المركز التاسع مكرر قصة قلب 33,5 للكاتبة سعيدة محمد صالح / تونس
قلب
حقيبتها الفاخرة تحمل سحر الجلد وسحر الأسرار , في درجها الدّاخلي , تضع ذاك المنديل المخملي المحيط بساعة جيب فضّيّة وسلسالها الطّويل المزركش بحروف عربيّة جميلة , لاتبالي عقاربه بتعاقب اللّيل والنّهار , ولا بأشجار الخريف المتساقطة , ولا بفراشات
الحدائق , ولا سكون أللّيل في الغا بات ,ولا غناء راعي الحقول , لا تنتشي لواد جار ولا لآخر نشفت آخر قطرات مياهه .
معدنها المنقوش كقطعة من كنز نادر كتب عليها اسم كانت كلّما نظرت اليه امتزج ثنائي جميل على وجهها فتلك الابتسامة الطّفيفة سرعان مال تمتص وبقوّة عجيبة حبّة ملح معلّقّة .
منذ عقدين لم تغيّر نوع عطرها ذاك الممزوج برحيق العود العربي
لم تغيّر تسريحة شعرها المنسدل كأمواج صيف على كتفها الأيمن .
سحرها ليس في جمالها البسيط وانّما في نظرتها الحادّة , وتلك العفويّة الذّكيّة , حصن قلعتها عتيق جدّا وعال جدأ تخال نفسك انّك داخل الأسوار و ما بأنت داخل , تحيط بنفسها هالة من صمت .
ولم يعرف أحد سرّها وهي تعانق العقد السّادس من العمر
ولا أهزوجة السّاعة المقدّسة
التّي ترافقها بدقّاتها الخفيفة , وحده ذاك الطّبيب الذّي اجرى عمليّة استأسال قلب لرجل لم ينجب أطفالا ـــ اثر حادث مرور مميت ـــ وكتب في وصيّته قائلا :
هبوا قلبي لطفلة حتّى أشاركها الحياة بدمي،،،،ونبضي،،،،،،