﻠﺢ ﺩﻣﻮﻋﻪ ﺍﻟﺤﺎﺭﻗﺔ ﻳﻐﻄﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺇﺣﺴﺎﺱ . ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ . ﺗﻌﺪﺕ ﺣﺪﻭﺩ
ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ . ﻫﻞ ﺍﻷﻟﻢ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺣﺒﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻪ ﺣﺒﺎ؟ ﺃﻡ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﺎﺭﻗﺘﻪ ﺑﻘﺒﻠﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ؟ ﻫﻞ ﺍﻷﻟﻢ ﻷﻧﻪ ﻟﻦ
ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ؟ ﻭﺻﻠﺖ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺇﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ . ﺻﺮﺥ
ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻔﺾ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ : ﺳﺄﺩﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺣﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ .
ﺇﻳﻬﺎﺏ ﺑﺪﻳﻮﻱ