ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ .. ﻓﻲ ﺣﻨﺠﺮﺓِ ﺍﻟﻮﻗﺖ...بقلم الكاتبة السورية فوزية أوزدمير _ مجلة نجوم الأدب رالشعر

ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ .. ﻓﻲ ﺣﻨﺠﺮﺓِ ﺍﻟﻮﻗﺖ
*
*
ﻣﺨﻄﻮﻃﺔ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﻛﺬﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻗﻠﻴﻞ ﻣﺘﺎﻋُﻬﺎ ، ﺗﺴﺘﺤﻴﻞ ﻟﻄﻮﻝِ ﺍﻟﺒﻌﺎﺩ ، ﻧﺠﺪ ﺍﻟﺤﻠﻲ ، ﺍﻷﺣﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ
ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ ﻭﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺍﻷﺭﺩﻳﺔ ﺑﻘﻠﻢ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﺨﻴﻮﻃﻬﺎ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴﺔ ﻳﻜﺘﺐ
ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﺍﻷﺯﻫﺎﺭ ﺑﺨﻄﻰ ﺍﻟﺮﺑﺎﺏ ﻭﻛﻌﺒﻬﺎ ﺍﻟﻮﺭﺩﻱ ﺟَﻮّﺍﺏ ﺁﻓﺎﻕ ، ﺗﻌﺰﻓﻬﺎ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻌﺎﻧﻲ
ﻗﻴﺜﺎﺭﺓ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺤﻦ ﻣﺰﻣﺎﺭ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻣﻜﺘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﺣﻢ ﺍﻟﻨﺮﺟﺴﻴﺔ !
ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ، ﺛﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺧﻮﻑٍ ﻭﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺔ ﺯﺭﻋﺖ ﺇﻳﻘﺎﻉ ﻛﺂﺑﺘﻬﺎ ﻋﻄﺶ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻋﻠﻰ
ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺼﻘﻴﻊ ، ﺩﻑﺀ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﺰﺍﻣﻴﺮ ﻗﻴﺎﻣﺘﻬﺎ ، ﻣﻦ ﺣﻨﺠﺮﺓ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺗﺮﺗﻌﺪ ﻗﻄﺮﺓ ﻧﺪﻯ ﺍﻟﻤﺤﺸﻮﺓ
ﺑﺎﻟﻴﺄﺱ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺘﻴﻦ ﺷﻘﻘﻬﻤﺎ ﺍﻟﻌﻄﺶ
ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ ﻓﻲ ﺣﻨﺠﺮﺗﻲ ﻫﺘﻒ ﺍﻟﺼﺒﺢ ، ﺣﻨﻴﻨﻲ ﻭﻟﻬﺐ ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ، ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺤﺘﺮﻕ ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻗﺪﺍﺭ
ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ ، ﺇﻧﻬﻢ ﻇﻼﻝ ﻣﺮﻳﻌﺔ ،ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻭﺟﻮﻩ ﺃﻭ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﻛﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﺸﺎ ﻭﺟﻮﻩ ﺑﻴﻀﺎﺀ ﻭﻣﻠﺴﺎﺀ ﻻ
ﻣﻌﺎﻟﻢ ﻓﻴﻬﺎ ..
ﻫﻞ ﺃﻧﺎ ﺛﻤﻞ ؟
ﺗﺘﻨﺎﻭﻟﻨﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺍﺗﻮﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻇﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻃﻴﻒ ﺍﻟﺘﻮﺣﺪ ﺃﻭ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮﺍﻟﻤﺘﻔﺸﻴّﺔ ﻓﻲ ﺣﻀﻮﺭﻙ ﻏﺎﺏ ﻇﻠّﻲ ﺃﺷﺘﻬﻲ ﻓﻴﻚَ ﺗﻮﺣﺪﺍً !
ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻨﻘﺼﻨﻲ ﺍﻟﺤﺪﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﻔﺮﻭﻏﺎً ، ﺗﻨﺘﺎﺑﻨﻲ ﻧﻮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺤﻚ ﻭﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺤﺮﻛﺎﺕ ﻣﻘﻴﺪﺓ ﻭﻣﺘﻜﺮّﺭﺓ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ ، ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻼﺯﻣﺔ " ﺃﺳﺒﺮﺟﺮ " ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ؟
ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﻣﺠﺮﺍﺕ ﺳﺪﻳﻤﻴّﺔ ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻘﺎﻉ ﺍﻟﺴﺪﻳﻤﻴّﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻳﺒﺪﻉ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻧﺠﻮﻣﻪ ، ﺇﺷﺎﺭﺓ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ ﻛﻬﻮﻑ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻣﻠﺤﻤﻴّﺔ ، ﺍﻷﺳﻄﻮﺭﺓ ﻟﻠﺠﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ،
ﺻﺤﺮﺍﺀ ﺭﺗﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺠﺮﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺣﺪّ ﻣﻔﺰﻉ ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺴﻠِﺐُ ﺳّﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻴﻬﺎ !
