ﻟﻢ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﺼﺎﺑﻪ ﺩﺍﺭﺕ ﺑﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ، ﻧﻬﺾ ﻳﻘﺰ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻳﺪﻭﺭ ﻛﺎﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ،
ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺭﺃﻯ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﻳﻨﻬﺎﺭ ﻭﺗﺴﻘﻂ ﺃﺭﺿﺎ ، ﺻﺮﺥ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻭﻻ ﻣﺠﻴﺐ , ﻓﺘﺢ ﺑﺎﺏ
ﺷﻘﺘﻪ ﻭﻗﻒ ﻳﺘﺮﻧﺢ ﻣﺴﺘﻨﺪﺍً ﺑﺎﻟﺒﺎﺏ ، ﻭﻳﺼﺮﺥ ﻣﺴﺘﻨﺠﺪﺍً ، ﻫﺮﻉ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺣﻤﻠﻮﻫﺎ ﺩﺍﺧﻞ
ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﻌﺎﻑ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻳﺰﻣﺠﺮ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ، ﺇﻓﺘﻘﺪ ﺃﻭﻻﺩﻩ ، ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻣﻐﻴﺒﺔ
ﻭﻛﻤﺎﻣﺔ ﺍﻷﻛﺴﻴﺠﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ، ﻻ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻪ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻓﻬﻲ ﺳﻨﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﻪ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﻭﺩﻯ ﺑﺴﺎﻗﻪ ﻭﻳﺰﺣﻒ ﺇﻟﻰ ﺍﺍﻟﺴﺎﻕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ، ﻣﻨﺬ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ، ﻣﻨﻊ ﻣﻦ
ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺤﻠﻮﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻜﺎﻛﺮﻭﻫﻮ ﻳﻌﺸﻘﻬﺎ ﻭﻳﺘﺤﻴﻦ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻴﺨﺘﻠﺲ ﻗﻀﻤﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺣﺎﺭﺳﻪ
ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺭﻓﻴﻘﺔ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﺃﻡ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺑﺘﻌﺪﻭﺍ ﺑﺤﺠﺞ ﻭﺍﻫﻴﺔ ، ﻓﻼ ﻳﺰﻭﺭﻧﻬﻤﺎ ﺇﻻ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ، ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻧﻬﻴﺎﺭ ﺳﻨﺪﻩ ﺍﻟﻤﺘﻴﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﻜﺎﺯ ، ﻟﻢ ﻳﻨﺼﻊ ﻟﺮﻏﺒﺔ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺗﺮﻙ
ﻏﺮﻓﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﺓ ، ﺃﻟﺼﻖ ﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻤﻬﻠﻬﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻫﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﺘﻢ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ
ﻭﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻻ ﻳﻔﻘﺪﻫﺎ ﺃﻭ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﻣﻌﻬﺎ .. ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺣﻮﻝ ﺟﺴﺪﻳﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﺘﻼﺻﻘﻴﻦ
ﺑﻼ ﺣﺮﺍﻙ ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻳﺮ ﺃﺑﻴﺾ