ﺍﻧﺘﻬﺖ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺩﻓﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺣﺴﻦ . ﻭﻋﺎﺩ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺻﺎﺑﺮ ﻭﻫﻨﺪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ، ﻭﺍﻻﻟﻢ ﻳﻌﺼﺮ ﻗﻠﺒﻴﻬﻤﺎ، ﻛﻴﻒ
ﻻ ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻬﺎﺭ ﺳﻘﻒ ﻇﻠﻬﻢ، ﻭﺍﻗﺘﻠﻌﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﺍﻣﺎﻟﻬﻢ، ﻭﺍﻧﻄﻔﺄ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻓﻲ ﺍﺧﺮ ﻧﻔﻘﻬﻢ . ﻭﺻﻼ ﻭﻛﻼﻫﻤﺎ
ﻳﻀﺮﺏ ﻛﻔﺎ ﺑﻜﻒ ﻭﻳﺴﺄﻝ ﻧﻔﺴﻪ،
: ﻣﺎﺫﺍ ﺑﻌﺪ ؟ !
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻠﺤﺎﺝ ﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﺃﻗﺮﺑﺎﺀ ﻟﻴﺮﺛﻮﻩ، ﺑﻴﺘﻪ ﻭﺩﻛﺎﻧﻪ، ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻟﻌﺰﺍﺀ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻞ ﻓﻴﻬﺎ
ﺻﺎﺑﺮ ﻳﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﻌﺰﻳﻦ ، ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺖ ﻫﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﺎﺭﺍﺕ ... ﺍﻟﻠﻮﺍﺗﻲ ﺍﺭﻫﻘﻦ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ
ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺌﻠﺘﻬﻦ، ﺑﻌﻀﻬﻦ ﻣﺘﻌﺎﻃﻒ ﻭﺍﻵﺧﺮ ﺣﺎﺳﺪ ... ﻻﻧﻬﺎ ﺍﻟﻮﺭﻳﺚ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺤﺎﺝ ﺣﺴﻦ
ﻓﻲ ﺻﺒﺎﺡ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻗﺎﻡ ﺻﺎﺑﺮ ﻟﻴﻔﺘﺤﻪ، ﺩﺧﻞ ﺍﺣﺪ ﺭﺟﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻲ ﻳﺪﻋﻰ ﺍﺑﻮ ﻭﺻﻔﻲ
، ﺭﺟﻞ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻫﻴﺒﺔ ﻭﻣﻼﻣﺢ ﻭﻗﺎﺭ، ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺑﺮ، ﻭﺳﺄﻝ ﻋﻦ ﻫﻨﺪ ، ﺍﺩﺧﻠﻪ ﺻﺎﺑﺮ
ﻭﺍﺷﺎﺭ ﻟﻪ ﺍﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﻫﻨﺪ ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻻ ﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ... ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﺤﺎﺝ ﺣﺴﻦ،
ﻧﺎﺩﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺻﺎﺑﺮ ﻭﻫﻢ ﺑﺎﻻﻧﺼﺮﺍﻑ ﺍﻟﻲ ﺣﺠﺮﺗﻪ ، ﻟﻜﻦ ﺍﺑﺎ ﻭﺻﻔﻲ ﺃﻣﺴﻚ ﺑﻴﺪﻩ ﻗﺎﺋﻼ : ﺍﺭﻳﺪﻛﻤﺎ ﻣﻌﺎ
ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺮﺟﻼﻥ ﻏﺮﻓﺔ ﺻﺎﺑﺮ ﻭﻟﺤﻘﺖ ﺑﻬﻤﺎ ﻫﻨﺪ ﻭﻫﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻗﺪﺍﻣﻬﺎ ﺗﺤﺘﻬﺎ، ﺟﻠﺲ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﻴﺮ
ﻗﺪﻳﻢ ﻓﻮﻗﻪ ﻓﺮﺷﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻦ ﺗﻌﻠﻦ ﻋﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺻﺎﻧﻌﻬﺎ، ﻣﺮﺕ ﻟﺤﻈﺔ ﺻﻤﺖ ﻭﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻧﻀﺮﺍﺗﻬﻢ ﻟﻼﺭﺽ
، ﺗﻨﺤﻨﺢ ﺍﺑﻮ ﻭﺻﻔﻲ ﻭﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﻓﻲ ﻋﺒﻪ ﻟﻴﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻴﺐ ( ﻫﻨﺪﻳﺘﻪ ) ﻣﺤﻔﻈﺔ ﺟﻠﺪﻳﺔ ﺗﻤﻸ ﻛﻔﻴﻪ ،
ﻓﺘﺢ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﺑﺘﺆﺩﺓ،
ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻭﺭﻗﺔ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﻘﻠﻢ ( ﻛﻮﺑﻴﺎﺀ ) ، ﻧﺎﻭﻟﻬﺎ ﻟﻬﻨﺪ ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﺎ ﺑﻨﺘﻲ ﻫﺬﻩ ﻭﺻﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ
ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻋﻨﻘﻲ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﺔ، ﻭﺍﻻﻥ ﺍﺣﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻥ ﺍﻋﺎﻧﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﺼﺎﻟﻬﺎ ﻟﻚ ﻛﻤﺎ ﺍﻭﺻﺎﻧﻲ ﺭﺣﻤﺔ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ .
ﺍﺧﺬﺕ ﻫﻨﺪ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻧﺎ ﻻ ﺍﺟﻴﺪ ﺍﻟﻘﺮﺁﺀﺓ ، ﻭﺍﻋﻄﺘﻬﺎ ﻟﺼﺎﺑﺮ
ﻟﻴﻘﺮﺍﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