ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺑﺮﺩﺍﺋﻪ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻘﻪ ﺗﺴﻴﺮ ﺧﻠﻔﻪ ﺍﻟﻤﻤﺮﺿﺔ ﻭﺗﺤﻤﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ
ﻭﺍﻟﺤﻘﻦ ﺍﻟﻤﺴﻜﻨﺔ ، ﺗﻘﺪﻣﺖُ ﻣﻨﻪ ﺑﺤﺬﺭ ﻭﺃﻟﻘﻴﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻭﻓﻲ ﻋﻴﻨﻲ َّﻧﻈﺮﺓ ﺗﻤﻦ ٍّﻭﺭﺟﺎﺀ
ﺃﻥ ﻳﺮﻣﻲ ﻟﻲ ﺑﻘﺸﺔ ﺃﻣﻞ ﻭﺳﻂ ﺧﻀﻢ ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻷﺗﺸﺒﺚ ﺑﻬﺎ
ﺻﻔﻌﺘﻨﻲ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ ﺍﻟﺼﺮﻳﺤﺔ ﻭﺧﻨﻘﺖ ﺁﺧﺮ ﻧﻔﺲ ﻟﻸﻣﻞ ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ ،ﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺸﻲﺀ ﻳﻌﺘﺼﺮ ﻗﻠﺒﻲ
،ﺍﻧﺘﺎﺑﻨﻲ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺳﺄﻫﻮﻱ ﻣﻦ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺷﺎﻫﻖ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺭﺗﻄﻢ ﺑﺎﻷﺭﺽ ﻓﻼ ﺃﻣﻞ ﻳﺘﻠﻘﻔﻨﻲ ﻭﻻ
ﺍﻟﻴﺄﺱ ﻳﻔﺎﺭﻗﻨﻲ ، ﺃﺻﺒﺢ ﻓﺮﺍﻗﻬﺎ ﻗﺎﺏ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﺃﻭ ﺃﺩﻧﻰ ﺍﻟﺘﻔﺖُ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺑﺤﺐ ﻭﻗﻠﻖ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻗﺒﻠﺖ
ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻧﻈﺮﺓ ﻓﺎﺣﺼﺔ ﻟﻌﻴﻨﻴﻬﺎ ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﻤﺎ ﺫﺍﺑﻠﺘﻴﻦ ﺗﺤﺘﻬﻤﺎ ﺳﻮﺍﺩ ﻭﻳﻐﺸﺎﻫﻤﺎ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ،
ﺍﻧﻬﻤﺮﺕ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﺩﻣﻌﺔ ﺳﺎﺭﻋﺖ ﺑﻤﺴﺤﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻟﻖ ﻭﺗﺒﻠﻞ ﺟﺒﻴﻨﻬﺎ ﻓﺘﻨﺘﺒﻪ ﻟﺤﺰﻧﻲ ﺧﻔﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﺃﻥ ﺗﺪﺭﻙ ﻣﺎ ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﻭﻣﺎ ﺃﺧﻔﻴﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﺿﻬﺎ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﻚ ﺑﻬﺎ ﻛﺄﻧﻪ
ﻭﺣﺶ ﻟﻪ ﺃﻧﻴﺎﺏ ﻗﺎﺗﻠﺔ ﺭﻏﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﻱ ﻭﺗﻤﺴﻜﻬﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ، ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺰﻳﻨﺔ
ﻭﺻﻮﺗﻬﺎ ﺧﺎﻓﺖ ﺿﻌﻴﻒ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺗﻌﻠﻮﻩ ﺻﻔﺮﺓ ﻭﺷﺤﻮﺏ،ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻲَّ ﺑﺤﺰﻥ ﻭﻳﺄﺱ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﺗﺤﺒﺲ
ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻣﺨﺎﻓﺔ ﺭﺅﻳﺔ ﺑﻨﺎﺗﻬﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺑﺎﺩﺭﺗﻨﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ :
ﺃﻧﺎ ﻋﺎﺭﻓﻪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻧﻨﻲ ﻏﺒﻴﺔ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻭﻫﻤﻬﻢ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺳﺎﺫﺟﺔ ﻭﺃﻧﻨﻲ ﺃﺻﺪﻕ ﺃﻛﺎﺫﻳﺒﻬﻢ
ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻭﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﺿﻲ ﺛﻢ ﺗﻨﻬﺪﺕ ﻭﺳﻜﺘﺖ ﺑﺮﻫﺔ ﻟﺘﺴﺘﺮﺩ ﺃﻧﻔﺎﺳﻬﺎ ﻭﺃﻛﻤﻠﺖ ﺃﻧﺎ ﻣﺆﻣﻨﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ
