ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ / ﻟﻠﺸﺎﻋﺮ/ ﺣﺴﺎﻡ ﺳﻮﺍﻋﺪ/ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺑﻘﻠﻢ/ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﺰﻋﻞ/ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺳﺄﺭﺳﻢ ﺍﺳﻤﻲ ﻋﻨﻮﺍﻧﺎً ﻟﻠﺮﻳﺢ
ﺳﺄﻛﺘﺐ ﻭﺟﻌﻲ
ﻋﻞ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺼّﻤﺖ
ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﺣﻤﻞ ﻗﻠﻤﺎً
ﺃﺧﻂ ﺑﻪ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ
ﻭﺁﻻﻡ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ
ﻋﺎﺯﻓﺎً ﻟﺤﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ
ﻭﻧﺸﻴﺪ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ
ﻭﺃﺣﺰﺍﻧﻲ ﺃﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻭﺧﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻄﺮ
ﺳﺄﻛﺘﺐ ﻋﻞ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻟﻮﺣﺎﺕٍ ﻟﻠﻘﻤﺮ
ﻭﻗﺪ ﺩﺍﻋﺒﺖْ ﻣﻊ ﺃﻧﺎﻣﻠﻲ
ﺳﻄﻮﺭ ﻭﺻﻔﺤﺎﺕ ﺇﺣﺰﺍﻥ ‏( ﻓﻴﺴﺒﻮﻛﻴﻪ ‏)
ﻳﺎ ﺃﻧﺖَ
ﻳﺎ ﺃﻧﺖَ
ﻳﺎ ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻟﺤﻠﻢُ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻣﻊ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ
ﻫﻞ ﺳﺘﺬﻛﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ
ﺳﺄﻇﻞُّ ﺃﻋﺸﻖ ﺍﻟﺤﺮﻑ
ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻨﻚ
ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻨﻚ
ﻭﺃﺩﻭﻥ ﺣﺮﻭﻑ ﺗﻤﺮ
ﻛﺄﺳﺮﺍﺏ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ
ﻭﻋﺒﺎﺏ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ
ﺳﺄﻇﻞ ﺍﻛﺘﺐ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ
ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﻩ
ﻣﻤﺰﻭﺝ ﺑﻜﺂﺑﺔ ﺭﻭﺣﻲ
ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﺭﺗﺸﻒ ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ
ﻭﻗﺪ ﻻﻣﺴﺖ ﻳﺪﻱ ﺑﺮﺩ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ
ﻭﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ
ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻧﺜﺮٍ ﺣﺎﻭﻝ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺣﺴﺎﻡ ﺃﻥ ﻳﺴﻄﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﻭﺟﺎﻋﻪ
ﻭﻳﺼﻒ ﺑﻌﺾ ﻣﺸﺎﻋﺮﻩ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻧﺜﺮﻳﺔ ﺟﻤﻌﺘﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻛﻮﺣﺪﺓ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ
ﻟﻬﺎ ﻫﺪﻑ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﻭﺩﻻﻻﺕ ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ . ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺨﻮﺽ ﻋﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﻧﻘﻒ
ﻗﻠﻴﻼً ﻋﻨﺪ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺜﺮ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺢ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻋﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺫﺍﺋﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻊ ﺍﺣﺘﻔﺎﻅ
ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﻭﺽ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺤﺮ ﺑﻤﺤﺒﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺳﻴﺘﻬﺎ ﻭﻟﻜﻨﻨﻲ ﺃﻗﻮﻝ : ﺇﻥ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﺍﻟﻨﺜﺮ
ﻫﻲ ﻓﺘﺢ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﻓﻴﺔ ﺃﻭ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻔﻌﻴﻠﺔ ،ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺼﺒّﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻻﻻﺕ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺧﺮ ﺑﻬﺎ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺼﺎﺋﺪ،ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻼﻣﺘﻬﺎ
ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﺍﻋﺘﻤﺎﺩﻫﺎ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻟﻔﻨﻴّﺔ ﻓﻲ ﻋﺮﺽ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺍﻟﺸﻌﺮﻳﺔ ﻛﻨﺘﺎﺝ ﺑﺸﺮﻱ ﻳﻀﻊ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻭﻻ ﻭﻟﻜﻦ
ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻠﻔﻆ .
ﻗﺼﻴﺪﺓ ‏( ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ ‏) ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻘﺴﻤﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺄﻥ ﻧﻘﺘﻄﻊ ﻛﻞّ ﻣﻘﻄﻊ ﻣﻦ
ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻛﻞّ ﻓﻌﻞٍ ﺑﺪﺃ ﺑﺴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺲ ﻟﻮ ﺟﺎﺯ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ .ﻓﺎﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻷﻭﻝ :
ﺳﺄﺭﺳﻢ ﺍﺳﻤﻲ ﻋﻨﻮﺍﻧﺎً ﻟﻠﺮﻳﺢ
ﻫﻨﺎ ﻭﻛﺄﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻗﺪ ﻟﻮّﺡ ﺑﻜﻠﺘﺎ ﻳﺪﻳﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺑﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺣﺎﺿﺮﺍً ﺑﻞ ﻳﺄﺑﻰ ﺇﻻ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺟﻌﺎً ﻣﺘﺠﺴﺪﺍً ﺑﻜﻠﻤﺎﺕٍ ﺃﻛﺜﺮ ﺣﺰﻧﺎً .
ﻭﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺨﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒّﺮ ﻋﻦ ﺁﻻﻣﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺳﺄﺭﺳﻢُ ﺍﺳﻤﻲ
ﻋﻨﻮﺍﻧﺎً ﻟﻠﺮﻳﺢ ،ﻓﻬﻨﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻹﺯﺍﺣﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺮﺳﻢ
ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً .ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﺑﺒﺪﻟﻴﺔٍ ﻣﻮﺟﻌﺔ ﺗﺠﻌﻞ ﺍﻻﺳﻢ ﻳﺤﻞّ ﻣﺤﻞّ ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻭﻣﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻦ ﺗﺮﺍﻛﻤﺎﺕ
ﻣﻌﻨﻮﻳﺔ ﻭﺳﺎﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﺿﻬﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺎﺓ ﻋﺒﺮ
ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﻝ ﻫﺬﻩ .
ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﺳﺄﻛﺘﺐ ﻭﺟﻌﻲ
ﻋﻞ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺼّﻤﺖ
ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﺣﻤﻞ ﻗﻠﻤﺎً
ﺃﺧﻂ ﺑﻪ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ
ﻭﺁﻻﻡ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ
ﻋﺎﺯﻓﺎً ﻟﺤﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ
ﻭﻧﺸﻴﺪ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ
ﻭﺃﺣﺰﺍﻧﻲ ﺃﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻭﺧﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻄﺮ
ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺬﻫﺐَ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻓﻲ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ
ﻧﻌﺮﻑ ﻣﺪﻯ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ ﻭﺗﺤﻤﻠﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﻻﻡ ....
ﺳﺄﻛﺘﺐ ﻭﺟﻌﻲ ....ﻭﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﻭﻟﻐﺔ ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ...ﻛﺘﺎﺏﺓ ﺍﻟﻮﺟﻊ ﺇﻣﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺒﻮﺡ
ﺑﻪ ﺃﻭ ﻛﺘﻤﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺇﻇﻬﺎﺭﻩ ﻟﻤﺤﺐٍ ﻳﺴﻤﻊ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﺼﻤﺖ ﺧﻴﺮ ﺭﻓﻴﻖ
ﻭﺃﻧﻴﺲ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺻﻨﻌﻪ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﺗﻌﺒﻴﺮﻩ ‏( ﻋﻠﻰ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺼﻤﺖ ‏) ﻓﻌﺮﻓﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺷﻜﻮﻯ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ
ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺪَّ ﻓﻤﻪ ﻇﺎﻫﺮﺍً ﻭﺑﻘﻴﺖ ﻛﺎﻣﻨﺔ ﻓﻲ ﺻﺪﺭﻩ ﻳﺸﻜﻮﻫﺎ ﻟﺨﻠﺠﺎﺕ ﺭﻭﺣﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻘﻠﺒﻪ ﻭﺑﻘﻴﺔ
ﺍﻟﺘﻌﺎﺑﻴﺮ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﺔ . ‏( ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﺣﻤﻞ ﻗﻠﻤﺎً ‏) ﺃﻱّ ﻗﻠﻢٍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺣﺘﻤﺎً ﻫﻮ ﻗﻠﻢ
ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻏﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻛﻞّ ﻛﻴﺎﻧﻪ . ‏( ﺃﺧﻂ ﺑﻪ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ
ﻭﺁﻻﻡ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ
ﻋﺎﺯﻓﺎً ﻟﺤﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ
ﻭﻧﺸﻴﺪ ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ‏) ﻫﻮ ﺑﻮﺡ ﺣﺰﻳﻦ ﻳﺨﻄّﻪ ﻗﻠﻢ ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﻏﻴﺎﻫﺐ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ ﻭﻣﺘﺎﻫﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻀﻴﻊ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﻭﻳﻔﻘﺪ ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻞّ ﺃﻣﻞ ... ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻳﻌﺰﻑ ﻟﺤﻨﺎً ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤّﺎ ﻋﻬﺪﻩ
ﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﺇﻧﻪ ﻟﺤﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻜﻞّ ﺧﻮﻑ ﻭﺑﺮﺩ .ﻭﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ ﻏﻤﺮﺓ ﺃﺣﺰﺍﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ
ﺭﻗﻴﻘﺎً ﻭﻟﻌﻠّﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺒّﺎ ﻳﺨﻔﻲ ﻋﺸﻘﻪ ﺑﻴﻦ ﺣﻨﺎﻳﺎ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ . ﻓﺄﺭﺩﻑ ﻗﺎﺋﻼً ﺑﻌﺪ ﻟﺤﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﻧﺸﻴﺪ
ﺍﻟﻌﺼﺎﻓﻴﺮ ﻭﻫﻮ ﻛﻨﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﻗﺔ ,ﻟﻴﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺰﺍﻧﻪ ﻭﺁﻫﺎﺗﻪ ‏( ﻭﺃﺣﺰﺍﻧﻲ ﺃﻛﺘﺒﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺎﺀ
ﻭﺧﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻄﺮ ‏) ... ﻭﻫﻞ ﻳﺒﻘﻰ ﺷﻲﺀ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺃﻭ ﺧﺮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻄﺮ .
ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :
ﺳﺄﻛﺘﺐ ﻋﻞ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻠﻴﻞ
ﻟﻮﺣﺎﺕٍ ﻟﻠﻘﻤﺮ
ﻭﻗﺪ ﺩﺍﻋﺒﺖْ ﻣﻊ ﺃﻧﺎﻣﻠﻲ
ﺳﻄﻮﺭ ﻭﺻﻔﺤﺎﺕ ﺇﺣﺰﺍﻥ ‏( ﻓﻴﺴﺒﻮﻛﻴﻪ ‏)
ﻳﺎ ﺃﻧﺖِ
ﻳﺎ ﺃﻧﺖِ
ﻳﺎ ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻟﺤﻠﻢُ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻣﻊ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ
ﻫﻞ ﺳﺘﺬﻛﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ
ﻣﺎ ﻫﻲ ﺃﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻫﻞ ﻫﻲ ﻧﺠﻮﻣﻪ ﺍﻟﻤﻀﻴﺌﺔ ﺃﻡ ﻗﻄﻌﻪ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺨﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻟﻮﺣﺎﺕٍ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﺳﻤﺎﻫﺎ ﻟﻮﺣﺎﺕ ﻟﻠﻘﻤﺮ .ﻭﻟﻌﻠّﻪ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺸﻮﻗﻪ ﺑﻠﻔﻆ ﺍﻟﻘﻤﺮ ... ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ
ﺍﻟﺒﻮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺒّﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ﻭﻗﺪ ﺩﺍﻋﺒﺖْ ﻣﻊ ﺃﻧﺎﻣﻠﻲ
ﺳﻄﻮﺭ ﻭﺻﻔﺤﺎﺕ ﺇﺣﺰﺍﻥ ‏( ﻓﻴﺴﺒﻮﻛﻴﻪ ‏)
ﻳﺎ ﺃﻧﺖِ
ﻳﺎ ﺃﻧﺖِ
ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﻨﺪﺍﺀ ﻟﻐﺮﺽ ﺁﺧﺮ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﺑﻜﻞّ ﺃﻭﺟﺎﻋﻪ ﻭﻟﻌﻠﻪُ ﻛﺎﻥ ﺻﺮﻳﺤﺎً ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻫﻲ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺑﺄﺳﻄﻮﺭﺓ ﺍﻟﻌﺸﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ : ﻳﺎ ﺃﻳُّﻬﺎ ﺍﻟﺤﻠﻢُ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻣﻊ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ
ﻫﻞ ﺳﺘﺬﻛﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺎﺿﻴﻨﺎ
ﺛﻢّ ﻳﺼﺮﺡ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺑﺄﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﺿﻴّﺎً ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻣﺘﻤﺴﻚ ﺑﻪ ﻭﺑﻈﻼﻟﻪ .
