ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀْ...بقلم الشاعر ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﻄﻴﺐ - ﺍﻻﺭﺩﻥ_ مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﺳﺌﻠﺔ .. ﺛﻢ ﺟﻮﺍﺏ
ﻭﻳﺴﺄﻟﻨﻲ ﺻﺎﺣﺒﻲ
ﻋﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ..
ﺃﺭﺟﻌﺘﻨﻲ
ﺇﻟﻰ ﺯﻣﻦٍ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﻴﺮُ ..
ﺳﻮﻯ ﺍﻻﺳﻤﺎﺀ
ﻇﻞُّ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺔ ﻏﻴﻤﺔ ..
ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺛﺒﺎﺕْ
ﻭﺻﺒﺢ ﻻ ﻳﺴﺘﻌﺪُ ﻛﺜﻴﺮﺍً ..
ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻘـٰـﺎﺀ
ﻓﺄﺧﺬﺕُ ﻟﻴﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻦِ ﻏﺮﺓٍ
ﻭﻗﻠﺖُ ﻟﻌﻠﻲ ..
ﻗﺪ ﺃﻗﻤﺖُ ﺍﻟﺴﺘﺎﺋﺮَ ﺣﻮﻟﻲ
ﺃﻭ ﻟﻌﻠﻲ ..
ﺃﺳﺮﺟﺖُ ﻗﻨﺪﻳﻠﻲَّ ﻋﻨﺪ ﺍﻟـﻤﺴﺎﺀ
ﻓﻮﺟﺪﺗﻨﻲ ﺃﻋﺪﻭ .
ﻛﻤﻦ ﻳﻠﺤﻖُ ﻃﻴـﻔـﺎً ..
ﺇﺫ ﺗﻤﺎﺩﻯ ﻗﻠﻴﻼً ﻭﺃﻧﺰﻭﻯ ..
ﻋﻦ ﺃﻋﻴﻦِ ﺍﻟﺮﻗﺒﺎﺀ
ﺛﻢ ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺻﻮﺭﺓَ ﺷﻤﺲٍ ..
ﻟﻬﺎ ﺑﻴﺮﻗﺎً
ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ ﻋﺪ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ
ﻓﺈﻧﻲ ﻗﺪ ﻭﺟﺪﺕُ ﺍﻟﻮﻗﺖَ ﺃﺳﻌﻔﻨﻲ ﻗﻠﻴﻼً
ﺛﻢ ﺃﺭﻗﻨﻲ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ
ﻓﺤﻤﻠﺖُ ﺟﺮﺣﻲ ﻓﻮﻕَ ﻛﻔﻲ ..
ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺎﺑﻖَ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ...
ﻭﺍﻣﺘﻄﻰ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺧﻴﻞَ ﺍﻟﺴﺒﺎﻕ ..
ﺛﻢ ﺃﺭﺩﻑَ ﻗﺎﺋﻼً
ﺇﻧﻲ ﻭﺟﺪﺕُ ﺍﻟﻮﻗﺖَ ...
ﺣَﺮَّﻗَﻪُ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ
ﻓﻌﺮﻓﺖُ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺯﻝ . ،
ﻣﺬُ ﻛﻨﺖُ ﺫﺍﺕَ ﻳﻮﻡٍ ﻇﻞَّ ﻃﻴﻒٍ
ﻗﺪ ﺗﺴﺎﺑﻖَ ﻓﻲ ﺳﺮﻩِ
ﺃﺑﺤﺖُ ﻟﻪ ﺳﺮَّ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ
ﻓﻮﺟﺪﺗﻨﻲ ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ..
ﻳﻌﻠﻮ ﻣﺨﺪﻋﻲ
ﺛﻢ ﺃﻗﻴﻢُ ﻟﻲ ﺑﻌﺾَ ﺍﺣﺘﻔﺎﻝٍ
ﺣﺘﻰ ﻣﺘﻰ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ...
ﻭﺃﻧﺖَ ﺍﻟﺨﻤﺎﺭُ ﻭﺃﻧﺖَ ﺍﻟﺮﺩﺍﺀ
ﻭﺃﻧﺖَ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞُ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻔﻌﺘﻨﻲ
ﻓﻮﺟﺪﺗﻨﻲ ﺃﺩﻧﻮ ..
