ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩ... بقلم الكاتبة المصرية تقي شهير- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻯ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ ﺍٕﻻ ﻫﻲ ..ﺍﻻﺑﻨﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ.. ﺍﻟﺠﺮﻳﺊﺓ، ﺍﻟﻤﺜﺎﺑﺮﺓ، ﺍﻟﻄﻤﻮﺣﺔ..ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ
ﺓ..!ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻜﻢ ﺩﺍﺋﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺻﻤﺎﺀ ﻭ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ
ﺟﺎﻫﺪﻳﻦ ﺗﻌﻠﻴﻤﻬﺎ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﻮﺳﻌﻬﺎ ..ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺍٕﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﺟﺪﻳﺪ.. ﻣﻬﺠﻮﺭ
ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﺓ ﻭ ﻟﻜﻨﻪ ﻛﺒﻴﺮ.. ﻭ ﺣﻞ ﻇﻼﻡ ﻟﻴﻠﻬﻢ .. ﺧﻠﺪ ﺍﻻٔﺑﻮﺍﻥ ﺍٕﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ
ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻫﻲ ﻓﺠﻠﺴﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺴﻔﻠﻲ ﺣﺘﻰ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﻌﺎﺱ ..ﻭ ﺍٕﺫﺍ ﺑﺼﻮﺕ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻮﺍﺋﻂ * ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺍٕﻧﺘﻈﺎﺭﻙ.. ﺗﻬﻠﻊ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭ ﺗﺘﻠﻔﺖ ﺣﻮﻟﻬﺎ.. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﺕ! ﺍٕﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻛﺒﻘﻴﺔ
ﺍﻻٔﺻﻮﺍﺕ ..ﺍٕﻧﻪ ﻳﺒﺪﻭ ﻛﺼﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻬﺎ ..!ﺛﻢ ﺗﻌﺘﻠﻲ ﺿﺤﻜﺔ ﻣﻦ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﺼﻮﺕ *.. ﻣﺎﺫﺍ ﺍٔﻟﻦ ﺗﺎٔﺗﻲ ..! ﻭ ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻳﺎٔﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ .. ﻓﺘﺘﺴﺎﺭﻉ
ﺿﺮﺑﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭ ﺗﺘﻠﻔﺖ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﺘﻔﻌﻞ ﺍٕﻥ ﺍٔﺧﺒﺮﺕ ﺍٔﺣﺪﺍً ﺳﻴﺼﻔﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺠﻨﻮﻥ ..ﻓﺼﻌﺪﺕ ﺍﻟﺪﺭﺝ ﻭ ﺍﺗﺒﻌﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﺤﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍٔﺧﺬﺕ ﺗﻌﺘﻠﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺍٔﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻐﻠﻘﺔ .. ﻭ ﻟﻜﻦ ﻗﺒﻞ ﺍٔﻥ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻓُﺘﺢ! ﻭ ﺍٔﺻﺪﺭ ﺻﻮﺗﺎً ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻛﺎٔﻱ
ﺑﺎﺏ ﺑﻞ ﻛﻬﻤﺴﺔ ' ﻻ ﺗﻔﻌﻠﻲ *.. ﻣﺎﺫﺍ ﺍٔﻟﻦ ﺗﺪﺧﻠﻲ؟ ..! ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﻨﻬﺪﺕ ﻭ
ﺩﺧﻠﺖ ﺑﺒﻄﺊ ﻓﺎُٔﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ ..ﻇﻠﺖ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻭ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻳﻤﻼٔ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻭ
ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺍٔﻥ ﺗﻘﺴﻢ ﺍٔﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻟﻬﺎ ..!ﺛﻢ ﺍُٔﺿﻴﺌﺖ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﺑﻀﻮﺀ ﺧﻔﻴﻒ ﻓﺎٔﺧﺬﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ
ﺗﻨﻈﺮ ﺣﻮﻟﻬﺎ.. ﻻ ﺷﺊ ..ﻏﺮﻓﺔ ﻓﺎﺭﻏﺔ ﻣﻬﺠﻮﺭﺓ ..ﻭ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻣﺮﺓ ﺍٔﺧﺮﻯ*
ﺍٔﺟﻠﺴﻲ.. ﻓﺠﻠﺴﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ *.. ﺍٔﻇﻦ ﺍٔﻧﻲ ﺍٔﻣﻠﻚ ﺷﺊ ﻟﻜﻲ .. ﺛﻢ ﻳﻀﺤﻚ ﺍﻟﺼﻮﺕ *.. ﺍٔﻧﺎ ﺍٔﺣﺴﺪﻙِ
ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻭﻟﺪﺗﻲ! ﻟﻢ ﺍٔﺳﺘﻄﻊ ﺍٕﻻ ﺍٔﺧﺬ ﻫﺬﺍ ﻣﻨﻚِ ..ﻭ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍٕﺭﺟﺎﻋﻪ .. ﻓﻘﻂ.. ﺍﻥٕ ﺍٔﺻﺒﺤﺖِ