ﻭﻗﺪﺭﻩ ﻭﻻ ﺃﻋﺘﺮﺽ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻷﻟﻢ ﺍﻟﻠﻌﻴﻦ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﺃﺗﻔﻮﻩ ﺍﻵﻩ ﻓﺎﻷﻟﻢ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﺤﻤﻞ،ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ
ﺃﺗﻌﺮﻓﻴﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺴﻤﻰ ﺍﻟﺨﺒﻴﺚ ؟ ﻟﻢ ﺃﻧﻄﻖ ﺑﻜﻠﻤﺔ ﻭﺍﻧﻬﻤﺮﺕ ﺩﻣﻮﻋﻲ ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻷﻧﻪ ﻳﻔﺘﻚ ﻓﻲ ﺻﻤﺖ
ﻭﻳﺘﻠﺬﺫ ﻣﻦ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺸﻌﺮ ﺑﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻨﺎ ﻭﺑﻌﺪ ﻓﻮﺍﺕ ﺍﻷﻭﺍﻥ ، ﺩﻭﻥ ﻗﺼﺪ ﻣﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻒ ﻋﻦ
ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﻓﻘﺪ ﻓﺎﺟﺄﺗﻨﻲ ﺑﻌﻠﻤﻬﺎ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮﺿﻬﺎ ﺍﺧﺘﻠﺴﺖ ﻧﻈﺮﺓ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﺗﺠﺎﻫﻬﺎ ﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺗﻨﻈﺮ
ﻟﻲ ﺑﺤﺰﻥ ﻭﺗﺒﺘﺴﻢ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﻜﺎﺀ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﻄﻤﺌﻨﻨﻲ ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺮﻋﺔ
ﺗﺸﺠﻴﻊ ﻭﻣﺆﺍﺯﺭﺓ ..
ﺑﺼﺮﺕ ﻧﻮﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺭﻏﻢ ﺷﺤﻮﺑﻪ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﻭﺍﻟﻬﺪﻭﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺒﻖ ﻋﺎﺻﻔﺔ
ﺍﻟﺮﺣﻴﻞ ، ﻣﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻲ ﺷﺮﻳﻂ ﺫﻛﺮﻳﺎﺗﻲ ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺻﺪﻳﻘﺘﻲ ﻭ ﺃﺧﺖ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺒﺮﻧﻲ ﺑﻌﺸﺮﺓ
ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻭﻟﻢ ﺗﺸﻌﺮﻧﻲ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﺎﺭﻕ ، ﻭﺇﺫﺍ ﺑﺼﻮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﻓﺖ ﻳﻘﻄﻊ ﺗﻔﻜﻴﺮﻱ ﻭﺳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻗﺎﺋﻠﺔ ﻻ
ﺗﺒﻚ ﺃﺭﺟﻮﻙ ﺗﻤﺎﺳﻜﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻠﻲ ﺭﺩﺩﺕ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻌﺶ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻣﺴﺢ ﺍﻟﺪﻣﻊ ،ﺣﺎﺿﺮ ﻟﻦ ﺃﺑﻚ ، ﻃﻠﺒﺖ
ﻣﻨﻲ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﻛﻲ ﺗﻐﻔﻮ ﻗﻠﻴﻼ ﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﻢ ﻣﻨﺬ ﺛﻼﺛﺔ ﻟﻴﺎﻝ ﺟﺎﻟﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﻣﺘﺤﺮﻙ ﻛﻲ
ﻳﻘﻠﻞ ﻣﻦ ﺣﺮﻛﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﻟﻢ ، ﻗﻠﺖ ﺃﻣﺎﺯﺣﻬﺎ ﺳﺄﺑﻘﻰ ﻣﻌﻚ ﻧﺎﻣﻲ ﻭﻟﻦ ﺃﻋﻤﻞ ﺷﻘﺎﻭﺓ
ﻟﻦ ﺃﺻﺪﺭ ﺻﻮﺗﺎ ﻭﻟﻦ ﺗﺸﻌﺮﻱ ﺑﻮﺟﻮﺩﻱ ( ﻳﺎ ﻧﻮﺭ ) ﻣﻤﺎﺯﺣﺔ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺩﺍﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺏ ﺃﺑﻠﻪ ﻧﻮﺭ
ﻗﺎﻟﺖ :: ﻟﻮ ﺑﺘﺤﺒﻴﻨﻲ ﺇﻣﺸﻲ ﺩﻟﻮﻗﺘﻲ