ﻣﻨﺬ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺯﻭﺑﻌﺔ ﻻ ﺗﺮﺣﻢ ، ﺗﺮﻓﻌﻪ ﺗﺎﺭﺓ ﻭﺗﺴﻘﻄﻪ ﺃﺧﺮﻯ ،
ﻳﻀﺮﺏ ﺻﺨﻮﺭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻗﻄﺮﺓ ﻣﺎﺀ ﺗﺒﻠﻞ ﺷﻔﺎﻩ ﺃﻓﻮﺍﻩ ﺃﺳﺮﺗﻪ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ .
ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻣﻀﻨﻲ ، ﺣﻔﺮ ﺑﺰﻧﻮﺩﻩ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺟﺒﺎﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺸﺎﻕ ، ﺣﻤﻞ ﻣﻌﻪ
ﻟﻘﻴﻤﺎﺕ ﺭﺑﻤﺎ ﺗﺸﺒﻊ ﺃﺟﺴﺎﺩﺍً ، ﺗﺘﻠﻮﻯ ﺟﻮﻋﺎً ﻓﻲ ﺃﺣﻀﺎﻥ ﻭﺍﻟﺪ ﻫﺮﻡ ﻣﻘﻌﺪ ﻭﻭﺍﻟﺪﺓ ﻳﺆﺭﻗﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺮﺽ ، ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ، ﻟﻮﺣﺖ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﻈﺮﻑ ﺃﺻﻔﺮ ﺑﺎﻫﺖ ، ﺑﻼ
ﺍﻛﺘﺮﺍﺙ ﻭﺑﻴﺪ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺍﻟﺘﻘﻄﻪ ، ﻗﺮﺃﻩ ﺑﺎﻣﺘﻌﺎﺽ ، ﺯﻡ ﺷﻔﺘﻴﻪ ﻭﻫﺰ ﺭﺃﺳﻪ ﺗﻌﺠﺒﺎً ، ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻴﻦ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻫﻘﺔ ﻟﺘﻌﻠﻢ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﺔ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻗﺎﺭﻯﺀ
ﻋﺪﺍﺩﺍﺕ ﻛﻬﺮﺑﺎﺀ .
ﺗﻮﺭﻣﺖ ﺭﺟﻼﻩ ﻭﻫﻮ ﻳﺪﻭﺭ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻘﻖ ﻭﺍﻟﺒﻴﻮﺕ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﻭﻳﺘﺎﻗﻀﻰ
ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻹﻳﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ، ﻳﻌﻮﺩ ﻟﻠﺒﻴﺖ ﺑﺠﺴﺪ ﻣﺮﻫﻖ ﻓﻴﻐﻂ ﻓﻲ ﻧﻮﻡ
ﻋﻤﻴﻖ ﺿﺎﺭﺑﺎً ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﺑﻤﻨﺎﺟﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻭﺃﺷﻘﺎﺋﻪ ، ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﻭﺟﺒﺔ ﺗﺮﻡ ﺟﺴﺪﻩ ﻭﺗﻌﻴﻨﻪ ﻋﻠﻰ
ﺷﻘﺎﺀ ﺍﻷﻳﺎﻡ ، ﻟﻢ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻨﺸﻮﺓ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺼﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻛﺮﺍﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺜﺖ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻟﻜﺎﻓﺔ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺃﺳﺮﺗﻪ ، ﻓﻬﻮ ﻳﻄﻤﺢ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺗﺘﺎﻟﻖ ﺭﻭﺣﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺤﺒﻬﺎ ﻭﺑﺬﻝ ﺍﻟﺠﻬﺪ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ، ﺍﺣﺴﺎﺱ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﺳﺘﺪﻓﻦ ﻓﻲ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻣﻀﻨﻴﺔ
ﺑﺮﺍﺗﺐ ﻻ ﻳﺴﻤﻦ ﻭﻻ ﻳﻐﻨﻲ ﻣﻦ ﺟﻮﻉ ﻓﻠﻮﻻ ﺍﻹﻛﺮﺍﻣﻴﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﻘﺸﻴﺶ ﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﻔﻠﺖ
ﻣﻦ ﺿﺮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻭﺣﻔﺮ ﺃﺑﺎﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ ، ﻻﺳﺘﺨﺮﺍﺝ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻣﻴﺎﻩ ﻳﺮﻭﻱ ﺑﻬﺎ ﺍﻷﻓﻮﺍﻩ
ﺍﻟﻌﻄﺸﻰ .
