ﺟﺤﻮﺩ
ﺑﻨﺪﻭﻝ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻳﺸﺒﻪ ﻧﺒﻀﻬﺎ ، ﺗﻨﺰﻟﻖ ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻭﺭﺍﺀ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﺎﻕ ﻣﻊ ﺩﻗﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺰﺍﺣﻤﻪ
ﺗﺮﺍﻛﻤﺎﺕ ﻣﻦ ﻟﻬﻔﺔ ﻣﺜﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﺤﻨﻴﻦ، ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻳﺨﻨﻘﻬﺎ ،ﺧﻮﺍﺀ ﻳﻠﻒ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﺗﻤﻸ ﻭﺣﺪﺗﻬﺎ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺃﻳﻨﻤﺎ
ﺗﻠﻔﺘﺖ ﺗﺴﻤﻊ ﺿﺤﻜﺎﺗﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﺃﻃﻔﺎﻝ ﺛﻢ ﺗﺸﺎﺣﻨﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﺻﺒﻴﺔ ﻭﻣﺰﺍﺣﻬﻢ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﺎﻛﻮﺭﺓ ﺷﺒﺎﺑﻬﻢ ،
ﻓﻲ ﻛﻞ ﺭﻛﻦ ﺗﺮﻯ ﻧﺒﻀﺔ ﻗﻠﺐ ﻭﻓﺮﺣﺔ ﻋﻴﻦ ،ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﻨﻬﻴﺪﺓ ﺗﺰﻓﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻔﺎﺱ ﺍﻟﻀﻴﻖ،ﻫﺎﻣﺴﺔ ﻣﺎ
ﺃﺿﻴﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻴﻦ ﻳﻨﺴﺎﻧﻲ ﻓﻠﺬﺓ ﺃﻛﺒﺎﺩﻱ ﻭﻻ ﻳﺸﺒﻊ ﺍﺷﺘﻴﺎﻗﻲ ﻟﻬﻢ ﺳﻮﻯ ﺻﻮﺭ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻓﻮﻕ ﺟﺪﺭﺍﻥ ،
ﺗﻘﻀﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻫﺮﺑﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ، ﺗﺴﺘﻴﻘﻆ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻠﻬﻔﺔ ﺗﻨﻈﺮ ﺑﺤﺰﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﺎﺭﻛﻬﺎ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺗﻠﺘﻘﻂ ﺍﻟﺴﻤﺎﻋﺔ ﻭﺗﺘﺼﻞ ﺑﺜﻼﺛﺘﻬﻢ ...
ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻬﺎ ﻏﺼﺔ ﻣﻮﺟﻌﺔ ﻭﻫﻲ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﻟﻮ : ﻳﺎ ﻋﺎﺩﻝ
ﻋﺎﺩﻝ : ﻳﻌﺘﺬﺭ ﻭﻳﺒﺮﺭ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﻠﻢ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﺎﺓ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺄﻛﻞ ﻭﻗﺘﻪ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ
ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺍﻟﻤﺘﻮﻓﻰ ﻣﺤﺎﻣﻴﺎ ﻣﺸﻬﻮﺭﺍ
ﻣﺪﺣﺖ : ﻳﻌﺘﺬﺭ ﺑﻜﻠﻤﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻭﻻ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﺃﻭ ﻋﺘﺎﺑﻪ ﻣﻮﺿﺤﺎ ﻣﺪﻯ ﺍﻧﺸﻐﺎﻟﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻰ ﻭﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﻳﻌﻮﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﻚ ﻣﺠﻬﺪ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺎﻡ ﺑﻤﻼﺑﺲ
ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ
ﻛﻤﺎﻝ : ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﺗﻔﻬﺎ ﻣﺮﺣﺒﺎ ﻓﺮﺣﺎ ﻣﺪﺍﻋﺒﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺑﺄﺣﻠﻰ ﻭﺃﻋﺬﺏ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻓﻬﻮ ﺁﺧﺮ ﺍﻟﻌﻨﻘﻮﺩ ﺍﻟﻤﺪﻟﻞ
ﻭﻳﺼﻒ ﻟﻬﺎ ﻣﺪﻯ ﺍﺷﺘﻴﺎﻗﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻴﺘﻢ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺭﺅﻳﺘﻬﺎ ﻭﻳﻌﺘﺬﺭ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻔﺮﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ
ﻫﻮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭﺃﻭﻻﺩﻩ ﻷﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﻢ ﻳﺴﻌﻔﻪ ﻟﻠﻤﺮﻭﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺴﻔﺮ ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻏﺮﺑﺘﻪ ﻟﻦ ﺗﻄﻮﻝ ﺃﻛﺜﺮ
ﻣﻦ ﺷﻬﻮﺭ ﻭﻳﻮﺻﻴﻬﺎ ﺑﺄﻥ ﻻ ﺗﺤﺮﻣﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ ﻭﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺑﺪﻭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﺀ
ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻣﺴﺘﺤﻠﻔﺎ ﺇﻳﺎﻫﺎ ﺑﺄﻻ ﺗﻨﺴﺎﻩ ﻭﻳﺮﺳﻞ ﻟﻬﺎ ﻗﺒﻼﺗﻪ ﻋﺒﺮ ﺍﻷﺛﻴﺮ . ﺗﺘﺮﻙ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ، ﻳﺪﺍﻫﺎ ﺗﻨﺘﻔﻀﺎﻥ
ﻭﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﺗﺄﺑﻰ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺃﻥ ﺗﻔﺎﺭﻗﻬﺎ ﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺿﻴﺎﻉ ﺍﻟﻌﻤﺮ، ﺳﺆﺍﻝ ﻳﻠﺢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺗﺮﻯ ﻛﻢ ﺑﻘﻲ ﻣﻦ
ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﺍﻟﺬﺍﺑﻠﺔ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺗﺨﺒﺄ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﻳﺎﻡ ..؟
ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻋﺎﺩﻝ ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻻﻫﺎ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺁﻟﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻵﻥ ﻭﺃﻥ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ
ﻓﻲ ﺩﺭﺝ ﻣﻜﺘﺐ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺡ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻳﺮﻛﺐ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ، ﻭﻳﺬﻫﺐ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﺍﻷﻡ ﺭﻥ
ﺟﺮﺱ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺛﻢ ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﺑﻴﺪﻩ ﻭﻃﺮﻗﻪ ﺑﺸﺪﺓ ﺑﻘﺪﻣﻪ ﻭﺍﻗﺘﺮﺏ ﺑﻮﺟﻬﻪ ﻭﺍﺿﻌﺎ ﺃﺫﻧﻪ ﻳﺘﺼﻨﺖ ﻋﻠﻰ
ﺃﻱ ﺻﻮﺕ ﻓﺎﺷﺘﻢ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﻛﺮﻳﻬﺔ ﻣﻨﺒﻌﺜﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻘﺔ .