ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﺻﺎﺑﺮ
ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﻫﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺜﻠﺠﻴﺔ ،ﻭﺟﺪ ﺻﺎﺑﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﺑﻼ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺣﻴﺎﺓ، ﻻ ﻭﻃﻦ ،ﻻ ﺍﻫﻞ ،ﻭﻻ
ﻭﻟﺪ ... ﻟﻜﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻣﻦ ﻫﻮﻳﺔ !!!
ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺩﻓﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺓ ﺣﻤﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ، ﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺍﻏﺘﺎﻟﺘﻪ ﻳﺪ ﺍﻟﻐﺪﺭ ﺍﻟﺼﻴﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ
.48ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺑﻌﺎﻡ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎ ﺗﺰﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺔ ﻋﻤﺔ ﻣﺰﻳﻮﻧﺔ ، ﺍﺿﻄﺮ ﺻﺎﺑﺮ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻥ
ﻳﺤﻤﻞ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ، ﺗﺮﺍﻓﻘﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﻣﻬﺎﺟﺮﺍً ﺍﻟﻰ ﻏﺰﺓ ، ﺗﺎﺭﻛﻴﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺧﻼ ﺻﻨﺪﻭﻕ
ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺘﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺳﻬﺎ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻋﺠﻞ ﻓﻲ ﻭﻻﺩﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﻏﺰﺓ، ﻭﻟﺪﺕ
ﻣﺰﻳﻮﻧﺔ ﻃﻔﻠﻬﺎ ﺍﻻﻭﻝ ﻭﺍﻻﺧﻴﺮ؛ ﻟﺘﻠﺘﻬﻤﻬﻤﺎ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺜﻠﺠﻴﺔ .
ﻫﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﻬﺪﺃ ﻧﺎﺭ ﺍﻟﺤﺴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻠﻮﻋﺔ ﻋﻨﺪ ﺻﺎﺑﺮ؟ ! ﺭﺍﺡ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻳﻠﻤﻢ ﺷﺘﺎﺕ ﻧﻔﺴﻪ،
ﻟﻴﺠﺘﺮﺡ ﺑﺪﻣﻮﻉ ﻗﻠﺒﺔ ﺧﻠﺴﺔ ﺑﻘﺎﺀ، ﻓﻬﻮ ﺷﺎﺏ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ . ﺗﻌﻠﻢ ﻣﻌﺎﻧﻲ
ﺍﻟﺸﻬﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺮﺟﻮﻟﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ، ﺿﺠﺖ ﺍﺣﺸﺎﺅﻩ ﺍﻟﺨﺎﻭﻳﺔﺗﻌﻠﻦ : ﺃﻥ ﻻ ﻳﺄﺱ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻻ
ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻊ ﺍﻟﻴﺄﺱ .
ﺟﺎﺏ ﺍﺯﻗﺔ ﺣﻲ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺣﺎﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﻣﻴﻦ ، ﻛﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﻠﺐ ، ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺮﺍﺧﺖ ﻫﻤﺘﻪ ﺗﺬﻛﺮ ﺻﻮﺭﺓ
ﻭﺍﻟﺪﺓ، ﻓﻴﺴﺘﺠﻤﻊ ﺭﻭﺣﻪ ،ﻭﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣﻌﻨﻮﻳﺎﺗﻪ، ﻭﺻﻞ ﺑﻪ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﻷﺣﺪ ﺍﻟﺤﻮﺍﻧﻴﺖ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ،ﻳﻘﺒﻊ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺰﻗﺎﻕ .
ﺷﻔﻘﺔ ﺑﺤﺎﻟﻪ ﺍﺟﻠﺴﻪ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﻰ ﺟﻮﺍﺭﻩ ، ﻭﺭﺍﺡ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﻘﺼﺔﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺒﻂ ﻋﻠﻴﻪ
ﻟﻴﺸﺎﺭﻛﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﺓ ﺻﻐﻴﺮ ﻣﺼﻨﻮﻉ ﻋﻠﻰ ( ﺳﺒﺮﺗﺎﻳﺔ )، ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﺑﺎﻗﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ......
ﻳﺘﺒﻊ