ﺑﺎﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻟﺴﺤﻴﻖ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺗﻀﺎﺀ ﺑﻤﺼﺎﺑﻴﺢ ﻏﺎﺯﻳﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮ ﻡ ﻣﺸًﻌﻞ
ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﺢ ﺑﺎﻧﺎﺭﺗﻬﺎ ﻟﻴﻼ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺴﺎﺀ ﻛﻮﻧﻪ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻧﺎﺭﺓ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﻭﻫﻮﻏﻴﺮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻻﻱ ﺷﺨﺺ
ﻭﻣﻦ ﺍﺭﺍﺩ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺪﺍﻣﺲ ﺷﻌﻠﺔ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﻻﺧﺮﻯ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻳﺮﻯ ﺣﺎﻣﻠﻬﺎ
---ﻳﺸﻌﻞ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ- ﺗﺸﻊ ﺑﺎﻟﻨﻮﺭ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻴﺮ ﺷﻮﺍﺭﻋﻬﻢ -- ﻓﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﺷﺨﺎﺹ
ﺳﺎﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﻃﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻥ ﻧﻌﺮﻓﻬﻢ ﺍﻭ ﻧﺮﺍﻫﻢ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺛﺎﺭﻫﻢ ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﺟﻌﻠﺘﻨﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ
ﻭﻧﻌﻠﻢ ﺑﺎﻧﻬﻢ ﺳﺎﺭﻭﺍ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﺭﺏ ﻓﻠﻨﻜﻦ ﻣﺜﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻴﻦ ﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﻭﻥ ﻃﺒﻞ ﺍﻭ ﻣﻬﺎﺗﺮﺍﺕ
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻳﻦ ﻫﻢ ﻭﺟﻤﻴﻌﻨﺎ ﻳﺘﻐﻨﻰ ﺑﺎﻟﻤﺒﺪﺃ ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻧﺤﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﺻﺤﺎﺏ ﻧﺮﻛﺾ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻔﺎﺳﺪ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ
ﻟﻤﻌﺎﻧﻘﺔ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ --ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻓﺄﻥ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺗﺤﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻧﻮﻉ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺼﻤﺖ
ﻭﺷﺮﻑ ﻭﺍﺧﻼﻕ ﻟﻴﺒﻨﻲ ﻗﻨﺎﻋﺔ ﻋﻤﺮﻩ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻇﺎﻟﻤﺎ ﻋﻠﻴﻪ - ﻭﺑﺸﺮ ﻳﻤﺘﻄﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﺹ
ﻭﻳﺮﻗﺼﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻓﻼ ﺗﺠﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﻢ ﺍﻭ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻣﻤﻦ
ﻳﺼﻔﻘﻮﻥ ﻟﻜﻞ ﻧﻴﺔ ﻳﻬﺘﻔﻮﻥ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﻗﺺ ﻭﺍﻟﻄﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻸ ﺛﻢ ﻳﻐﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺎﺏ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﻓﺘﺒﻘﻰ
ﺑﻮﻗﺎ ﻓﺎﺭﻏﺎ ﺍﺧﺬ ﺳﻮﻳﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﺘﺸﺎﺭ ﻓﺠﺮﻯ ﻭﺭﺍﺅﻩ ﺍﻟﻒ ﺑﻮﻕ ﻣﻦ ﺍﻣﺜﺎﻟﻪ --- ﻭﻃﺒﻌﺎ ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ
ﺍﻻﻧﻔﻼﺕ ﻭﺍﻟﺘﺪﻧﻲ ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﺍﺣﻤﺮ ﻟﻼﻧﺴﺎﻥ ﺍﺳﻤﻪ ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻣﻬﺰﻟﺔ ﺍﻟﻌﺼﺮ --- ﺍﻧﺴﺎﻥ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺍﺭ
ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻀﻴﺎﻉ ﻭﻋﻠﻰ ﺟﺪﺍﺭ ﺯﻣﻨﻪ ﺍﻟﻔﺴﻖ ﻭﺍﻟﻔﺠﻮﺭ ﻭﻟﻜﻼﻫﻤﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻟﻦ ﺍﺩﺧﻞ ﻓﻲ ﺷﺮﺣﻬﺎ
ﻟﻀﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺔ ﻭﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄﻛﺘﻔﻲ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺘﺮﻙ ﺍﻻﺛﺮ ﺍﻻﻳﺠﺎﺑﻲ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ ﻓﻠﺘﻜﻦ ﺍﺛﺎﺭﻧﺎ ﺧﻴﺮ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺎﻱ ﻋﻤﻞ ﻛﺎﻥ
ﻳﺤﻜﻲ ﻗﺼﺔ ﻣﺎ