ﻳﺎ ﺍﺍﺍﺍﺍﺍﻩ ﺇﻧﻲ ﺍﺷﺘﻘﺖُ ﻟﺮﻭﺡ ﻟﻦ ﺗﻌﻮﺩ ﺃﺑﺪﺍً ؟
ﺍﻟﻴﺎﺋﺲ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺶ ﺍﻷﺣﻼﻡ ، ﻭﺃﻧﺎ ﻫﺮﺑﺖُ ﺑﺨﻴﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ !
ﻗﺮﺭﺕُ ﺃﻥ ﻻ ﺃﺑﻴﻊ ﻟﻜﻢ ﺷﻴﺌﺎً ، ﻭﺃﻥ ﻻ ﺃﺷﺘﺮﻱ ﻣﻨﻜﻢ ﺷﻴﺌﺎً !
ﻣﻨﺬ ﻋﺪﺓ ﻋﻘﻮﺩ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺃﻟﻘﻴﺖُ ﻧِﺮﺩ ﺍﻟﻮﻗﺖ .. ﺃﻋﺘﺬﺍﺭ ﺍﻟﻔﺎﻏﻤﺔ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻟﻴﺲ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻭﻻ ﺗﻌﻨﻲ
ﺍﻹﺣﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ، ﻟﻜﻦ ﺭﺃﻳﺖُ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺘّﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺎﻉ ، ﺣﻴﺚُ ﺃﺑﺪﻭ ﻋﺎﺭﻳﺎً ﺑﻜﻞ ﻃﺒﻴﻌﺘﻲ
ﻭﺃﺣﻮﺍﻟﻲ ﻻ ﺯﻳﻒ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺤﻲ ﺃﻧﺎ ﻇﺎﻣﺊ ﻟﻮﺟﻮﺩٍ ﻣﻘﺪﺱ !
ﻋﻴﻨﺎﻱّ ﻣﺠﻤَﺮَﺗﺎﻥ ، ﺃﺟﻦَّ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺇﺫﺍ ﻳﻐﺸﻰ ، ﻭﺭﺃﺳﻲ ﻣﻐﻤﻮﺳﺔٌ ﻭﺍﻟﺼﺒﺢ ﺇﺫﺍ ﺃﺳﻔﺮ ، ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ، ﻧﻌﻢ ،
ﻣﺠﻨﻮﻧﺔ ، ﺍﻟﻤﻌﺬﺭﺓ ﺭﺟﺎﺀً
ﺃﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻨﺤﻬﺎ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﺣﺘﻮﺍﺀ ﻳﻘﻴﻨﻲ ّ ؟
ﺧﻠﻒ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻨﺨﻠﺔ ﺃﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺭﻃﺒﺎً ﺟﻨﻴﺎ ، ﻳﺪﻓﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻓﻲ ﻧﺎﻓﻮﺭﺍﺕٍ ﻣﻦ ﺩﻡ !
ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺘﻰ ﺃﺿﻌﺖُ ﻧﻔﺴﻲ ؟
ﻗﺮﺃﺕُ ﺭُﻣُﻮﺷﻪ ، ﻭﻓﺴﺮﺕُ ﻧَﺒﻀَﺔ ﺟﻔﻨﻴﻪ ، ﻭﺇﻧﻲ ﻟﺴﺖُ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﺍﻡ !
ﻃﻠﻊ ﺍﻟﺼﺒﺢ ﻋﻠﻲّ ، ﺃﺟﻤﻊُ ﺭﻣﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔٍ ﺻﻔﺮﺍﺀ ، ﻳﻨﺘﻈﺮﻧﻲ ﻗﻄﺎﺭ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﻋﻠﻰ
ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺤﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﻌﻄﺮ ، ﺃﻥّ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺗﻨﺎﻡ ﺑﻴﻦ ﺟﻔﻮﻧﻲ ﻭﺍﻷﺣﻼﻡ ﺍﻟﺠﺎﻓﺔ ﺗﺒﻠّﻠﺖ ،ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺍﻹﺻﺮﺍﺭ
ﺍﻟﻤﻮﺕ ، ﻭﺣَﻤَﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ، ﻳﺎ ﺇﻟﻪ ﺍﻟﻄﻬﺮ ، ﺷﻜﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ ؟
ﻟﻴﺘﻨﻲ ﺑﻘﻴﺖُ ﻓﻲ ﻋﺘﻤﺘﻲ .. ﺃﻧﺎ .. ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻧﺎﻡ
ﻳﺪ ﻣﻮﺳﻰ ﺗﻐﻄﻲ ﺍﻷﻏﺼﺎﻥ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﺽ ، ﻭﻧﺴﻤﺔ ﻋﻴﺴﻰ ﺗﺤﻴّﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﻴﺘﺔ ، ﻭﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ
.. ﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﺹ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻲ ، ﺫﻳﻠﻪ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺘﺤﺮﻙ !
