ﺗﻔﺎﻫﺎﺕ ﻣﺆﻟﻤﺔ
ﺟﻤﻌﺘﻨﺎ ﻧﺪﻭﺓ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﺎﻷﺑﺪﺍﻉ ﺍﻷﺩﺑﻲ ﻭﺧﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺨﻀﺮﻣﻴﻦ ﻣﻦ
ﺷﺘﻰ ﺃﻗﻄﺎﺭ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ، ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺑﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺗﻌﻠﻴﻘﺎﺕ ﺃﺛﺮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﻝ ﻭﺷﻌﺸﻌﺖ
ﺑﺄﻧﻮﺍﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ، ﺗﻄﺮﻕ ﻣﻘﺪﻡ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺪﻭﺭ
ﺭﺣﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺭﺍﺽ ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﻣﻦ ﻭﻃﻨﻨﺎ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ، ﺍﺷﺘﻌﻠﺖ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﻭﻋﻠﺖ
ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺑﻴﻦ ﻣﺆﻳﺪ ﻟﺬﺍﻙ ﻭﻣﻌﺎﺭﺽ ﻵﺧﺮ ، ﺍﻧﺘﺸﺮ ﻟﻬﻴﺐ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ
ﻭﺍﻻﺗﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﺤﺎﺩ ﻭﻛﺎﺩ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺪ ﺍﻟﺴﺐ ﻭﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻳﻌﻠﻮ ﺻﻮﺕ ﻣﺸﺮﻑ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﻣﻄﺎﻟﺒﺎً ﺑﺎﻟﻬﺪﻭﺀ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﺎﺗﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ
ﺍﻷﺩﺑﻲ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ ﺍﻟﻔﻨﻲ ، ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮﻱ ﻧﻘﺎﺵ ﻳﺪﻭﺭ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﺣﻮﻝ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ
ﻭﻗﻀﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺄﺟﺠﺔ ﺑﻠﻬﻴﺒﺎ ﺑﻼ ﺗﻮﻗﻒ ﻣﻨﺬ ﺍﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺧﻤﺲ ﻭﺳﺘﻮﻥ ﻋﺎﻣﺎً ، ﺗﺮﻛﺖ ﺃﺫﻧﻲ
ﺗﺴﺘﺮﻕ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻟﻜﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﻣﻨﻬﻢ ، ﺣﺘﻰ ﻧﻄﻖ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﺃﺛﺎﺭﺗﻨﻲ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ
ﻭﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﻭﻣﺌﺎﺕ ﺃﻻﻑ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﺩﻓﺎﻋﺎً ﻋﻦ
ﺣﻖ ﻣﻐﺘﺼﺐ ، ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺜﺘﻬﺎ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﻓﻠﻜﻬﺎ ،
ﻭﻟﻦ ﺍﻃﻴﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺳﺄﺩﺧﻞ ﺇﻟﻰ ﻣﺘﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ " ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ
ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺎً ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺳﺮﻗﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﺳﺘﻌﺎﺩﻩ ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ " .
ﺟﺮﻯ ﺍﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﻗﻲ ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺑﺮﺃﺳﻲ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺘﻔﺠﺮ ﻓﻠﻢ ﺃﺗﻤﺎﻟﻚ ﺯﻣﺎﻡ ﺛﻮﺭﺗﻲ ﻭﻫﻴﺎﺟﻲ
ﻓﻮﻗﻔﺖ ﺻﺎﺭﺧﺎً ﺑﻘﻮﺓ ، ﺍﻭﻗﻔﺖ ﺻﻮﺕ ﻣﺸﺮﻑ ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﻭﺷﺪﺕ ﺍﺳﻤﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ، ﻋﺠﺒﺎً ﺃﻥ
ﺗﺼﺪﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﺩﻳﺐ ﻭﻣﺜﻘﻒ ، ﺛﻢ ﺃﺭﺩﻓﺖ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻣﻚ ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻭﺇﺫﺍ
ﻛﺎﻥ ﻋﻦ ﻋﺪﻡ ﻓﻬﻢ ﻓﺎﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺃﻛﺒﺮ ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮ ﻟﺴﺎﻧﻲ ﻳﻬﺪﺭ ﺑﻼ ﺗﻮﻗﻒ ﻭﺍﻟﻜﻞ ﻣﺸﺪﻭﻩ
ﻟﺜﻮﺭﺗﻲ ﺭﻏﻢ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻬﺪﻭﺋﻲ ، ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻛﻼﻣﻚ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﻓﻴﺤﻖ ﻟﻠﻴﻬﻮﺩ ﺍﻣﺘﻼﻙ ﺍﻟﻴﻤﻦ
ﻣﻤﻠﻜﺔ ﺑﻠﻘﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺰﻭﺟﻬﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﻭﺃﺭﺽ ﻣﺼﺮ ﺣﻴﺚ
ﺳﻜﻨﻬﺎ ﺁﻝ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺭﺑﻮﻋﻬﺎ ﺳﻴﺪﻧﻨﺎ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﺔ ﺃﻓﻀﻞ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ، ﺛﻢ ﺧﺘﻤﺖ ﺣﺪﻳﺜﻲ ﻭﺳﻂ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﻷﻋﺰﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻬﺠﻨﻮﺍ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻨﺸﺎﺯ ﻓﻘﻠﺖ ﺃﻧﺖ ﺑﺬﻟﻚ ﺗﻘﺪﻡ ﻫﺪﻳﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻟﺒﻨﻲ ﺻﻬﻴﻮﻥ ﺑﺄﺣﻘﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻭﻃﻨﻨﺎ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺷﻌﺎﺭﻫﻢ ﺃﺭﺽ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻴﻞ .. ﺗﺮﻛﺖ
ﺍﻟﻨﺪﻭﺓ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻣﺮﺗﻌﺸﺎً ﻣﺜﻘﻼ ﺑﻬﻤﻮﻣﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻫﻤﺲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺷﻮﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻖ
ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺘﻬﺎﺩﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺘﻤﻠﻘﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻨﺒﻄﺤﻴﻦ