ﺃﻟﻮﺍﻥ... بقلم الكاتب المصري إيهاب بديوي- مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺃﺧﻴﺮﺍ ﺍﻧﺘﻬﺖ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ . ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻧﻪ ﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ
ﺣﻤﻞ ﺃﺛﻘﻞ ﻛﺎﻫﻠﻪ ﻭﻛﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺎﺳﻪ. ﻃﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻃﺮﻗﺎﺕ ﻣﺘﺮﺍﻗﺼﺔ ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻟﻪ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﺛﻢ
ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺃﺩﺍﺋﻪ ﻓﺄﺧﺒﺮﻫﺎ ﺃﻧﻪ ﺟﻴﺪ . ﺩﺧﻞ ﺳﺮﻳﻌﺎ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻪ. ﻣﻤﻠﻜﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻨﺬ ﻏﺎﺩﺭﻫﺎ
ﺷﻘﻴﻘﻪ ﻭﺗﺰﻭﺝ. ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻝ . ﻟﻤﺴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺮﻗﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺿﺎﻓﻬﺎ ﺟﻌﻠﺘﻬﺎ
ﻣﺘﻨﻔﺴﺎ ﻟﻜﻞ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ . ﺑﻞ ﻭﻣﻦ ﺧﺎﺭﺟﻪ . ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻘﺔ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻻ ﺗﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻋﻠﻴﻪ. ﺛﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻀﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ
ﺗﺠﺎﻭﺭﻫﺎ ﺃﺧﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ. ﺷﻌﺮ ﺑﻀﻴﻖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺨﺮﺝ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻳﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ
ﺣﻞ. ﺗﻌﺠﺒﺖ ﺍﻷﻡ ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﻟﻬﺎ ﺣﻼ. ﻓﺬﻛﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻤﺒﻠﻎ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ
ﻧﺴﺒﻴﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻜﻠﻔﻪ ﺇﻗﺎﻣﺔ ﻣﻌﺮﺽ. ﻓﻜﻴﻒ ﺳﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻋﺮﺽ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ. ﻫﺰﺕ ﺍﻷﻡ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺛﻢ
ﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺨﺮﺝ ﺛﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ . ﺛﺎﺭ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﺍﻷﻋﻮﺍﻡ ﺣﺘﻰ
ﺗﺨﺮﺟﻪ. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻪ. ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻛﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
ﻓﺮﺣﺘﻪ ﺑﺈﺑﺪﺍﻋﻪ. ﺃﻥ ﻳﻐﻮﺻﻮﺍ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﺑﺤﻮﺭ ﺃﻟﻮﺍﻧﻪ. ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﻛﻬﻒ ﺑﻌﻴﺪﺍ
ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ. ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺤﺘﻚ ﺭﻳﺸﺘﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ. ﺗﺪﻏﺪﻍ ﺃﺣﺎﺳﻴﺴﻬﻢ ﻭﺗﻠﻬﺐ ﻣﺸﺎﻋﺮﻫﻢ. ﻃﺮﺃﺕ
ﻟﻪ ﻓﻜﺮﺓ ﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﺴﺄﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﻀﻊ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ
ﻭﻓﻲ ﻣﺪﺧﻠﻬﺎ. ﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺍﻷﻡ ﻣﺴﺘﻬﺰﺃﺓ . ﻟﻜﻨﻪ ﻗﺮﺭ ﺃﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻘﻖ ﻓﻜﺮﺗﻪ ﻓﺎﺗﻔﻖ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻩ
ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺄﺫﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻚ. ﺃﺧﺬ ﻳﻌﺪ ﻋﺪﺗﻪ ﻟﻴﻮﻡ ﺍﻓﺘﺘﺎﺡ ﻣﻌﺮﺿﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ.