ﺛـﻢ ﺍﺳﺒﻘﻬﺎ ..
ﻓﻘﻠﺖُ ﻟﻬﺎ ﺩﻋﻴﻨﻲ
ﻓﺈﻧﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭٌ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺨﻔﺎﺀ
ﻭﺇﻧﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﻗﺘﻨﻲ
ﻓﻌﺮﻓﺖُ ﺃﻧﻲ ﺍﻧﺴﻴﺎﻕَ ﺍﻟﻌﻤﺮِ
ﻓﻲ ﺳﺤﺮِ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻓﻮﻗﻔﺖُ ﺍﺳﺘﺠﺪﻱ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑَ ﻣﻘﺎﻟﺔً
ﻓﺎﻧﺴﻞَّ ﺣﺮﻓﻲ ﺧﻠﺴﺔً
ﻭﺍﺭﺗﺎﺡَ ﻓﻲ ﺃﻓﻖ ﺍﻟﻌﻄﺎﺀ
ﻓﺤﻤﻠﺘﻪُ ﻓﻮﻕ ﻛﻔﻲ ..
ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺢٍ ﺗﺴﻠﻞَ ﺧﻠﺴﺔً
ﻓﻮﻕَ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ...
ﻓﻘﻠﺖُ ﻟﻪ ﺩﻋﻨﻲ ﻓﺈﻧﻲ ..
ﻗﺪ ﺣﻤﻠﺖُ ﺍﻟﺠﺮﺡَ ﺩﻫﺮﺍً
ﻭﺍﺭﺗﺪﻳﺖُ ﺍﻟﻮﻗﺖَ ..
ﺣﺘﻰ ﺗﻘﺎﺭﺏَ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔِ ﺍﻟﺼﻤﺖِ
ﺃﺭﻭﻗﺔَ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ
ﻓﻬﻞ ﺳﺘﺤﻤﻞُ ..؟
ﺩﻭﻥَ ﺍﻟﺠﺮﺡِ ﻧﺰﻓﺎً
ﻭﺷﺮﻳﺎﻧﺎ ﺗﺴﺎﺑﻖَ ﻭﺍﻟﺪﻣﺎﺀ
ﺃﻡ ﻫﻞ ﺗُﺮَﺍﻙَ ..
ﻣﺎ ﺯﻟﺖَ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻭﺣﺪﻙَ
ﺗﺴﺎﻭﻡ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﻤﻘﻴﺪ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺪﻱ ..
ﺳﺮَّ ﺍﺷﺘﻴﺎﻗﻲ
ﺃﻭ ﻳﻌﻴﺪَ ﻟﻲ ﺍﻷﻧﻮﺍﺀ
ﻓﻴﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻮﻃﻦُ ﺍﻟﺬﻱ ..
ﻗﺪ ﻏﺎﺏَ ..
ﺩﻫﺮﺍً ﻭﺩﻫﺮﺍً
ﻓﺘﺴﺎﺑﻖَ ﺍﻟﻐﻔﻮ ﻓﻲ ﺳﺮّ ِ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ
ﻓﺄﺧﺬﺗﻨﻲ ﺃﺟﺮﻱ ﻭﺣﻴﺪﺍً
ﻛﻲ ﺃﻗﻴﻢُ ﺳﺘﺎﺋﺮﻱ
ﻋﻠﻰ ﻃﻠﻞِ ﺍﺷﺘﻴﺎﻗﻲ ﻟﻠﻮﻓﺎﺀ
ﻓﺂﻩ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺠﺮﺡُ ﺍﻟﺬﻱ ..
ﻗﺪ ﺳﺎﻕَ ﻟﻲ ﻣﻌﻨﻰً
ﻭﻟﻤﺎ ﻃﺮﺣﺖُ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﻮﻣﺎً
ﺃﺟﺎﺏ ﺑﻼ ﺭﻋﺸﺔٍ
ﺇﻧﻨﻲ ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ
ﻣﺬ ﻛﻨﺖُ ﻓﻲ ﺣﻠﻢِ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔِ
ﺃﻗﺴﻤﺖُ ﺃﻧﻲ
ﻟﻦ ﺃﻛﻮﻥَ ﻣﺠﺮﺩﺍً ..
