مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
مجلة نجوم الأدب و الشعر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مجلة نجوم الأدب و الشعر

أدبي ثقافي فني إخباري
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 احتراف .... بقلم القاص إيهاب بديوي - مجلة نجوم الأدب والشعر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر




احتراف ....  بقلم القاص إيهاب بديوي - مجلة نجوم الأدب والشعر Empty
مُساهمةموضوع: احتراف .... بقلم القاص إيهاب بديوي - مجلة نجوم الأدب والشعر   احتراف ....  بقلم القاص إيهاب بديوي - مجلة نجوم الأدب والشعر I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 13, 2015 10:11 pm

أخذ كرته الصغيرة صباح يوم العطلة وتوجه إلى ملعب مدرسة القرية كعادته ليتدرب قليلا قبل أن يأتي الكبار ويطردونه منه، قام بعمليات إحماء سريعة ثم اندمج في اللعب دقائق قليلة، فوجئ بالكبار يحضرون مبكرا، كان في نهاية المرحلة الابتدائية بينما أصغرهم في الصف الأول الثانوي، قامته القصيره وجسده الضئيل كانا محل سخرية كلما شاهدوه يتدرب وحده، لم يسمحوا له بعرض موهبته رغم إلحاحه منذ سنوات، لم يأبه لأحاديث من حوله المحبطة واستمر في التدريبات الشاقة كما يراها في البرامج الرياضية..
تفوقه الدراسي لم يعط فرصة لوالديه أن يحرموه من هوايته. كلما تقدم لاختبار في أحد الأندية يتم رفضه لضآلة حجمه. حتى وصل إلى نهاية المرحلة الإعدادية حين لاحظ مدرس الألعاب الرياضية في المدرسة إصراره على التدريب وإجادته استخدام الأدوات الرياضية. اختاره كبديل لفريق المدرسة الأساسي في المسابقة القوميه، تحمل السخرية والسخافات من كل من يراه ومن زملائه، كانت صدمته حقيقية حين خرج فريقه من التصفيات، بكى لأول مرة أمام الجميع، واساه البعض وسخر منه البعض.
ربت كابتن الفريق الذي انتصر عليهم على كتفه وطلب منه أن يشاركهم اللعب نهاية الأسبوع في دورة هامة سيحضرها بعض كشافي الأندية، سأله عن سر عرضه فوعده أن يخبره بعد انتهاء الدورة الكروية.
لم ينم جيدا طوال الأسبوع، حلم حياته على وشك التحقق، اجتهد أكثر في التدريبات حتى كان اليوم الموعود، استنكره بعض لاعبي فريقه لصغر حجمه لكن الكابتن طلب منه ألا يلقي بالا لأحد، بدأت الدورة وفريقه يحقق الإنتصار تلو الآخر، بدأ ييأس من اللعب بعد أن وصلوا إلى الدور قبل النهائي دون أن يلمس الكرة، هم بالانصراف يائسا خاصة وقد تأزمت المباراة بعد أن تأخر فريقه بهدفين، فوجئ بكابتن الفريق يدعوه للنزول بدلا منه ولم يتبقى سوى ربع الوقت، ارتعدت أوصاله وسمع صافرات الاستهجان. لكن الشاب همس له: إذا كنت تريد تحقيق حلمك أغلق أذنيك. هذه فرصتك.
ابتسم له، وضع واقيا للأذن يمنع مرور الأصوات، هدأ أداء الفريق الآخر ظانا أنه قد ضمن الفوز، نظر إليه الكابتن يهز رأسه ويشجعه، التفت إلى الكرة، عشقه وحب عمره، استمع الشجر والحجر لدقات قلبه وتسارع أنفاسه، ارتوت الأرض بحبات عرقه الممتزجة بدموعه حين استلم الكرة أخيرا، وقف للحظات يستوعب الموقف، بدأت سيمفونية الحلم في العزف المنفرد، مرَّ من الأول بمهارة فتوقف الساخطون والمستهجنون، مر من الثاني من على الخط الأخير فصمت الجميع. مرر