ﻗﺼﺔ ﻗﺼﻴﺮﺓ..بقلم الكاتب المغربي مصطفي بلقائد_ مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍِﺷْﺘﻬﺮﺕُ ﺑﻴﻦ ﺯُﻣﻼﺋﻲ ﺍﻷﺳﺎﺗﺬﺓ ﺑﻠﻘﺐ": ﻓﻴﺘﺎﻏﻮﺭﺱ ﺍﻷﺻﻐﺮ" ؛ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻛﺎﻥ ﻟﻘﺒﺎً
ﻟﻠﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻤﺪﺡ ﻭﻟﻮ ﺃﻧَّﻨﻲ ﻭﺿﻌﺖُ ﻣُﻌﺎﺩﻟﺔً ﺭﻳﺎﺿﻴﺔ ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻘﻨﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﺣﺪ.
ﻓﺎﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﻫﻲ:
‏( ﺃ 1+‏) +‏( ﺃ ـ =(1 ﺃ ﻣﻀﺮﻭﺏ ﻓﻲ .2
ﻓﻤﺜﻼ:‏( 1+8 ‏) +‏( 8 ـ 16=(1 ﻳﻌﻨﻲ 8 ﻣﻀﺮﻭﺑﺔ ﻓﻲ .16=2
ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ ﻳﺴﺨﺮﻭﻥ ﻣﻨﻲ ﻭﻳﺮﺩﺩﻭﻥ ﻋﻨﻮﺍﻥ ﻗﻄﻌﺔ ﻗﺮﺍﺋﻴﺔ:‏( ﺍﻟﺜﺮﺛﺎﺭ ﻭﻣﺤﺐ
ﺍﻹﺧﺘﺼﺎﺭ ‏) ،ﻭﻳﻌﻨﻮﻥ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻧﻨﻲ ﻋﻘَّﺪﺕُ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺭﻳﺎﺿﻴﺎً ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻛﺘﻔﻲ ﺏ
8+8 ﻣﺜﻼ.
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺃﻧِّﻲ ﻗﻤﺖُ ﺑﻤُﺤﺎﻭﻟﺔ.
ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺴﺨﺮﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﺑﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻌﺪَّﺍﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺗﻲ
ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ. ﻓﻘﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﻌﻲ ﺃﻧﻬﻢ ُﻳﻠﻘِّﺒﻮﻧﻨﻲ ﺏِ :‏(ﻓﻴﺘﺎﻏﻮﺭﺱ ﺍﻟﺪَّﻓَّﺔ‏) ؛ﻭﻫﺬﺍ ﻷﻥ
ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜَّﻢُ ﻓﻲ. ﻭﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺳﺘﺎﺫﺓ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻤﻞُ
ﺑﻬﺎ. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻌﺮﻭﻑٌ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺨﺎﻃﺒﻨﻲ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﺇﻻ ﺑِﻐِﻠﻈﺔ ﻭﺻﻔﺎﻗﺔ. ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ
ﺣﻴﻦ ﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ،ﻓﺨﻄﺎﺑﻬﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺩﻭﺩﺍ ﻭﺭﻗﻴﻘﺎ.
ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻛﺘﺮﺙ ﻟﺴﺨﺮﻳﺘﻬﻢ ﻷﻥ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺗﻢَّ ﻧُﻘﺼﺎﻥ،ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ. ﻓﻜﻞ ﺷﺨﺺ ﻟﻪ ﻋﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻞ. ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﻤﻨﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ .
ﻭﻣﺮَّﺕْ ﺳﻨﺘﺎﻥ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻨﻬﻤﻚ ﻓﻲ ﺇﺧﺮﺍﺝ ﻛﺘﺎﺏٍ ﻟﻠﻨﻮﺭ ﻋﻦ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ . ﻭﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻬﻴﺖُ
ﻣﻦ ﻧﻈﺮﻳﺘﻲ،ﺳﺎﻓﺮﺕ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﻊ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ
ﺍﻟﺤﺴﺒﺎﻥ. ﻓﻘﺪ ﺍﻟﺘﻘﻴﺖ ﺑﺈﺣﺪﻯ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻤﺘﺒﺤِّﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﻭﺩﻋﺘﻨﻲ ﺇﻟﻰ
ﻣﻨﺰﻟﻬﺎ. ﻭﺗﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﺍﻧﺠﺬﺍﺏ ﺑﺎﻃﻨﻲ ﻛﺄﻥ ﺟﻴﻨﺎﺗﻨﺎ ﺧُﻠِﻘﺖ ﻟﻸﻣﺮ ﻧﻔﺴﻪ . ﻭﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺒﻴَّﻦَ ﻟﻲ
ﺃﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﺍﻟﻲ ﺗﻮﺻَّﻠْﺖُ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﺔ.
ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺿﻔﺖَ،ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﻘﺺ ﻟﻴﺤﺼﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﻗﻠﺒﻴﻦ ﻣﺘﺤﺎﺑﻴﻦ. ﻓﻠﻜﻲ ﺃﺗﺰﻭﺝ
ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓﻌﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻲ. ﻭﻫﻨﺎ ﺗﻜﻤﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ،ﻷﻧﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﺨﻠﺺ
ﻣﻦ ﺟﺴﻢ ﻓﻠﻦ ﺗﻔﻴﺪ ﺃﻱُّ ﻣﻌﺎﺩﻟﺔ ﺭﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻴﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻻﺕ
ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ.
ﻓﻌﺪﺕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺿﻌﺖُ ﻛﺘﺎﺑﻲ ﻓﻲ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻃﻦ،ﻭﺳﺒﺤﺖُ ﻓﻲ
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﺑﺎﻟﻄﺐ. ﻭﺑﻌﺪ ﻭﻗﺖ ﻳﺴﻴﺮ ﺗﺒﻴَّﻦَ ﻟﻲ
ﺃﻥ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻟﺰﺭﻧﻴﺦ ﺍﻟﺴﺎﻣﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﻠﺘﺨﻠُّﺺ ﻣﻦ ﺯﻭﺟﺘﻲ،ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﺃﻥ
ﺃﻋﻄﻴﻬﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻛﻤﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍ. ﻭﺑﻌﺪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎ ﺳﻮﻑ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﺧﺘﻨﺎﻕ
ﺻﺪﺭﻱ ﻳُﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ.
.....................................................................................................
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ،ﻣُﻌﺘﻘﻞٌ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺼﺢٍّ ﻋﻘﻠﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻭﺿﻌﺖ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﺿﺪﻱ ﺷﻜﺎﻳﺔ ﻣﻔﺎﺩُﻫﺎ
ﺃﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖُ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﺃﻥ ﺃﻗﺘﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺛَّﺮَﺕْ ﻋﻠﻲَّ ﻧﻈﺮﻳﺎﺗﻲ
ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ ﻭﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﺂ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻠﺠﺴﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ
ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻭﺡ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ،ﻟﻘﺪ ﺗﺨﻠَّﺼﺖ ﻣﻨﻲ ﻷﻧﻬﺎ ﻭﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺳﻔﺮﻱ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺷﺎﺏ ﻟﻴﺲ
ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ﺇﻻ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﻥ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