ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ..بقلم الكاتب المغربي مصطفي بلقائد- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍِﺳﺘﺪْﻋﺎﻧﻲ ﻧﺎﺋﺐ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ؛ﻓﺄﺣﺴﺴﺖ ﻣﻦ ﺻﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻀﻄﺮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺃﻥَّ ﺃﻣﺮﺍ ﺳﻴِّﺌﺎً
ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺣﺪﺙَ ﻟﻪ .
ﻛﻨﺖُ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺟﻴِّﺪﺍ ﻷﻧﻪ ﺃﺣﺪُ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺃﺥ ﺟﺪِّﻱ . ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ،ﺏﻭﺍﺳﻄﺔ ﺗﺪﺧﻠﻪ ﺃﺻﺒﺤﺖُ ﺫﺍ ﻣﻨﺼﺐ ﻓﻲ ﻭﻛﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺀ ﻭﻧﺠﻮﺕُ ﺑﺄﻋﺠﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ . ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ،ﻛﻨﺖُ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺗﻪ ﻭﺃﻗﻀﻲ ﻓﻲ
ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻗﺮﺓ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﺴﻤﺮ . ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲَّ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﺮَّﻑَ
ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﺻﻠﺖُ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ . ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ،ﺕﻏﻴَّﺒﺖُ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ،ﻟﻜﻨﻨﻲ
ﻛﻨﺖُ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻥ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺗﺄﻧﻴﺒﻲ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﺍﻟﻨﺎﺋﺐ . ﺭﻛﻨﺖُ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻭﻫﺮﻭﻟﺖُ
ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥْ ﺟُﺒْﺖُ ﺍﻟﻐُﺮﻑَ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ .ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﺫﻫﺎﺑﺎ ﻭﺇﻳﺎﺑﺎ ﻭﻗﺪ
ﺍﻣﺘﻘﻊ ﻟﻮﻧﻪ . ﻭﻋﻦ ﻳﻤﻴﻨﻪ،ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﻨﻮﻡ،ﻛﺎﻧﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻤﺪَّﺩﺓ ﺑﻐﻴﺮ ﺣﺮﺍﻙ ﻭﻋﻠﻰ ﻋﻨﻘﻬﺎ
ﺟﺮﺡٌ ﻏﺎﺋﺮٌ ﻭﺑﺠﺎﻧﺒﻬﺎ ﺳﻜﻴﻦ ﻣﻠﻄَّﺨﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﺀ . ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺭﺁﻧﻲ ﺣﺘﻰ ﺻﺎﺡ ﻗﺎﺋﻼ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺘﻘﻄﻊ :
ـ ﺍﻟﺴﺎﻓﻠﺔ ...! ﺭﺻﺪﺕﻫﺎ ﺗﺨﻮﻧﻨﻲ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ ﺍﻷﻭﻏﺎﺩ ... ﻟﻘﺪ ... ﻟﻘﺪ ﺃﺟْﻬﺰﺕُ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﻧﺎﺋﻤﺔ ...
ﻓﻘﻠﺖُ ﻟﻪ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ :
ـ ﻟﻘﺪ ﺣﺬَّﺭﺗﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺈﻧﺴﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺇﺑﻨﺘﻚ ... ﻓﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ...ﻣﺎﺫﺍ ﺗﺮﻳﺪُ ﻣﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻓﻌﻞ
ﺍﻵﻥ؟
ﻓﻘﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳَﻌﺼﺮ ﻳﺪﻳﻪ ﺑﻘﻮﺓ :
ـ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺈﺧﻔﺎﺀ ﺍﻟﺠﺜﺔ ... ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎﺩﺙ ...ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻟﺘﺰﻳﻴﻒ
ﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ... ﺍﻟﻤﻬﻢ ...ﺃﻧﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ...ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻬﺮﺟﺎﻥ ﻓﻲ
ﺍﻟﺼﻮﻳﺮﺓ ...ﺳﻨﻘﻮﻝ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻟﻠﺘﻔﺴﺢ ... ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗُﺨﻔﻲ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻦ ﻳﻌﺜﺮ
ﻓﻴﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ ...
ﺑﺤﺜﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺣﺘﻰ ﻋﺜﺮﺕُ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﺲ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻲ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻮﺿﻌﺖُ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺛﻢ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ
ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ؛ﺛﻢ ﻋُﺪﺕُ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻭﺷﺮﻋﺖُ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻔﻪ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﻗﺪ ﻳﻔﻀﺢ
ﺍﻷﻣﺮ . ﻭﺣﻴﻦ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖُ،ﺗﻘﺪَّﻡَ ﻣﻨﻲ ﻭﻃﻠﺐ ﺃﻥ ﺃﻧﺘﻈﺮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻷﺻﻄﺤﺒﻪ ﻣﻌﻲ ﻭﺃﻭﺻﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺮ
ﻋﻤﻠﻪ . ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻧﺎ ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻴﺎﻥ ﻣﻌﺎ ﻟﻨﺪﻓﻊ ﻋﻨﺎ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ . ﻓﺠﻠﺴﺖُ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﻮﺩ
ﺃﻧﺘﻈﺮﻩ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﺃﺑﻄﺄ ﻋﻠﻲ . ﻓﻔﺘﺤﺖُ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻛﻨﺖُ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻠﻌﻮﺩﺓ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ ﻟِﺄﺣﺜﻪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﺳﺮﺍﻉ ﺣﻴﻦ ﺗﻮﻗﻔﺖْ ﻓﺠﺄﺓ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ﺳﻴﺎﺭﺓُ ﺃﻣﻦ . ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺷﺨﺎﺹ ﺑﺎﻟﺰﻱ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﻭﻫﺠﻤﻮﺍ
ﻋﻠﻲ ﻭﺃﻭﺛﻘﻮﻧﻲ .....................................................................
..............................................................................
ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺑﺄﻧﻲ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻦ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﻤﺪ . ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺷﻬﻮﺩ ﺃﻗﺴﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ
ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺰﻭﺟﺔ ﻧﺎﺋﺐ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺰﻭﺝ ﺑﻪ .
ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ،ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻋﺸﻴﻘﺘﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﻛﻨﺖُ ﺃﺟﺮ ﺫﻳﻞ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ؛ﻭﻛﻨﺖُ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﻂ ﻷﻥ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﺑﻨﺎﺋﺐ
ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ . ﻓﺎﻟﺮﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻤﺮ ﻣﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﺯﻭﺟﻴﺔ ﻣﺘﺸﻨﺠﺔ . ﻭﻟﻤﺎ ﺍﺗﺼﻠﺖْ ﺑﻪ ﻋﺸﻴﻘﺘﻲ ﻭﺃﻋﺠﺒﺘﻪ ﻋﺮﺽ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻓﻘﺒِﻠﺖْ . ﻭﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭْﻋَﺰﺕْ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻟﻲ ﻷﻓﻮﺯ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ . ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕْ ﻋﻼﻗﺘﻲ
ﺑﻌﺸﻴﻘﺘﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻇﻦ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ ......................................................
....................
ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻠﻬﺎ ﻭﺧﻄﻂ ﻟﻺﻳﻘﺎﻉ ﺑﻲ .ﻓﺤﻴﻦ ﻛﻨﺖُ ﺃﻧﺘﻈﺮﻩ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ،ﺍﺗﺼﻞ ﺑﺎﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺣﻜﻰ ﻟﻬﻢ ﺑﺄﻧﻲ
ﻫﺎﺟﻤﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺵ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻗﻤﺖُ ﺑﺈﻏﻤﺎﺋﻪ ﺑﺄﻥْ ﺳﺪَّﺩْﺕ ﻟﻪ ﺿﺮﺑﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﺑﻌﻤﻮﺩ ﺣﺪﻳﺪﻱ
ﺛﻢَّ ﺃﺟﻬﺰﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻴﺲ ﻭﻛﻨﺖُ ﺃﻧﻮﻱ ﺇﺧﻔﺎﺀﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺎ .ﻭﺑﻌﺪ ﺍﺗﺼﺎﻟﻪ،ﺻﺪﻡ
ﺭﺃﺳﻪ ﺑﺎﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﺳﻘﻂ ﻣﻐﻤﻰً ﻋﻠﻴﻪ .
ﻭﺍﻟﻤﺜﻞ ﻳﻘﻮﻝ ": ﻣﻦ ﺣﻔﺮ ﺣﻔﺮﺓ ﻭﻗﻊ ﻓﻴﻬﺎ .