ﻣﺜﻠﻲ ..ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚِ ﻫﻮ ﺍٔﻥ ﺗﻮﺍﻛﺒﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ.. ﻓﻨﻈﺮﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻭ ﺑﺪﺍٔ ﺍﻟﺮﻋﺐ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍٕﻟﻰ
ﺩﻫﺸﺔ *.. ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﺎﺳﻴﺔ ..ﻭ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻋﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ..ﻭ ﺍٔﻧﺖ ﻓﺘﺎﺓ ﺑﻼ
ﺭﻗﺎﺑﺔ ..ﻓﻠﺘﻔﻌﻠﻲ ﻙ.. ﻫﻦ.. ﻣﻮﺍﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ! ﺗﺠﺮﺩﻱ ﻣﻦ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺴﺎﺫﺝ ﺑﺪﺍﺧﻠﻜﻲ ..ﻓﺴﻜﺎﻥ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺜﻠﻬﺎ .. ﻻ ﺗﺜﻘﻲ ﺑﻬﻢ ﻭ ﻻ ﺗﺴﺎﻣﺤﻲ ﻭ ﺧﺬﻱ ﺣﻘﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ..ﺍٔﻧﺘﻘﻤﻲ ﻣﻦ
ﺭﺟﺎﻟﻬﺎ ﻭ ﻋﺮﻗﻠﻲ ﻧﺴﺎﺋﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺗﻌﻄﻲ ﺍٔﻣﻞ ﻟﺼﻐﺎﺭ ﺳﻴﻜﺒﺮﻭﻥ ﻟﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﻣﺜﻠﻬﻢ .. ﻓﻘﻂ ﻫﺬﺍ ﻭ
ﺳﺎٔﻋﻴﺪ ﺍٕﻟﻴﻚِ ﺻﻮﺗﻚ.. ﺍٔﻧﺎ ﺍٔﺳﻤﻊ ﺍٔﻓﻜﺎﺭﻙ ﻓﺘﺤﺪﺛﻲ.. ﺗﺘﻨﻬﺪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻭ ﺗﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺛﻢ
ﺗﻔﺘﺤﻬﺎ ".. ﻣﺎ ﺍٔﻗﺴﺎﻫﺎ ..! ﻫﺎ.. ﻭ ﻣﺎ ﺍٔﻗﺴﺎﻫﻢ ..!ﺍٔﺗﻌﺮﻓﻴﻦ .. ﻻ ﻳﻬﻢ.. ﺳﺬﺍﺟﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻌﺘﻴﻨﻲ
ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺪﻱ ﺑﺪﻧﻴﺘﻲ ﺑﻞ ﺑﺼﻮﺗﻲ! ﻭ ﻟﻜﻦ ﻳﺎٔﺗﻲ ﻋﻠﻲ ﻳﻮﻡ ﻻٔﻗﻮﻝ ﻣﺎ ﺍٔﻗﺴﺎﻧﻲ ..!! ﺍٔﻧﺎ ﻓﺘﺎﺓ ﺑﻼ
ﺭﻗﺎﺑﺔ .. ﺭﺑﻤﺎ.. ﻻﻲﻧٔ ﺭﻗﺎﺑﺘﻲ! ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺨﻄﺎٔ ﻻ ﻳﺤﺪﺩﻩ ﺍٕﻻ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻌﻀﻮ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﺾ
ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ.. ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺴﺎﺭﻋﺖ ﺿﺮﺑﺎﺗﻪ ﻋﻠﻤﺖ ﺍٔﻧﻬﺎ ﺍٕﺷﺎﺭﺓ ﻣﻨﻪ ﻛﻲ ﺍٔﺗﺮﺍﺟﻊ! ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ
ﻋﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻔﻮﺱ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ؟ ﺍٔﻧﺎ ﻻ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﺭﺍٔﻳﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺍٔﺣﻔﻞ ﺑﺮﺅﻳﺘﻬﺎ! ﻓﻜﻴﻒ ﻟﻲ
ﺍٔﻥ ﺍٔﺣﻔﻞ ﺑﺮﺍٔﻱ ﻗﺎﺳﻴﺔ ..!! ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ ﻗﺴﺎﺓ ! ﻓﺘﺖ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺤﺠﺮ! ﺍٔﻟﻦ ﻳﻔﺘﺖ ﺍﻟﺤﺐ
ﺍﻟﻘﺴﻮﺓ ..!! ﻟﻦ ﺍٔﻭﺍﻛﺒﻬﺎ .. ﺍٔﻧﺎ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻭ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺣﺘﻰ ﺗﻮﺍﻛﺒﻨﻲ ! ﻓﻠﺘﺘﺎٔﻗﻠﻢ ﻫﻲ
ﻋﻠﻰ ﺳﺬﺍﺟﺘﻲ *.. ﻭ.. ﻭ ﺻﻮﺗﻚ !! ﻻ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﻏﺒﻴﺔ "..! ﻓﻲ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻪ ﺍٕﻥ ﻟﻢ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﻲ! ﺑﻞ
ﻓﻲ ﻏﻨﻰ ﻋﻨﻲ ﺍٕﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﺍٔﺩﺍﺓ ﺗﻮﺍﻛﺐ ﻗﺴﻮﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ! ﺑﻼ ﻗﻠﺐ ﻭ ﻻ ﺭﺣﻤﺔ.. ﻗﺴﻮﺓ
ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻗﺴﻮﺓ ..ﺧﺬﻱ ﺻﻮﺗﻲ ﻓﻠﻢ ﻳﺰﺩﻧﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍٕﻻ ﺍٕﻳﻤﺎﻧﺎً ﺑﺎٔﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺍٔﻛﻦ ﺧﺮﺳﺎﺀ
ﻳﻮﻣﺎً ..ﺍٔﻇﻠﻤﺖ ﺍﻟﺤﺠﺮﺓ ﻣﺮﺓ ﺍٔﺧﺮﻯ ﻭ ﻓُﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﺧﺮﺟﺖ ﻭ ﻫﻲ ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺸﺊ ﻭﺍﺣﺪ.. ﻻ
ﺗﺨﺴﺮ ﻧﻔﺴﻚ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍٔﻳﺎً ﻳﻜﻦ ﻓﺎٕﻥ ﻣﺴﺘﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻘﺴﻮﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﺩ ﺍٔﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻘﺴﺎﺓ ﻭﺍﺣﺪﺍً!
# ﺗﻘﻰ_ ﺷﻬﻴﺮ