ﻹﺧﻼﺻﻪ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ﻭﺃﻣﺎﻧﺘﻪ ، ﺃﻛﺮﻣﻪ ﻣﺴﺆﻭﻟﻪ ﺑﻨﻘﻠﻪ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺣﻲ ﺭﺍﻕ ، ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻟﻠﺨﺒﺮ
ﺳﺎﺧﺮﺍً ﻫﻮ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﻤﺤﺎﺳﺒﻴﺔ ﻛﺄﻣﺜﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ، ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻳﻮﻣﻴﺎً
ﺑﺤﺴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺷﺒﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻌﺮ، ﻣﺮﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺑﻪ
ﺳﺮﻳﻌﺎً ﻓﻬﺎﻫﻮ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﺸﻘﻲ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﺪﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﻤﺢ ﺇﻟﻴﻪ ، ﻳﺤﺴﺪ ﺍﺣﻴﺎﻧﺎً ﺯﻣﻼﺀﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ
ﻭﻗﺪ ﺑﻨﻮﺍ ﺃﺳﺮﺍً ﻭﺃﻣﺘﻠﻜﻮﺍ ﺑﻴﻮﺗﺎً ﻭﺑﻌﻀﻬﻢ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ، ﺍﻣﺎ ﻫﻮ ﻓﻴﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﺍﻟﺰﻭﺑﻌﺔ
ﺍﻟﻤﻐﺒﺮﺓ ﺩﻭﻥ ﺑﺎﺭﻗﺔ ﺍﻣﻞ .
ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻰﺀ ﺑﺎﻟﺴﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺒﺬﺥ
ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻭﺑﺨﻠﻬﻢ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﻠﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻛﺮﺍﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ
ﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ، ﺷﻌﺮ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻥ ﺍﻟﺤﻆ ﺑﺪﺃ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺟﻴﻮﺏ ﺣﻴﺎﺗﻪ ، ﻭﻗﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺎﺏ
ﺷﻘﺔ ﻣﺸﺪﻭﻫﺎ ، ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﻭﻋﻴﻮﻧﻬﺎ ﺍﻟﻌﺴﻠﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ، ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﻳﻀﺔ ﻛﺸﻔﺖ
ﻋﻦ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻟﺆﻟﺆ ، ﺷﻨﻒ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﺪﻋﻮﻩ : ﺗﻔﻀﻞ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻌﺪﺍﺩ ، ﺭﻏﻢ ﺗﻨﺎﺳﻴﻪ
ﺇﺭﻫﺎﻕ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺮﻙ ﺃﺭﺟﻞ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ ﺑﺘﺮﺩﺩ ، ﺯﺍﻏﺖ ﻋﻴﻨﺎﻩ ﻻﻳﺪﺭﻱ ﻣﺎ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺮﺃﻫﺎ ﻭﻻ
ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺠﻠﻪ ، ﻭﻫﻲ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﻘﻒ ﺧﻠﻔﻪ ، ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻗﺪﻡ ﻟﻬﺎ ﺇﻳﺼﺎﻝ ﺍﻟﺸﻬﺮ
ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ، ﻻ ﻣﺴﺖ ﺃﺻﺎﺑﻌﻪ ﺃﻃﺮﺍﻑ ﺍﺻﺎﺑﻌﻬﺎ ﺃﺭﺗﻌﺶ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻞ ﺟﺴﺪﻩ ، ﻟﻢ ﺗﻌﺮ ﺇﺭﺗﺒﺎﻛﻪ
ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﺎً ﺑﻞ ﺯﺍﺩﺕ ﻣﻦ ﺗﺴﺎﺭﻉ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺒﻪ ﺑﺪﻋﻮﺗﻬﺎ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﺸﻴﺮﺓ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﻟﻮﻥ
ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺵ ﺑﺎﻟﻜﻨﺐ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮ ، ﺛﻮﺍﻥ ﻓﻘﻂ ، ﻏﺮﻕ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻨﺒﺔ ﺍﻟﻮﺛﻴﺮﺓ ، ﻟﻠﺤﻈﺔ
ﻛﺎﺩ ﻳﻐﻔﻮ ، ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻔﻘﺪ ﻭﻋﻴﻪ ، ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻬﺎ ﺗﻄﻮﻑ ﻓﻲ ﻣﻘﻠﺘﻴﻪ ، ﻟﻢ
ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺪ ﻟﻪ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﺑﻮﺭﻗﺔ ﻧﻘﺪﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ، ﺗﻠﻌﺜﻢ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﺷﻜﺮ ، ﻧﻬﺾ
ﻣﺴﺮﻭﻋﺎً ﻳﻤﺪ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﺟﻴﺒﻪ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﻋﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻷﻳﺼﺎﻝ ، ﺗﺼﺒﺐ ﻋﺮﻗﻪ
ﻭﺍﺣﻤﺮ ﻭﺟﻬﻪ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻪ ﻣﺎﺫﺍ ﺗﻔﻌﻞ ؟ ﺳﺄﻋﻄﻴﻚ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺒﻠﻎ ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﻭﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺬﺏ ، ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ، ﻟﻢ ﻳﺸﻬﺪ ﺯﺟﺎﺟﺔ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻐﺎﺯﻳﻪ ﻓﻲ ﻳﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﺪﻭﺩﺓ
ﺑﺰﻧﺪ ﺃﺑﻴﺾ ﻏﺾ ﺷﺒﻪ ﻋﺎﺭ ، ﺩﺍﺭﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﺴﻘﻂ ﺃﺭﺿﺎً ﻓﻴﻔﺘﻀﺢ ﺃﻣﺮﻩ
ﻭﻫﻮ ﻳﻬﻤﺲ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻻ .. ﻋﺪ ﺇﻟﻰ ﺭﺷﺪﻙ ﺃﻳﻦ ﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻼﻙ ، ﺟﺮﺟﺮ ﺃﺭﺟﻠﻪ
ﺍﻟﻤﺜﻘﻠﺔ ﻭﺧﺮﺝ ﻳﺤﻠﻢ ﺑﻬﺎ ، ﻭﻳﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺣﻀﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﻓﻴﻼ ﻓﺨﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﻰﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮ ، ﺧﺮﺝ
ﺑﺄﺣﻼﻣﻪ ﻭﺧﻴﺎﻟﻪ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ .
ﻣﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻬﺮ ﻫﻮ ﺍﻃﻮﻝ ﺷﻬﻮﺭ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻠﻢ ﺗﻐﺐ ﻋﻦ ﻣﺨﻴﻠﺘﻪ ﻭﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﻣﻌﻪ ﺃﺣﻼﻣﻪ ﻳﻌﺪ
ﺍﻟﺜﻮﺍﻧﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﺍً ﻟﻤﻮﻋﺪ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻋﺪﺍﺩ ﺑﻴﺘﻬﺎ ، ﺃﻭ ﻋﺪﺍﺩ ﺷﻐﻔﻪ ، ﻣﻊ ﺗﻴﺎﺭ ﺁﻣﺎﻝ ﺃﺣﻼﻣﻪ
ﺍﻟﺠﺎﺭﻓﺔ ، ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻋﻤﻴﻖ ... ﻭﻗﻒ ﺍﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ، ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﻨﻬﺎ ، ﻟﻔﺖ
ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻪ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﻭﻫﻮ ﻳﺮﻛﺾ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻓﺎﺭﻫﺔ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻛﺮﺍﺝ ﺍﻟﺒﻨﺎﻳﺔ ، ﺃﻋﺎﺩﺗﻪ ﺍﻟﺼﺪﻣﺔ
ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ ، ﻫﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺠﻠﺲ ﻣﺤﺘﻀﻨﺔ ﻃﻔﻞ ، ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭ ﺍﻟﺴﺎﺋﻖ ، ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺸﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