ﺃﺻﺒﺤﺖُ ﻭﺣﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ،ﺃﻧﺎ ﻭﺃﻧﺎ .. ﺃﺭﺽ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻻ ﺗُﻨﺒﺖ ﻳﻨﺒﻮﻋﺎﻥ ﻭﻻ ﺗﺘﻔﺠّﺮ ، ﻭﻻ ﺗُﻤﻄﺮ
ﻓﺘﺮﻭﻳﻨﻲ ، ﻣﺮّﺭﺕ ﺑﻲ ﻛﻐﻴﻤﺔ ﺻﻴﻒ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻭﺣﻤﺪﺕُ ﺍﻟﻠﻪ
ﺃﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﺮﺁﺗﻲ ﻭﺃﻧﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ، ﻭﺗﻐﻠﺒﻨﻲ ﺻﺤﻮﺗﻲ ، ﺗﻘﺎﺳﻤﻨﻲ ﻣﻨﺎﻣﻲ ﻭﻳﻘﻈﺘﻲ ، ﻭﻛﻞّ ﻣﺎ ﻋﺪﺍﻩ
ﻭﻗﺘﺎً ﺳﺤﻴﻘﺎً ﻓﻲ ﺳﺒﺎﺕٍ ﺑﺎﺭﺩ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺁﺧﺮ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺑﻮﺕ ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻋﻮﺩ
ﺇﻟﻰ ﻣﺨﺪﺗﻲ ﻭﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ، ﻭﺃﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻘﻬﺎﺭ ، ﻓﺈﻥ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺑﻘﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺋﻢ ؟
ﺟﻨﻮﻧﻲ ، ﺩﻉ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻳﺘﻘﺒﻠﻮﻩ ﻣﻨﻲ ﻭﻛﻞّ ﻣﺎ ﻳﺤﺘﻮﻳﻪ ﺃﻧﺎ ، ﻓﻤﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ !
ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ ، ﻟِﻢ ﻛﻞّ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻈﻼﻡ ؟
ﻟِﻢ ﻛﻞّ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻮﺵ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ؟
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺗﻤﻌﻨﺖُ ﻓﻲ ﻣﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ، ﻳﺎ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﺠﻮﻓﺎﺀ ﻟﺰﺍﻭﻳﺔ ﺍﻻﻧﻌﻜﺎﺱ ،
ﺳﻄﺤﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻣﺼﻘﻮﻝ ، ﻭﺟﺪﺕُ ﻭﺟﻬﻲ ﺷﺎﺣﺒﺎً ﻭﻗﺪ ﺍﻧﻄﻔﺄ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ، ، ﺻﻮﺭﺓ ﺟﺴﺪﻳّﺔ
ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﻳﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻭﺳﻄﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺟﺔ ﻟﻀﻮﺀٍ ﺳﺎﻗﻂٍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ
، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻨﺘﻲّ ﻣﻨﺎﺭﺍً ﻳﻀﻲﺀ ﻋﺘﻤﺔ ﺣﻴﺎﺗﻲ ، ﻭﻳﺮﺳﻢ ﻣﺪﺧﻼً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﻐﻠﻖ
ﺁﺧﺮ !
ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﺧﻴﻠﺔ ﺟﺰﺀﺍً ﻣﻦ ﺳﻄﺢ ﻣﺮﺁﺓ ﻋﺎﺋﻤﺔ ، ﻣﺤﺪﺑﺔ ، ﺧﺮﻗﺎﺀ ، ﻣﺘﻨﺤﻴﺔ ، ﻣﻨﺠﺬﺑﺔ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻨﻮﺭ ﺃﺷﺒﻪ
ﺑﻔﺮﺍﺷﺔٍ ﻓﻲ ﻫﻴﺌﺔٍ ﺷﻤﻌﻴﺔٍ ﻣﻦ ﻟﻮﻥِ ﺍﻟﻘﺰﺣﻴﺔ ﺍﻟﺨﻀﺮﺍﺀ ، ﺻﻮﺭﺓ ﺷﺠﺮﺓ ﻓﻲ ﺑﺤﻴﺮﺓ ﻣﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ
ﺍﻟﺸﻔﺎﻑ ، ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻌﻜﻮﺳﺔ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻭﻳﺴﺎﺭﺍً ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﻮﺱ ﻓﻲ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﺳﻤﻬﺎ ﺍﻟﺒﺆﺭﺓ !
