ﺭﺛـﺎﺀ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺩﻋﺖ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺜﻮﺍﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻋﺎﺩﺕ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻳﺼﺎﺣﺒﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻷﺳﻰ
ﺗﺘﻤﻨﻰ
ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻭﻟﻮ ﺩﻗﺎﺋﻖ ، ﻭ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺮﻳﺢ ﺟﺴﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻨﻬﻚ ﻣﻦ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻨﺎﺀ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ
ﻭﺩﺍﻉ ﺭﻓﻴﻖ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﺋﻂ ﺍﻟﺒﻬﻮ ﺭﺍﺣﺖ ﺗﺘﺄﻣﻞ ﺃﻧﺎﻗﺘﻪ
ﻭﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﺍﻟﻬﺎﺩﺋﺔ ﺷﺪ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺍﻟﺒﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻪ ، ﻭﻛﻴﻒ ﻟﻢ ﺗﻠﻤﺤﻪ ﺃﻭ
ﺗﻠﺤﻈﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺗﺴﺎﺀﻟﺖ ﻫﻞ ﻛﻨﺖ ﺳﺒﺒﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺰﻥ .. ؟
ﺩﺍﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺣﻮﻝ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺗﺘﺨﺒﻂ ﻗﺪﻣﺎﻫﺎ ، ﺗﺤﺴﺴﺖ ﺃﺭﻳﻜﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺩﻭﻻﺑﻪ ﻭﺗﺸﻤﻤﺖ ﻣﻼﺑﺴﻪ ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻬﺎ ﻓﺄﻧﻌﺸﻬﺎ ﻋﻄﺮﻩ ﺍﻟﻤﻔﻀﻞ ﺍﻟﻌﺎﻟﻖ
ﺑﻬﺎ ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﻄﻔﺄﺓ ﺳﺠﺎﺋﺮﻩ ﻭﺍﺣﺘﻀﻨﺘﻬﺎ ﻭﻗﺒﻠﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻻ ﺗﻄﻴﻖ ﺭﺍﺋﺤﺘﻬﺎ
ﺛﻢ ﻭﻗﻊ ﻧﻈﺮﻫﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﻀﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﺒﺔ ﺳﺠﺎﺋﺮﻩ ﻫﺮﻭﻟﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ ﻭﺟﺪﺕ
ﺑﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻦ ﺳﺠﺎﺋﺮﻩ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻤﻬﻠﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻹﺷﻌﺎﻟﻬﺎ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻔﻆ ﺑﻬﺎ ﺑﺠﻮﺍﺭ
ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ، ﺃﻣﺴﻜﺖ ﺑﻜﺘﺒﻪ ﻣﺘﻔﺤﺼﺔ ﺣﺮﻭﻓﻬﺎ ﺧﻴﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗﺮﺛﻴﻪ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ
ﺩﻣﻮﻉ ﺣﺎﺭﻗﺔ ، ﺷﻌﺮﺕ ﺑﻐﺮﺑﺔ ﻭﻭﺣﺸﺔ ﻣﻮﺟﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﻤﻠﻜﺘﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ ﻟﻬﺎ ﺛﻢ
ﺁﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﺍﻩ ﺻﺮﺧﺔ ﺃﻃﻠﻘﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﻋﺎﺩ ﺻﺪﺍﻫﺎ ﻳﺰﻟﺰﻝ ﺟﺴﺪﻫﺎ...
ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﻳﻮﻡ ﻟﻔﺮﺍﻗﻪ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻔﺎﺳﻪ ﺗﻼﺣﻘﻬﺎ،ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻧﻘﻀﺎﺀ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻧﺼﺮﻑ
ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﺟﻠﺴﺖ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﺗﺤﺪﺙ ﺻﻮﺭﺗﻪ ﻭﺗﺆﻛﺪ ﻟﻪ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺘﺒﻜﻴﻪ ﻋﻤﺮﺍ ﺣﺘﻰ
ﻳﺤﻴﻦ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻌﺎﺗﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻫﺎﺑﻪ ﻭﺗﺮﻛﻬﺎ ﺑﻤﻔﺮﺩﻫﺎ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺧﺪﻋﻬﺎ ﺧﺎﻥ ﺍﻟﻮﻋﺪ
ﻭﺳﺒﻘﻬﺎ ﺛﻢ ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻟﻢ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺮﺣﻞ ﻗﺒﻠﻲ ﻭﺃﻭﺻﻴﺘﻚ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﻗﺒﺮﻱ ،ﻟﻘﺪ
ﺃﻣﺖ ﻗﻠﺒﻲ ﺭﻏﻢ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺗﻨﻬﺪﺕ ﻭﺣﻤﺪﺕ ﺭﺑﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻪ ﺃﻟﻢ ﺍﻟﻔﺮﺍﻕ
ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ،ﻣﻦ ﺷﺪﺓ
ﺇﺭﻫﺎﻗﻬﺎ ﻧﺎﻣﺖ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﻌﺪﻩ ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻣﻘﺪﺍﺭﻩ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖ ﻋﻠﻲ ﻣﻮﺍﺀ
ﺍﻟﻘﻂ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﺴﺢ ﺑﻬﺎ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﻔﺴﺮ ﻋﻦ ﻏﻴﺎﺏ ﺻﺎﺣﺒﻪ ، ﻓﻬﻮ ﻗﻄﻪ ﺍﻟﻤﺪﻟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ
ﻳﻔﺎﺭﻗﻪ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺍﺑﺘﺎﻋﻪ ﻟﻴﺴﻠﻲ ﻭﺣﺪﺗﻬﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻪ ﺑﻪ ﻣﻦ
ﻃﻌﺎﻡ ﻭﺍﺳﺘﺤﻤﺎﻡ ﻭﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﺍﻋﺒﻪ ﻭﻳﺠﻠﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺮﻩ ﻭﻛﻢ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﻂ ﻳﻮﺗﺮﻩ
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻳﺨﻄﻒ ﺟﻮﺭﺑﻪ ﻳﺨﻔﻴﻪ ﺃﻭ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺣﺬﺍﺋﻪ ﺃﻭ ﻳﻘﻔﺰ ﻓﻮﻕ ﻛﺘﻔﻪ ﺃﻭ ﻳﻠﻌﺐ
ﺑﻨﻈﺎﺭﺗﻪ ﻭﻳﻤﺰﻕ
ﺟﺮﻳﺪﺗﻪ ﻭﻳﻬﺮﺏ ﻣﻨﻪ، ﻣﺴﺤﺖ ﺩﻣﻌﻬﺎ ﻭﺭﺑﺘﺖ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﺮ ﺍﻟﻘﻂ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻟﻠﻪ، ﻟﻢ
ﻳﺒﻖ ﻟﻲ ﺳﻮﺍﻙ ﺗﺆﻧﺲ ﻭﺣﺪﺗﻲ ﻓﻌﺎﻫﺪﻧﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺗﺴﺒﻘﻨﻲ