ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻋﻴﻨﻴﻚ ... بقلم الكاتب المصري إيهاب بديوي- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﻗﻌﻪ ﺍﻟﻔﺘﻰ. ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻓﻲ ﺗﻌﺠﺐ ﻳﺴﺘﻌﺮﺽ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ ﻓﻲ
ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻭﻳﺒﺤﺚ ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻣﺘﻤﻨﻴﺎ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﺳﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺔ. ﻟﻜﻦ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺃﻋﺎﺩ ﺣﺪﻳﺜﻪ
ﻣﺆﻛﺪﺍ. ﺗﺘﻀﺢ ﻣﻦ ﻧﺒﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺍﻟﻤﻐﻠﻔﺔ ﺑﺸﺨﺼﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻬﺘﺰ ﺃﻣﺎﻡ ﺃﺑﻨﻪ.
ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺮﺟﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭﺃﻳﻬﺎ ﻳﻐﻠﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ . ﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺮﺡ
ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻬﻞ. ﺃﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻟﻐﻀﺐ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﺤﺔ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﺍﻟﺮﺍﻓﺾ
ﺣﺘﻰ ﺳﻤﺎﻉ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺭﺿﺦ ﻟﻄﻠﺐ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﺃﻥ ﻳﺠﻬﺰ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺬﻫﺎﺏ
ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ.
ﺃﺧﺬ ﻳﻬﺪﺉ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻳﺘﻮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺃﻥ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻜﻲ ﺗﻤﺮ
ﻋﻠﻰ ﺧﻴﺮ. ﺫﻫﺐ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ ﻳﺴﺒﻘﻪ ﻓﻀﻮﻟﻪ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﻐﻔﻠﺔ.
ﺑﻌﺪ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺍﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﺍﻟﺬﻱ
ﺃﺿﺎﻑ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﺮﻳﻘﺎ ﺃﺳﻌﺪ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺘﻮﻗﻌﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﺴﻦ. ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ
ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻻﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻳﺴﺘﻄﻠﻌﻮﻥ ﺭﺩ ﻓﻌﻠﻪ ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ .
ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﻩ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺍﻟﺘﻘﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﻤﺎ.
ﻟﻢ ﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﺮﺃ ﺃﻳﺔ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ ﻭﻛﺄﻥ
ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ. ﺟﻠﺴﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﺲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻴﻦ ﻧﻈﺮﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻫﻮ ﻳﺤﺪﻕ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻳﺒﺘﺴﻢ ﻓﻲ ﻏﻤﻮﺽ. ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺍﻧﻔﺾ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺳﻮﺍﻫﻤﺎ.
ﻟﻢ ﻳﺤﺮﻙ ﺳﺎﻛﻨﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﺮﻓﻊ ﻋﻴﻨﻴﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﺴﺘﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻈﺖ
ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻛﺎﻟﺪﻫﺮ ﺗﺤﺪﺙ :
ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺃﻥ ﻧﺮﺗﺒﻂ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ.
ﻓﺎﺟﺄﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻭﻟﻢ ﺗﻌﺮﻑ ﻫﻞ ﻫﻲ ﺭﻓﺾ ﻣﺒﻜﺮ ﺃﻡ ﻣﺠﺮﺩ ﺳﺆﺍﻝ. ﺗﺎﺑﻊ ﺣﺪﻳﺜﻪ:
ﺃﻧﺖ ﻛﻄﺎﻟﺒﺔ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻚ ﺗﺤﺘﻜﻴﻦ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺑﺎﻟﻌﺸﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ. ﺃﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﻭﺍﺭﺗﺒﻄﺖ
ﻭﻟﻮ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﺪﻳﺚ ﺑﺄﺣﺪﻫﻢ؟ ﺃﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻚ ﻣﺮﺓ ﻫﺬﺍ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ!
ﺷﻌﺮﺕ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﻓﻲ ﺣﺪﺓ:
ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ. ﻭﻻ ﺃﻋﻠﻢ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﻭﻳﺘﻠﺬﺫ ﺑﺈﻳﻘﺎﻉ
ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺷﺒﺎﻛﻪ؟ !
ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﺣﺪﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺪﻭﺀ ﻗﺎﺋﻼ:
ﺃﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﻗﺼﺪ ﺳﻮﺀﺍ ﺑﺤﺪﻳﺜﻰ. ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﺭﺩ ﻓﻌﻠﻚ ﺗﺠﺎﻩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ. ﻟﻜﻦ ﺃﻧﺎ
ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻋﻨﻴﻬﺎ ﻷﻋﺮﻓﻚ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﺑﺪﻭﻥ ﻛﻠﻔﺔ.
ﺃﺣﻤﺮﺕ ﻭﺟﻨﺘﺎﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺭﻗﺔ ﻣﻌﺘﺬﺭﺓ.
ﺃﺧﺘﻔﺖ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺘﻪ ﻭﻇﻬﺮﺕ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﺠﺪﻳﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻴﻦ ﺳﺎﺭ ﻣﺘﺠﻬﺎ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺭﻳﺪﻙ ﺃﻥ ﺗﻌﺘﺬﺭﻱ. ﻣﻦ ﺣﻘﻚ ﺃﻥ ﺗﺪﺍﻓﻌﻲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻦ ﻳﻬﺎﺟﻤﻚ. ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻋﻮﺩ
ﻷﺫﻛﺮ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺧﺪﻋﻚ. ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﻨﻔﺴﻲ. ﻳﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﻧﺎﺑﺾ
ﺧﻄﻔﻪ ﻧﺼﻴﺒﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮﺍﺕ. ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻌﺪﻯ ﺣﺪﻭﺩ ﻗﻠﺒﻚ ﺃﻭ ﺃﻫﺎﺟﻢ ﻣﺸﺎﻋﺮﻙ.ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻭﺍﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻀﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻙ ﻣﺘﻌﺎﻟﻴﺔ ﻣﺘﻮﺳﻄﺔ
ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻣﻌﺘﺰﺓ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻟﻤﺎ ﻟﻌﺎﺋﻠﺘﻚ ﻣﻦ ﺻﻴﺖ ﻭﻏﻨﻰ. ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﺴﻬﻞ ﻣﻬﻤﺘﻲ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺃﺟﻌﻠﻚ
ﺗﺮﻓﻀﻴﻨﻨﻲ . ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﺧﺎﻃﺊ. ﻓﺄﻧﺖ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ . ﻫﺬﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻲ
ﺍﻷﻭﻝ.
ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ ﻗﺪ ﺑﺪﺕ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻬﻬﺎ. ﻣﺮﺕ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺍﺻﻼ ﺣﺪﻳﺜﻪ:
ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ. ﺃﻧﺎ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ ﺷﺊ ﻭﺍﺣﺪﺍ. ﻗﻮﻟﻲ ﺃﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﻌﺠﺒﻲ ﺑﻲ. ﻓﻲ ﻛﻞ ﻋﻴﻮﺏ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻊ ﻓﺘﺎﺓ ﻣﺤﺘﺮﻣﺔ ﻣﺆﺩﺑﺔ ﻣﺜﻠﻚ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﻲ. ﻗﻮﻟﻲ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻚ. ﻟﻜﻦ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺮﺍﻓﻀﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻟﺘﻈﻞ ﻟﻚ ﻛﺮﺍﻣﺘﻚ ﻭﺳﻂ ﺃﺳﺮﺗﻚ ﻭﺍﻋﺘﺰﺍﺯﻙ
ﺑﻨﻔﺴﻚ.
ﺩﺧﻠﺖ ﺣﻴﻦ ﺫﺍﻙ ﺃﻡ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻟﺘﻘﻄﻊ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺗﺪﻋﻮﻫﻤﺎ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ .
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻔﺮﺓ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﻄﻌﺎﻡ . ﻫﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻫﻮ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ
ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﺮﻓﺾ ﺍﻵﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ﺿﻤﻴﺮﻩ ﻭﺗﻬﺪﺃ ﺛﻮﺭﺓ ﻗﻠﺒﻪ.
ﻻﺣﻆ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻻ ﻳﺄﻛﻼﻥ. ﻓﻈﻨﻮﺍ ﺃﻥ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺍﻟﺨﻠﻮﺓ ﻗﺪ ﺃﺗﺖ ﺑﺜﻤﺎﺭﻫﺎ ﻭﺍﻧﺸﻐﻞ ﻛﻞ
ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺑﺎﻷﺧﺮ.
ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺃﻣﻠﻪ ﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﺄﺫﻧﻮﺍ ﺑﺎﻟﺨﺮﻭﺝ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺒﺪﻭﺍ ﻣﻨﻬﺎ ﺃﻳﺔ ﺑﺎﺩﺭﺓ . ﺗﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻠﻒ
ﻓﻔﻬﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻳﺮﻳﺪ ﺣﺪﻳﺜﻬﺎ. ﺃﻓﺴﺤﻮﺍ ﻟﻬﻤﺎ. ﺳﻠﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ
ﻳﺴﺮﻕ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺮﻓﺾ. ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪﻻ ﻣﻨﻪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺤﻴﺮﺓ ﻣﺘﻐﻠﺒﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻴﻠﺘﻪ ﻃﻮﻳﻠﺔ. ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺤﺪﺙ. ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺮ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﻭﺗﺄﺧﺬ ﺑﺎﻷﻟﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺟﺎﺀﺕ ﺣﺘﻰ ﺑﺎﺑﻪ ﺗﻄﺮﻕ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻟﻬﻔﺔ .
ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻳﺤﻤﻞ ﻫﻤﻮﻣﺎ ﺗﻨﻮﺀ ﺑﻔﻜﺮﻩ ﻭﺗﺜﻘﻞ ﻛﺎﻫﻠﻪ. ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﺧﻴﺮ
ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ. ﺑﻘﻴﺖ ﻋﺪﺓ ﺷﻬﻮﺭ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﺮﻕ ﺷﻮﻗﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻟﻴﻜﻮﻥ
ﺟﺪﻳﺮﺍ ﺑﻔﺘﺎﺗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﻟﺪﺭﺍﺳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ.
ﻣﺮﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺃﻭ ﻳﻌﻲ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻓﻴﻬﺎ. ﺧﺮﺝ ﻟﻴﻔﺎﺟﺄ
ﺑﻔﺘﺎﺓ ﺍﻷﻣﺲ ﻭﻗﺪ ﺍﻟﺘﻒ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﺪﻓﻌﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺒﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ. ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺕ ﻣﺮﺗﺒﻜﺔ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻫﻮ ﻭﺍﻗﻊ ﺗﺤﺖ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺄﺓ. ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻯ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﺗﺨﺘﺮﻕ ﺍﻟﺼﻤﺖ
ﻭﺗﺪﻋﻮﻩ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ. ﻓﺴﺎﺭ ﻣﻌﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ:
ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻧﻲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﺃﺓ ! ﻟﺘﻮﻧﺎ ﻣﺘﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﻭﺍﻓﺘﺮﻗﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﻧﻠﺘﻘﻲ.
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﺭﺍﻙ ﺃﻣﺎﻣﻲ. ﻭﺃﺭﺟﻮﻙ ﻻ ﺗﻔﻬﻤﻴﻨﻲ ﺧﻄﺄ. ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻧﺘﻘﺪﻙ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻋﺒﺮ ﻋﻤﺎ ﻳﺪﻭﺭ
ﺑﺨﻠﺪﻱ. ﺛﻢ ﺍﺑﺘﺴﻢ ﻗﺎﺋﻼ:
ﻟﻜﻦ ﻻ ﺃﺧﻔﻴﻚ . ﺃﻧﺎ ﻣﺮﻭﺭ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ.
ﺃﻧﻔﺮﺟﺖ ﺃﺳﺎﺭﻳﺮﻫﺎ ﻭﺗﺨﻠﺼﺖ ﻣﻦ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻜﻢ ﻓﻲ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ ﺣﻴﻨﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻧﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻘﻴﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻔﺮﺿﻬﺎ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻣﻌﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺗﺤﺖ ﺃﻋﻴﻦ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
ﺳﺎﺭ ﺣﺪﻳﺜﻬﻤﺎ ﺗﻌﺎﺭﻓﺎ ﻭﻫﺪﻣﺎ ﻟﻠﺤﻮﺍﺟﺰﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺧﻠﻒ ﺍﻷﺧﺮ. ﻛﺎﻥ ﺟﻠﻴﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﻘﺮﺏ
ﺇﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺸﺊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺠﺐ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻈﻦ ﺃﻥ ﻣﺠﺮﺩ ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺃﻥ
ﻗﻠﺒﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻠﻜﻪ ﺳﻴﺠﻌﻬﺎ ﻛﻔﺘﺎﻩ ﺗﺤﺪﺩ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺪ ﺃﻋﻄﺎﻫﺎ
ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ . ﻟﻜﻦ ﺭﺑﻤﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺮﺡ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺘﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺃﺭﺍﺩﺕ
ﺃﻻ ﺗﻀﻴﻊ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ. ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺮﺣﺔ ﺃﻋﻤﻖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺒﻬﺎ. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺭﺗﺒﻂ ﺑﻬﺎ
ﻣﻨﺬ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎ. ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻳﺌﺪ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﻣﻬﺪﻫﺎ.
ﻭﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻟﻠﻬﻔﺔ ﻭﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ. ﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﺎﺭﺑﺎ ﻗﻠﻴﻼ
ﺑﻌﺪ ﺩﺧﻮﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭﺇﻥ ﺃﺧﺘﻠﻔﺖ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻔﺴﺤﺎﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻟﻴﻜﻮﻥ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺍﻷﻭﺣﺪ ﺑﺎﺳﻢ ﺣﺒﻬﻤﺎ. ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻠﻒ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀ ﺃﺑﻌﺎﺩ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﺧﻮﻓﻬﺎ ﻣﻦ
ﺃﺳﺮﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺎﺑﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺣﻴﻦ ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺧﺸﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺇﻥ ﺭﺁﻫﻤﺎ ﺃﺣﺪ
ﻣﻌﺎ.
ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻦ ﺗﺴﻴﺮ ﻣﻌﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺻﻤﺘﺖ ﺇﺣﺘﺮﺍﻣﺎ ﻟﺴﺮﺣﺘﻪ . ﻻﺣﻆ ﻫﻮ ﺫﻟﻚ ﻭﺷﻌﺮ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻤﻊ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﻭﻳﻨﺠﺬﺏ ﺇﻟﻰ ﺭﻗﺘﻬﺎ ﻭﻫﺪﻭﺋﻬﺎ ﺭﻏﻤﺎ ﻋﻦ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺪ. ﻧﻈﺮ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻳﺴﺘﺤﺜﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ. ﻓﺎﺳﺘﺄﺫﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﻠﺤﺎﻕ ﺑﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ.
ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﺫﻫﺐ ﻫﻮ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻴﺘﻬﺎ ﻣﺘﺤﺪﻳﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﻌﻠﻬﺎ ﺛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻪ
ﻓﺎﻧﻘﺴﻤﺖ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﻭﻋﻮﺍﻃﻔﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻣﻦ ﻳﺤﻤﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ ﺗﻬﻞ
ﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻌﺬﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻪ ﻳﺴﻬﺮ ﻟﻴﻠﻪ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ.
ﺇﻟﺘﻘﺘﻪ ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺕ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻤﺎﺗﻬﺎ ﻻﺣﻈﺘﻬﺎ ﺯﻣﻴﻼﺗﻬﺎ ﻓﺤﺴﺪﻧﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺪﻋﻬﻦ ﻓﻲ
ﺇﺗﺠﺎﻫﻪ . ﺳﺎﺭﺍ ﻣﻌﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺲ ﺭﻋﺸﺔ ﻓﻲ ﺟﺴﺪﻩ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻭﺗﺒﻴﻦ
ﻟﻮﻧﻬﻤﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ .
ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ ﺁﺧﺮ ﺯﺍﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﺎﺑﻘﻪ ﺩﻋﺘﻪ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻌﺸﺎﺀ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﻠﺐ
ﻭﺍﻟﺪﺗﻬﺎ. ﺃﺟﺎﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻃﻠﺒﻬﺎ.
ﻣﺮﺕ ﻟﻴﻠﺘﺎﻩ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻧﺎﺻﺮﻳﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﻓﻜﺮﻩ ﻧﺎﺣﻴﺔ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ. ﺣﺘﻰ ﺷﻌﺮ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﺣﻠﻴﻒ ﺍﻟﻘﻠﺐ . ﺗﺬﻛﺮ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺗﺨﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺳﻼﺣﺎ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻭﺣﺎﺳﻤﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺑﻪ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻗﺮﺍﺭﺍ ﺑﺎﻹﺧﻼﺹ ﻟﻠﻌﻬﺪ ﻭﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﺴﻢ
ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﺨﻄﺒﺔ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ.
ﺫﻫﺐ ﻓﻲ ﺧﻄﻰ ﻣﺘﺜﺎﻗﻠﺔ. ﺩﺧﻞ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﺤﻔﺎﻭﺓ. ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻋﺸﺎﺀﻩ ﻭﻫﻮ
ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺣﻖ ﻟﻪ ﻓﻴﻪ. ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺟﻠﺴﺎ ﻭﺣﻴﺪﻳﻦ . ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻪ. ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﺤﺚ ﻧﻔﺴﻪ
ﻭﻳﺴﺘﺠﻤﻊ ﻗﻮﺍﻩ ﻟﻜﻲ ﻳﺨﺒﺮﻫﺎ ﺑﻘﺮﺍﺭﻩ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﺧﻴﺮﺍ:
ﻻ ﻓﺎﺋﺪﺓ. ﻟﻘﺪ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﺣﺎﺭﺏ ﻣﺸﺎﻋﺮﻱ ﻭﺃﺳﻴﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﻮﺍﻃﻔﻲ ﻟﻜﻲ ﺃﻋﻄﻴﻚ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ
ﻟﺘﺘﻤﻜﻨﻲ ﻣﻨﻰ. ﻭﻻ ﺃﻧﻜﺮ ﺃﻧﻚ ﻗﺪ ﺳﺮﻳﺘﻲ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻰ ﺑﺠﻤﺎﻟﻚ ﻭﻫﺪﻭﺋﻚ ﻭﺭﻗﺘﻚ.
ﻓﺎﺟﺄﺗﻬﺎ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﺰﻋﻪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ. ﻧﻈﺮﺕ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺄﻧﻤﺎ
ﺗﺮﺟﻮﻩ. ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻧﻈﺮﺓ ﺍﻹﻧﻜﺴﺎﺭﻩ ﺗﻠﻚ ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ. ﻭﻗﻒ ﻭﺧﻄﺎ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ
ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻲ ﺇﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺒﺎﺏ. ﻟﻜﻦ ... ﺃﻭﻗﻔﺘﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻬﻤﺴﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻘﻠﺘﻬﺎ ﻟﻪ ﻧﺴﻤﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ
ﻗﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﻌﺸﺎﻕ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﻟﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺄﺫﻥ. ﻭﺗﺼﻌﺪ
ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ . ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﺪ ﺗﻨﻄﻘﻬﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﻤﺔ ﺗﻠﻘﻔﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻬﺎ
ﻭﺃﺳﺮﻋﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺃﺫﻧﻴﻪ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒﻪ ﺗﺪﻕ ﺑﻬﻤﺎ ﺟﺪﺭﺍﻧﻪ ﻭﺗﻬﺪ ﺣﺼﻮﻧﻪ ﺍﻟﻤﻨﻴﻌﺔ:
‏( ﻟﻘﺪ ﺍﺣﺒﺒﺘﻚ ‏).
ﺷﻌﺮ ﺑﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﻨﻬﺎﺭ ﻭﺗﺘﻐﻴﺮ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﻪ ﻟﻴﻐﻠﺐ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﺑﻌﺪ
ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻄﺎﻋﺖ ﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺠﻤﻊ ﺃﻧﺼﺎﺭﺍ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺩﺍﺧﻠﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﺪﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻭﺇﻥ ﺃﻧﻬﺪﺕ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺣﺼﻮﻧﻪ.
ﺇﻟﺘﻔﺖ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ . ﻣﺪﺕ ﻳﺪﻫﺎ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻋﻠﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺍﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺃﻣﻞ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﺇﻟﻴﻚ. ﻻ ﺗﺘﺮﻛﻨﻲ .
ﺇﻧﻬﺎﺭﺕ ﺃﺧﺮ ﺍﻟﺪﻓﺎﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻪ. ﺷﻌﺮ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺎﺟﻤﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﻧﻔﻌﺎﻻﺕ.
ﻣﺪ ﻳﺪﻩ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺮﺩﺩ ﺣﺘﻰ ﺃﺳﻨﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻳﺪﻳﻬﺎ.... ﺛﻢ ﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ. ﻭﺍﺑﺘﺴﻢ.
ﺇﻳﻬﺎﺏ ﺑﺪﻳﻮﻱ