ﺗﺒﻜﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺎﻧﻖ ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﺪﻫﺎ ﺃﻳﺎﺩﻱ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻵﺛﻤﺔ .. ﺗﺴﻠﺦ
ﻟﻮﻧﻬﺎ ﺍﻷﺯﺭﻕ ﻭﺗﺒﺪﻟﻪ ﺑﻠﻮﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﺀ .. ﻭﻳﻄﻠﻲ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﺒﺮﺍﻗﺔ ﻭﻳُﺪْﻓَﻦ ﻗﺮﺹ
ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻐﻴْﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺑﻐﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻤﺎﺀ..
ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺗﺘﻠﻰ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻷﻟﻢ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺟﻊ .. ﺗﺴﻤﻊ ﺁﻫﺎﺕ ﺍﻟﺜﻜﺎﻟﻰ.. ﺻﺮﺍﺥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ
ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ .. ﺁﻫﺎﺕ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺍﻟﺸﻴﻮﺥ ﺗﺘﺼﺪﻉ ﻟﻬﺎ ﺍﻵﺫﺍﻥ ﻭﻧﻮﺍﺡ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻐﺎﺭﻗﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺂﺑﺔ ﻭﺍﻟﺮﻋﺐ..
ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺗﺘﻬﺎﻃﻞ ﺍﻟﻔﻮﺍﺟﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺽ ﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻟﺘﻨﺒﺖ ﻗﻨﺎﺑﻞ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ﻭﺗﺒﺮﺯ ﻣﻦ
ﺑﻴﻦ ﺃﻋﻤﺪﺓ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺍﻟﺪﻭﺍﻋﺶ ﺑﺪﻝ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ....
ﻋﺮﻭﺑﺔ ﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﻓﺴﺎﻓﺮﺕ ﺃﺣﻼﻣﻨﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻟﻔﻀﺖ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻧﻔﺎﺱ .. ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺗﺠﻤّﺪ
ﺍﻟﺤﺐ ﺑﻌﺮﻭﻗﻬﺎ ﻭﻧﺎﻡ ﻣﻄﻤﺌِﻨﺎ ﻓﻲ ﺛﻼّﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘَّﺒْﺮﻳﺪ ﻓﻔﻘﺪ ﻧﻜﻬﺘﻪ ﻭ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻧﺎﺿﺠﺎ .. ﻟﻢ
ﻳﻌﺪ ﺭﺍﺋﻌﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﺸﻮِّﻗﺎ .. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﺒْﻬﺮﺍ ﻳﻌﺰﻑ ﺳﻤﻔﻮﻧﻴﺔ ﺍﻟﻠﺤﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺑﻞ
ﺃﺻﺒﺢ ﻳﺸﺒﻪ ﻋﻮﻳﻞ ﺍﻟﺬﺋﺎﺏ..
ﺳﻔﺮ .. ﺳﻔﺮ ﻭﻛﻞ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﻔﺮ ﺩﺍﺋﻢ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﻟﺴﻨﺎ ﻧﺪﺭﻱ ﻣﺘﻰ ﻭﻛﻴﻒ
ﻭﺑﺄﻱ ﺍﻟﻤﺤﻄّﺎﺕ ﺳﺘﺮﺳﻮ ﻗﺎﻃﺮﺍﺗﻨﺎ