ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻔﺸﻞ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻓﻰ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ؛ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ . ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻌﻪ ﺍﻷﻣﺮ
ﻣﻠﻴﺎً ﻓﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﺠﺎﺡ ، ﻓﻴﺪﺭﺱ ﺣﺎﻟﺘﻪ ﻣﻦ ﻛﺜﺐ ، ﻓﻴﻬﺪﻳﻪ ﺗﻔﻜﻴﺮﻩ ﻧﺤﻮ
ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻛﺎﻟﺤﺪﺍﺩﺓ ، ﻭﺍﻟﻨﺠﺎﺭﺓ ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﻛﺔ ... ﻭﻣﺎ ﻫﻰ ﺇﻻ ﻓﺘﺮﺓ ﻭﺟﻴﺰﺓ ،
ﻓﻴﻐﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﻓﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺟﺤﻴﻦ ﻓﻰ ﺻﻨﻌﺘﻪ . ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻫﺘﺪﻯ ﻟﻄﺮﻳﻖ
ﺍﻟﺼﻮﺍﺏ ، ﻓﻨﺤﻰ ﺍﻟﻘﻨﻮﻁ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺧﻴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻞ ﺟﺎﻧﺒﺎً ، ﻭﺷﻖ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺤﻦ
ﻟﻴﺼﻨﻊ ﻣﺠﺪﺍً ﻋﺮﻳﻘﺎً ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ . ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﻃﺮﻳﻘﻪ ، ﻭﻻ ﺍﻟﺘﻘﺎﻋﺲ ﺳﺒﻴﻠﻪ ، ﻭﻫﻨﺎﻙ
ﻣﻦ ﻻ ﻳﻮﻓﻖ ﻓﻰ ﻣﻬﻨﺘﻪ ، ﻭﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻓﻴﻔﺘﺘﺢ ﻣﺤﻼً ﺗﺠﺎﺭﻳﺎ ، ﻓﻴُﻐﺪﻕ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻟﺮﺯﻕ ، ﻓﻴﺸﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ - . ﻭﺁﺧﺮ ﻓَﻌّﻞَ ﻓﻜﺮﻩ ، ﻭﺣﻔﻆ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ،
ﻓﺮﺯﻗﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺯﻗﺎًﺣﺴﻨﺎً ، ﻭﻓﺘﺤﺖ ﻟﻪ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺭﺯﻕ ﻛﺜﻴﺮﺓ . ﻭﺁﺧﺮ ﺇﻫﺘﻢ ﺑﺎﻟﺸﻌﺮ ﻓﻐﺪﺍ ﺷﺎﻋﺮﺍً
ﻋﻤﻼﻗﺎً ، ﻭﺍﺗﺠﻪ ﺁﺧﺮ ﻧﺤﻮ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﺼﺺ ، ﻓﺄﺿﺤﻲ ﺃﺩﻳﺒﺎ ﻻﻣﻌﺎ ﻓﻰ ﺳﻤﺎﺀ
ﺍﻷﺩﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ . ﻟﻘﺪ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻓﻰ ﻣﻠﻜﻮﺕ
ﺍﻟﺴﻤﻮﻟﺖ ﻭﺍﻷﺭﺽ ـ ﻭﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﻓﻰ ﻣﻌﺎﻧﻰ ﺍﻟﻜﻮﻥ ، ﻭﺍﻟﺴﻌﻰ ﻓﻰ ﻣﻨﺎﻛﺒﻬﺎ . ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻔﺼﻞ
ﻓﻰ ﻫﺬﺍ ﺇﻥ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻓﻮﻕ ﻛﺘﻔﻴﻪ ﻣﻨﺠﻤﺎً ﻣﻦ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻻ ﺗﻘﺪﺭ ﺑﺜﻤﻦ ...ﻭﺗﻤﺴﻮﻥ
ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ ﺍﻟﻮﻃﻦ