ﺳﺄﻇﻞُّ ﺃﻋﺸﻖ ﺍﻟﺤﺮﻑ
ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻨﻚ
ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻨﻚ
ﻭﺃﺩﻭﻥ ﺣﺮﻭﻑ ﺗﻤﺮ
ﻛﺄﺳﺮﺍﺏ ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ
ﻭﻋﺒﺎﺏ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ
ﻳﺒﻴﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﻣﻔﺘﺮﻕ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺤﺐ ﻭﺍﻟﻤﻌﺸﻮﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﺮﺑﺖ ﻣﻊ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻭﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺭﻏﻤﺎً ﻋﻦ ﻛﻞّ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﺄﺳﺮﺍﺏ
ﺍﻟﻄﻴﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻃﻠﺒﺎً ﻟﺮﺯﻗﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻏﻴﺮ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻂ
ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ . ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺸﺒﻪ ﺇﺻﺮﺍﺭﻩ ﺑﻌﺒﺎﺏ ﺍﻟﻐﻴﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﺑﺎﺧﺘﻼﻑ
ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﺎ ﺻﺤﻮﺍً ﺃﻭ ﻣﻄﺮﺍً .
ﺍﻟﻤﻘﻄﻊ ﺍﻷﺧﻴﺮ :
ﺳﺄﻇﻞ ﺍﻛﺘﺐ ﺍﻟﺤﺮﻭﻑ
ﻭﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﻩ
ﻣﻤﺰﻭﺝ ﺑﻜﺂﺑﺔ ﺭﻭﺣﻲ
ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﺍﺭﺗﺸﻒ ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ
ﻭﻗﺪ ﻻﻣﺴﺖ ﻳﺪﻱ ﺑﺮﺩ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ
ﻭﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﺍﻟﺤﺰﻳﻦ
ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻛﺎﺗﺒﺎً ﻭﻣﻔﻜﺮﺍً ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﺳﻴﻜﺘﺐ ﺃﺣﺰﺍﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﺓ
ﻳﺮﺗﺸﻒ ﻣﺎ ﻓﻴﻪ ﻛﻠﻤﺎ ﻻﻣﺴﺖ ﻳﺪﻩ ﺑﺮﺩ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻟﻴﺘﺬﻛﺮ ﻋﺸﻘﺎً ﺳﺒﺐ ﻟﻪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﻥ
ﻭﺍﻵﻻﻡ .....
.........
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺭﺣﻠﺘﻨﺎ ﻣﻊ ﻗﺼﻴﺪﺓ ﻧﺜﺮٍ ﺣﺰﻳﻨﺔ ﻣﻮﻏﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺁﻻﻡ ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ ﺃﻗﻮﻝ : ﻟﻘﺪ ﺃﺟﺎﺩ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻓﻲ
ﺟﻤﻠﻪ ﺍﻟﻮﺻﻔﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﺍﻻﻧﺰﻳﺎﺡ ﻋﺒﺮ ﺭﺳﻢ ﺻﻮﺭ ﺳﻴﻤﻴﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻣﻊ ﻭﺣﺪﺓ ﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺔ
ﻣﺘﻨﺎﺳﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺒﺘﻌﺪ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻟﻐﺘﻪ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﻭﻣﻌﺒﺮﺓ ﻭﺑﻌﻴﺪﺓ
ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻬﺠﻦ . ﻟﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻣﻦ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺑﻠﻐﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻣﻴّﺴﺮﺓ
ﻭﺫﺍﺕ ﺩﻻﻻﺕ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻋﺒﺮ ﺟﻤﻠﺔ ﺍﻟﻮﺻﻔﻴﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ....
ﺗﺤﻴﺎﺗﻲ ﻟﻠﺸﺎﻋﺮﺣﺴﺎﻡ ﺳﻮﺍﻋﺪ