ﻭﺑﻼ ﻏﻄﺎﺀ
ﻓﻬﺎ ﻗﺪ ﻭﻗﻔﺖُ ﺑﻼ ﺯﻣﻦٍ ...
ﺃﺑﺎﻫﻲ
ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻠﻢَّ ﺃﺑﻬﻰ ..
ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻀﺎﺭﻳﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﻧﻘﺘﻨﻲ
ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺒﺎﺣﺖْ ﺩﻣﻲ
ﻭﻗﺎﻟﺖْ ﺩﻭﻧﻚَ ﻳﺎ ﺷﺎﻋﺮﻱ ﻧﺠﻢٌ
ﻟﻢ ﻳﺰﻝ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻓﻬﻞ ﺳﻮﻑَ ﺗﺄﺗﻲ
ﻛﻲ ﺗﻘﻴﻢ ﻟﻲَّ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻً ﻣﺸﺮﻋﺎً
ﺃﻭ ﺗﻌﻄﻨﻲ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ
ﻣﻦ ﻧﺴﻴﺞِ ﺍﻟﻌﺸﻖِ ﺃﻭ ﻟﺤﻦ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻳﺎ ﺻﺎﺣﺒﻲ ﺃﻧﺖَ
ﻭﺃﻧﺖَ ﺑﻌﺾُ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺃﻧﺖَ
ﻭﺃﻧﺖ ﺳﺮٌّ ﺇﻥ ﻋﺎﺩﻧﻲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡٍ
ﻭﻗﻔﺖُ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔِ ﺍﻟﻮﻗﺖِ
ﺃﺳﺎﺋﻠﻪُ ﻋﻨﻲ
ﺛﻢ ﺃﻗﻴﻢُ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀَ ﺍﺣﺘﻔﺎﻻً
ﻛﺄﺑﻬﻰ ﻣﺴﺎﺀ
ﻭﺣﻴﻦ ﺁﻭﻱ ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺪﻋﻲ
ﺃﻟﻮﺫُ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮﻯ
ﺛﻢ ﺃﻋﺰﻑُ ﺍﻟﻠﺤﻦِ ﺍﻟﻤﺘﻴﻢٍ ﻟﻠﺤﻨﻴﻦ
ﺃﺳﺘﺮﺩُ ﺑﻌﺾَ ﺍﻟﺨﻄﻰ
ﺛﻢ ﺃﺣﻠﻒُ ﺍﻷﻳﻤﺎﻥَ ﺃﻧﻲ
ﻣﺎ ﻋﺮﻓﺖُ ﺳﻮﺍﻙِ
ﻭﻻ ﺗﺒﺎﻋﺪ ﺍﻟﺴﺮُّ ﻋﻨﻲ
ﻓﻘﺪ ﺃﻗﻤﺖُ ﺧﻴﻤﺘﻲ
ﻋﻠﻰ ﻃﻠﻞٍ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺧﺎﺀ
ﻓﺴﺤﺒﺖُ ﻇﻠﻲَّ ﻣﻨﻲ
ﺛﻢ ﺃﻗﻤﺖُ ﺍﺣﺘﻔﺎﻟـﻲ ﺣﺘﻰ
ﺃﺳﺮﺟﺖُ ﻗﻨﻴﺪﻳﻠﻲ
ﺛﻢ ﺃﻭﺭﻕَ ﺍﻟﻨﻮﺍﺭُ ﻓﻲ ﻃﻠﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ
ﻭﻭﺟﺪﺗﻨﻲ ﺃﻋﺪﻭ
ﺃﺭﺍﻓﻖُ ﺍﻟﻔﺠﺮَ ﻓﻲ ﺑﺰﻭﻏﻪِ
ﺃﻋﻴﺪُ ﺃﺣﺮﻓﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﺛﻢ ﺃﺭﺗﻮﻱ ﻣﻦ ﺷﻬﺪٍ ﺗﺒﺎﻫﻰ
ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