ﺛﻤﺔ ﺃﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ .. ﺛﻤﺔ ﺿﺒﺎﺏ ﻛﺜﻴﻒ ﻳﺤﻞُّ ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﻘﻮﺩﺓ ﻛﺈﺯﺍﺭ ﺃﺑﻴﺾ ﻭﻓﺮﺷﺔ ﺻﻼﺓ
ﻭﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﻭﺣﻲ ﺍﻟﺼﺎﻓﻴﺔ
ﺗﺘﻠﻤﺲ ﻳﺪﺍﻱ ﻃﺮﻑ ﺛﻮﺑﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺮﺍﻗﺺ ﻓﻮﻕ ﺯﻫﺮ ﺍﻟﻠﻮﺗﺲ ، ﻣﻊ ﺍﻟﺴﺤﺐ ﺍﻟﻜﺴﻠﻰ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺤﺮ ﻓﻲ
ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﻄﺮ ﺍﻟﻤُﻘﻴّﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮﻋﻢ ﻣﻨﺬ ﺁﺣﺎﺩ ﻃﻮﻳﻠﺔ ، ﻋﻄﺮﻙ ﻳﺠﻌﻞ ﺣﺰﻧﻲ ﻳﺮﺗﻌﺶ ﺗﻨﻬُّﺪﺍﺕ ، ﻳﺬﻭﺏ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ، ﻭﻳﺰﺩﺍﺩ ﻇﻞّ ﺟﺴﺪﻱ ، ﺗﺘﻌﺪّﺩ ﺍﻟﺤﻜﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﻟﻠﺨﻠﻮﺩ ﺍﻷﺑﺪﻱ ﻓﻲ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﻛﺘﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﺍﻟﻤﻜﺴﻲ ﺑﻘﻼﺩﺓ ﺣﺼﻴﻔﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﺨﻤﺎﺳﻲ ﻟﻠﺤﻤﺎﻳﺔ ﻭﺑﻜﺎﺀ
ﺍﻟﻮﺛﻨﻴﺔ ،ﻳﻮﺍﺻﻞ ﺷﺪﻭﻩُ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ، ﻳﺮﺍﻓﻘﻨﻲ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻫﺬﺍ ﻗﻠﺐ ﺷﺎﻙ ، ﺃﺳﺎﻓﺮ ﺗﺎﺭﻛﺎً ﻇﻼً ﻗﺎﺗﻤﺎً ﻓﻲ
ﺑﻴﺘﻲ ﺍﻟﺨﺎﻟﻲ
ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺟﻨﻮﻥ ﻳﺘﻮّﻫﺞ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ، ﺗﻀﻲﺀ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺮﻗﺼﻲ ﻓﻲ ﺁﺧﺮِ ﻳﻮﻡ ﻗﺎﺋﻆ ، ﺳﻴﺮﻙ ﺍﻟﺜﻌﻠﺒﺔ ،
ﺣﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﺴﺎﺣﺮ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ ، ﺍﻟﺤﻠﺰﻭﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻧﻘﻄﺔ ﺍﻹﻧﻄﻼﻕ
ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ، ﺗﺤﺪﺛﻨﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﻤﻞ ﻗﺼﺎﺋﺪﻱ ، ﻭﺃﺭﺗﺸﻒ ﻗﻬﻮﺗﻲ ﺍﻟﺼﻬﺒﺎﺀ ، ﺍﻟﻤﻮﺕ ،ﺧﺎﺩﻣﻚ
ﺍﻟﻤﻄﻴﻊ ﻳﻘﻒ ﻋﻨﺪ ﺑﺎﺑﻲ ، ﻣﺜﻞ ﻫﺪﺏ ﻏﻴﻤﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﻐﻴﺐ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺷَﺴَﻊِ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀﺍﺕ ، ﺛﻤﻞٌ ﺃﻧﺎ ﺑﺂﺧﺮ
ﺍﻟﻘﻄﺮﺍﺕ ﻭﻇﻠّﻲ ﺍﻟﻤﻬﺮﻭﻝ .. ﺍﻟﻤﻬﺰﻭﻝ .. ﺍﻟﻤﺘﺮﻭﻙ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﺃﻗﺪﻣﻪ ﻟﻚ ﻣﻦ ﻫﺒﺎﺕ
ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺎﺕ ؟ .
*
ﻓﺘﺎﺓ ﺍﻟﺠﻴﺸﺎ ﺃﻭ ﻏﻴﻴﺸﺎ : ﻓﻨﺎﻧﺔ ﻳﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﺔ .. ﺗﺘﺤﻠﻰ ﺑﺎﻟﻤﻜﻴﺎﺝ ﺍﻷﺑﻴﺾ ﻛﺼﻔﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