ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻳﻬﻤﻲ ﺑﻼ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻣﻨﺬ ﺳﺎﻋﺎﺕ ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻳﻮﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ
ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺀ ﻳﻮﻡ ﺷﺘﺎﺋﻲ ﻗﺎﺭﺹ .
ﺃﻣﺎﻡ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻣﺰﻫﻮﺓ ﺑﺎﻟﻮﺭﻭﺩ ﻭﺍﻷﺯﺍﻫﻴﺮ , ﻭﻫﻲ
ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺪﻑﺀ ﻋﻤﻴﻖ ﻳﺘﺴﻠﻞ ﺇﻟﻰ ﺩﻭﺍﺧﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻓﺄﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ , ﻭﻓﻴﺮﻭﺯ ﺗﺼﺪﺡ ﻋﻦ ﺃﻳﺎﻡ
ﺍﻟﺒﺮﺩ ﻭﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ , ﺃﺧﺬﺕ ﺗﺮﻗﺐ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻭﻫﻲ ﺗﺘﺴﺎﻗﻂ ﺯﺧﺎﺕ ﻭﺗﺮﺗﻄﻢ ﺑﺰﺟﺎﺝ
ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ، ﻓﻴﺒﻌﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﺘﺮﺍﻓﻘﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﺤﻦ ﻣﺘﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﺠﺘﻬﺎ ﻻ ﺗﺠﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ
ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ.. ﻟﻜﻢ ﺗﺤﺐ ﺍﻟﻤﻄﺮ ، ﺭﺍﺋﺤﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻠﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻨﺪﻳﺔ ﺗﺤﺲ ﺑﻪ ﻭﺗﺴﺘﺸﻌﺮﻩ ﺍﻧﻪ
ﻻ ﻳﻐﺴﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﺤﺴﺐ ، ﺑﻞ ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ ﺍﻟﻤﺨﺘﺰﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ . ﺣﺎﻧﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﻔﺎﺗﺔ
ﻋﻔﻮﻳﺔ ... ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻟﺮﻣﺎﻥ ﺭﻣﻘﺖ ﻋﺼﻔﻮﺭ ﺻﻐﻴﺮ ﺟﻮﺍﻧﺤﻪ ﺗﺮﺗﻌﺶ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺩ ... ﻓﻜﺮﺕ
ﺑﺮﻫﺔ ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﻈﻠﺘﻬﺎ ﻭﺧﺮﺟﺖ ﻟﺘﺄﺗﻲ ﺑﻪ ﻟﺘﻀﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻫﺎ ، ﻭﻟﺘﺰﺭﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻑﺀ