و أُغلق المَحْضَر
بعد ساعات طويلة من الانتقال في سيارات الترحيل ، و المشي في الممرات الضيقة ، بدأ الحارث في فكّ قيد يده و عينه ، وجد نفسه على كرسي خشبي في غرفة أمام محقق مبتسم فاستبشر و ابتسم ؛ ربما لأنه لم يرى أحدا يبتسم منذ زمن ، أو لعله أَمِلَ أنْ يتفهم أحدٌ حقيقة الأمر .
بعد الترحيب و أخذ بياناته الشخصية سأله المحقق عن سبب ارتكابه الجريمة .
قال : أنا بريء كل ما في الأمر أنني جاهل بالقانون .
قال المحقق : كيف تورطّتَ إذا في هذا الأمر ؟
قال : يا سيدي !!!
طالما أجهدني التفكير و البحث عن مشروع تجاري ، يعود بالنفع لي و لبلدي الحبيبة ، و بعد جهد جهيد ، و معاقرة لأحوال العباد في مختلف البلاد ، لمست حاجتهم الماسّة لسلعتين ضروريتين .
لذلك قررتُ إنشاء شركة لاستيراد قلوب تستشعر و عقول تفكر .
و أنا لم أكن أعلم أن المشاعر و التفكير قد حرمهما القانون الدولي و لم أجد المنتج في أي دولة من دول العالم و لا أعلم لماذا تم توقيفي .
أدار المحقق وجهه المبتسم إلى رجل بجواره و قال : اكتب لقد اعترف المتهم بارتكاب أربع جرائم ، جريمة التفكير ، جريمة البحث ، جريمة اتخاذ القرار ، جريمة محاولة جلب مواد ممنوعة للبلاد .
زاد وجه المحقق ابتساما و أمر الحارس ليعيد القيد ليده و عينه و يضعه تحت حراسة مشددة
و أُغلق المَحْضَر