ﻳﻮﻣﺎﻥ ﻣﺮَّﺍ ﻭﻫﻮ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺳﻌﺎﺩﺗﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺲ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻥ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗﻔﺤﺺ
ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﻭﻫﻨﺄﻩ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻤﺴﺔ ﺍﻟﺠﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺿﺎﻓﻬﺎ ﻟﻠﻤﺪﺧﻞ
ﺍﻟﻤﻬﻤﻞ . ﺣﺘﻰ ﺟﺎﺀﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺷﺨﺺ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﺒﻠﻐﺎ ﻧﻈﻴﺮ ﺍﻧﺘﻔﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻥ . ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ
ﺍﻟﻄﻠﺐ ﻭﺍﺳﺘﻨﻜﺮﻩ ﺛﻢ ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺪ ﻛﺴﺒﺎ ﻣﺎﺩﻳﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻣﻌﺮﺿﻪ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ . ﺑﺪﺍ ﻋﻠﻰ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﺪﻡ ﺍﻻﻗﺘﻨﺎﻉ ﺣﻴﻦ ﻭﻟﻰَّ ﻣﺘﻮﻋﺪﺍ. ﺟﺎﺀﻩ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺴﺘﻮﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻳﻀﻊ ﻓﻴﻪ ﺑﻀﺎﻋﺘﻪ ﻓﺴﺄﻟﻪ ﻋﻤﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻪ. ﺃﺧﺒﺮﻩ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ
ﻓﺄﻧﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺩﻓﻌﻪ ﻣﺎ ﺃﺭﺍﺩ . ﺍﺣﺘﺪ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻣﺘﺴﺎﺋﻼ ﻋﻦ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻏﻴﺮﻩ
ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺤﺘﻞ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻻ ﻳﻀﺎﻳﻖ ﺃﺣﺪﺍ. ﻣﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﺟﺎﺀ ﺗﺎﻟﻴﻪ. ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ
ﺍﻟﻔﺘﻰ ﻓﻲ ﺷﻘﺘﻪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﻧﺰﻝ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﺇﺫﺍ ﺑﺠﻠﺒﺔ. ﻧﺰﻝ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻟﻴﺠﺪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ
ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻳﻌﻴﺜﻮﻥ ﻓﻲ ﻟﻮﺣﺎﺗﻪ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﺑﻴﻦ ﻣﺤﻄﻢ ﻟﺒﺮﺍﻭﻳﺰﻫﺎ ﻭ ﻣﺤﻄﻢ ﻟﺠﻤﺎﻟﻬﺎ . ﻭﺑﻴﻦ ﺣﺎﻣﻞ
ﻟﻠﺼﺎﻟﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺎﺏ. ﺃﺳﺮﻉ ﻓﻲ ﺣﺮﻛﺔ ﻻ ﺇﺭﺍﺩﻳﺔ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻘﺬ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻲ
ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺪﻱ ﺍﻟﻌﺎﺑﺜﺔ. ﺗﻠﻘﺘﻪ ﻟﻜﻤﺔ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﻫﻢ. ﺗﺮﻧﺢ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻠﺒﺚ ﺃﻥ ﻋﺎﻭﺩ
ﻣﺤﺎﻭﻻﺗﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ ﻓﻲ ﻏﻀﺐ ﻟﻴﺪﻓﻌﻪ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﻋﻨﻒ. ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﺴﻜﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺠﻠﺒﺔ ﻳﺴﺘﻄﻠﻌﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮ . ﺳﺄﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﺄﺧﺒﺮﻫﻢ ﻗﺎﺋﺪﻫﺎ
ﺃﻧﻬﺎ ﺷﺮﻃﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﺔ ﻋﻦ ﺇﺷﻐﺎﻝ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺮﻣﺘﻪ. ﺗﻌﺠﺐ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺗﺴﺎﺀﻟﻮﺍ ﻋﻦ ﻣﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺤﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻞ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ. ﺑﺨﻼﻑ ﺍﻟﺒﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﺎﺋﻠﻴﻦ.
ﻟﻢ ﻳﺄﺑﻪ ﺃﺣﺪ ﻟﺤﺪﻳﺜﻬﻢ ﻭﺟﻤﻌﻮﺍ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﻭﺫﻫﺒﻮﺍ. ﺗﺮﻗﺐ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻭﻥ ﺍﻟﻔﺘﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ
ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺩﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺼﺎﺩ ﻋﻤﺮﻩ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻗﺘﻠﻊ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻴﻨﻴﻪ. ﺃﺧﺬ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺑﻴﺪ ﻣﺮﺗﻌﺪﺓ
ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺒﻘﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﺒﻌﺜﺮﺓ ﺣﺘﻰ ﻫﺐ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﻳﻨﻈﺮ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺣﺎﻣﻼ ﺃﻃﻼﻝ ﺇﺑﺪﺍﻋﻪ ﺻﺎﺭﺧﺎ ﻓﻲ
ﻏﻀﺐ: ﻭﻟﻮ ...