الكرة من بين أقدام الثالث فصاح أحدهم مشيدا بموهبته. توقف الزمن بين يديه للحظات، نزلت دمعة جديدة فسارت على خط الأحلام متجاوزة المحبطات وآلام الانتظار ومرارة السخرية حتى وصلت إلى الكرة التي امتلكها بين قدميه ولن يتركها مرة أخرى، كان لها مفعول السحر، تحرك الزمن، رفع رأسه فلاحظ الحارس متقدما نصف خطوة، رفع الكرة في الزاوية البعيدة، حلقت في الهواء وسط متابعة الجميع وتركيزه الكامل، لقد تدرب عليها مئات المرات في صباحات يوم العطلة وحده، سقطت في داخل الشباك وسقطت معها كل السخرية والإهمال والإحباط، لأول مرة في حياته سمع الهتاف باسمه، كان الكابتن يشير له من بعيد ويحييه وسط ذهول الحاضرين بهذا الهدف الرائع، عاد إلى خط المنتصف والكل يتساءل عن هذا الصغير النحيل الموهوب، انهار الفريق الآخر تحت وطأة ألحانه كأنما أصابه السحر وخرج بهزيمة مدوية.
انتظره الجميع في المباراة النهائية، رغم تحفز الفريق الآخر له إلا أنه كان يتدرب على كل شيئ، صنع الفارق من جديد واكتسحوا الفريق الآخر، رفعوه على الأعناق وداروا به الملعب.
كان الزمن لا يزال متوقفا عنده، بعد أن انتهت الاحتفالات جلس إلى جوار الشاب الذي أعطاه فرصة عمره وسأله عن السبب، ابتسم الفتى الذي يوشك على دخول الجامعة قائلا:
الكرة هي حب عمري، كنت صغيرا مُهمَلا مثلك، أجتهد وأتدرب وحدي حتى ساعدني شاب وأدخلني هذا الفريق وعندما سألته عن السبب لم يجبني، عندما ساعدتك كانت لدي الرغبة لكي أعرف لماذا، وقد عرفت الآن، لكنني لن أستطيع الاستمرار في ممارسة الكرة لأنني أصبت منذ عام بالرباط الصليبي وما أفعله الآن هو مجرد ممارسة لحب عمري بلا أمل في المستقبل، ويجب أن تعرف أنك لو لم تكن مستعدا لما استغللت الفرصة، وضع يده على كتفه قائلا: أرجوك. إذا شاء القدر أن تحقق حلم عمرك وتلعب في أندية كبرى،لا تخذلني، ولا تنساني.
قبل أن يجيبه كان الشاب يقف راحلا والدموع تلمع في عينيه.
جلس مكانه على الفور رجل في منتصف العمر. أثنى على أدائه ثم سأله إن كان يحب اللعب في نادي حقيقي. نظر له الفتي وأجابه: بالتأكيد.
طلب منه الرجل أن يقابله في اليوم التالي في نادي المدينة الكبير.
قبَّل الفتى كرته التي كسبها كأفضل لاعب في الدورة ممتزجة بدموعه غير المستوعبة لكل ما يحدث. ثم نظر في اتجاه الشاب الذي كان يرحل مع أصدقائه متمتما: لن أخذلك أبدا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
احتراف .... بقلم القاص إيهاب بديوي - مجلة نجوم الأدب والشعر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هجران ... بقلم الكاتب إيهاب بديوي- مجلة نجوم الأدب والشعر
» وجع الأمل ... بقلم الشاعر إيهاب بديوي - مجلة نجوم الأدب والشعر
» إنه في هذا الزمان... بقلم الكاتب المصري إيهاب بديوي - مجلة نجوم الأدب والشعر
» ﺿﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭ... بقلم الكاتب المصري إيهاب بديوي - مجلة نجوم الأدب والشعر
» ﺿﻴﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺪﺭ... بقلم الكاتب المصري إيهاب بديوي - مجلة نجوم الأدب والشعر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مجلة نجوم الأدب و الشعر :: أرشيف الكاتبة سميحة ناصر-
انتقل الى: