ﻗﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ .... بقلم الكاتب المغربي مصطفي بلقائد ـ مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ
ـــــــ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖُ ﻭﺟﺒﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ،ﻋﺪﺕُ ﺇﻟﻰ ﺷﻘﺘﻲ ﻷﺧﺬ ﻗﻴﻠﻮﻟﺔ.ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻏﻔﻮ ﺗﻮﻗﻔﺖ
ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ . ﻓﺎﻷﻭﻝ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ
ﻣﻮﻛﻠﻲ ﻛﺨﻄﻴﺐ ﺳﻠﻤﻰ ﻭﺭﺷﻴﺪ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺐ ﺳﻠﻤﻰ ﺑﻌﺪ. ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﻤﺪﻳﺮ ﺣﺠﺐ ﻋﻨﻲ
ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻬﺎ.ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﺍﻝ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻓﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﺳﺘﻮﻗﻔﺘﻨﻲ ﻛﺜﻴﺮﺍ . ﻓﺘﺴﺎﺀﻟﺖُ ﻫﻞ ﻣﻮﻛّﻠﻲ ﻫﻮ ﺃﺏُ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ
ﺑﺬﻟﻚ. ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﺭﺍﻩ ﺳﺄﺿﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ . ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﻏﻠﺒﻨﻲ ﻓﻐﻔَﻮْﺕُ.
ﻧﻬﻀﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﻣُﻀِﻲِّ ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻧﺼﻒ. ﺩﺧﻠﺖ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭﺃﺧﺬﺕُ ﺩُﺷﺎًّ ﺛﻢ ﺍﺭﺗﺪﻳﺖ
ﺛﻴﺎﺑﺎ ﺃﻧﻴﻘﺔ ﻭﻭﺿﻌﺖُ ﻗﻤﻴﺼﺎ ﺃﺑﻴﻀﺎ ﻭﺭﺑﻄﺔ ﻋﻨﻖ ﺣﻤﺮﺍﺀ ﺛﻢ ﻏﺎﺩﺭﺕُ ﺷﻘﺘﻲ . ﻭﺑﻌﺪ
ﻟﺤﻈﺔ ﻛﻨﺖُ ﺃﺳﺘﻘﻞُّ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﺟﺮﺓ ﺃﻭﺻﻠﺘﻨﻲ ﺑﻌﺾ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ. ﻓﻘﺪﻣﺖ
ﻟﻠﺤﺮﺍﺱ ﺑﻄﺎﻗﺘﻲ ﻓﺪﻟّﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺴﻢ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .ﻭﻗﻔﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻃﺮﻗﺘﻪ
ﺑﻠﻄﻒ ﻭﺣﻴﻨﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ": ﺍُﺩﺧﻞْ" ،ﻑﺗﺤﺖُ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﺩﺧﻠﺖ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﺧﻠﺖُ
ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺿﻴﻘﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺎﻱ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﻣﻜﺘﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺸﺐ ﺍﻟﻌﺎﺩﻱ ﻭﻛﺮﺍﺳﻲ
ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻴﺔ ﺇﻻ ﺍﻟﻤﻘﻌﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﺛﻴﺮﺍ .ﺃﺩﻳﺖُ
ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻭﻗﺪﻣﺖ ﻟﻪ ﺑﻄﺎﻗﺘﻲ. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻟﻄﻴﻒ:
ـ ﻣﺮﺣﺒﺎ ﺑﻚ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ...! ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻌﺘﺬﺭ ﻷﻧﻨﺎ ﺃﺭﺳﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻣﻮﻛﻠﻚ ﻟﻠﺴﺠﻦ...
ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ ﺑﻜﻞ ﺛﻘﺔ:
ـ ﺃﻋﺮﻑ ﺍﻟﻤﺴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻤﺘﺒﻌﺔ ... ﻟﻜﻨﻲ ﺃﺗﻴﺖُ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺭﺃﻳﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ.
ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲَّ ﺑﺮﻫﺔ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
ـ ﻳﺎ ﺃﺧﻲ،ﺍﻟﺪﻻﺋﻞ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﻣﻮﻛﻠﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ... ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ
ﻭﺭﺁﻩ ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻴﺎﻥ ... ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﺎﻛﻨﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺃﻛﺪﻭﺍ ﻟﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ
ﺃﺣﺪ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﻛﻠﻜﻢ ...
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﺑﺄﺩﺏ :
ـ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺩﺍﻓﻊ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ:
ـ ﻧﺤﻦ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﺎﺳﺘﻨﻄﺎﻗﻪ ... ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺨﺸﻮﻧﺔ ... ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻨﻜﺮ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻬﻢ
ﺍﻟﻤﻮﺟﻬﺔ ﺇﻟﻴﻪ... ﻭﻳﺼﺮُّ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻏﺎﺩﺭ ﺷﻘﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻋﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺇﻻ ﺭﺑﻌﺎ ﻟﻜﻦ
ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻱ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ...
ﻓﻘﻠﺖ:
ـ ﺭﺑﻤﺎ ﻟﺴﻮﺀ ﺣﻈﻪ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺮﺍﻩ ﻳﺨﺮﺝ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻦ ﺷﻘﺔ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ...
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ:
ـ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ...!ﻧﺤﻦ ﻟﻨﺎ ﺧﺒﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻭﻧﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻨﺎﺓ ﻣﻦ ﺃﻭﻝ
ﻧﻈﺮﺓ... ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﺃﺧﻄﺎﺀ ... ﺃﻧﺎ ﻣﺘﻔﻖ ﻣﻌﻚ ... ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺘﻨﺎ ﻫﺬﻩ
ﻟﻴﺲ ﻟﻠﺠﺎﻧﻲ ﺃﻱ ﺑﺮﻫﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ... ﻓﻬﻮ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ
ﺗﺴﻜﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺛﻢ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮﺓ
ﻭﺍﻟﻨﺼﻒ ... ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺄﻟﻨﺎ ﺃﻣﻪ ﺃﺟﺎﺑﺖ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺎﺩ ﻓﻴﻪ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﻧﺎﺋﻤﺔ... ﻭﻟﻤﻌﻠﻮﻡﺍﺗﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﺭﻓﻌﻨﺎ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺷﻘﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﻧﺠﺪ
ﻏﻴﺮ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﻣﻮﻛﻠﻜﻢ ﻭﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ... ﻭﻗﺪ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻘﻔﺎﺯﺍﺕ ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﺣﺘﻰ
ﻭﻟﻮ ﺁﺛﺎﺭﺍ ﻷﺣﺬﻳﺔ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﺣﺬﻳﺔ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ...
ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﺃﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﻗﺪ ﺩﺧﻞ ﺑﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﻊ ﺣﺬﺍﺀﻩ ﻓﻲ ﻛﻴﺲ
ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻲ ﺃﻭ ﺩﺧﻞ ﻣﻨﺘﻌﻼ ﻓﻘﻂ ﺟﻮﺍﺭﺑﻪ؟
ﻓﻀﺤﻚ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺭﺩَّ ﻋﻠﻲَّ:
ـ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻵﺧﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﺜﻞ ﺫﻛﺎﺋﻜﻢ ﻛﻲ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ... ﻧﺤﻦ
ﻧﻌﺮﻑ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻗﺎﺗﻞ ﻣُﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﻜﺎﺏ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺷﻨﻌﺎﺀ ﺇﻻ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺬﻟﻚ
ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻫﺴﺘﻴﺮﻳﺔ ﺗﻨﺴﻴﻪ ﺍﺗِّﺨﺎﺫ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻮﻗﻊ ﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ... ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻣﻮﻛﻠﻜﻢ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻭﻭﻗﻊ ﺷﺠﺎﺭ ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻟﺴﺒﺐ ﻻ ﻧﻌﻠﻤﻪ ﻓﻘﺎﻡ ﺑﻘﺘﻠﻬﺎ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺍﻹﺣﺘﻴﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﻔﺘﺢ ﻋﺒﻮﺓ ﺍﻟﻐﺎﺯ
ﺛﻢ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺷﺎﻫﺪ ﻓﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺇﺫ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﻫﻮ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﻟﺮﺭﺁﻩ ﺃﺣﺪ ﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ... ﺃﻻ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺣﺎﺭﺱ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻳُﻘﺴﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﻩ
ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﻫﺎ ...ﺛﻢ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺎﺗﻞ ﺁﺧﺮ ﻓﻤﻦ
ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻭﻳﺮﺍﻩ ﺷﺎﻫﺪ ﻣﺎ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ...ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎ
ﻣُﻘﻨﻌﺎ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ؟
ﻓﺄﺟﺒﺘﻪ ﺑﺼﺪﻕ :
ـ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﻗﻠﻞ ﻣﻦ ﺫﻛﺎﺋﻜﻢ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ... ﻟﻜﻨﻲ ﻣﺎ ﺯﻟﺖُ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ...
ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ:
ـ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺤﺐ ﻣﺎ ﻗﺘﻞ ...ﻭﻻ ﺗﻨﺲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻬﻢ ﻗﺪ ﺍﻗﺘﺮﻑ ﺟﻨﺎﻳﺘﻴﻦ ... ﻓﻘﺪ ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ
ﻭﻫﻲ ﺣﺎﻣﻞ ...
ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﻟﻘﺪ ﺳﻤﻌﺖ ﻫﺬﺍ ... ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺷﻜﺮﻛﻢ ﺳﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻭﻗﺘﻜﻢ.
ﻭﻗﻤﺖ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ:
ـ ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻌﺚ ﺑﻬﺎ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪ ...
ﻓﺸﻌﺮﺏ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺨﻴﺒﺔ ﻟﻜﻨﻨﻲ ﺗﻤﺎﻟﻜﺖُ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺧﻄﻮﺕُ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻘﺴﻢ .
ﻓﺄﻧﺎ ﻣﻠﺰﻡٌ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﺃﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﻠﺘﺤﺪﺙ ﻟﻤﻮﻛﻠﻲ . ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻧﻘﻂ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ
ﻳﻀﻲﺀ ﻓﻜﺮﻱ ﻋﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻨﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ ﻭﻫﻲ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ ﻟﺠﻨﻴﻪ
ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻴﻦ . ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻋﻦ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﺧﻠﺨﻠﺖ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺇﺻﺮﺍﺭﻱ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﻣﻮﻛﻠﻲ.
ﺍﺳﺘﻘﻠﻠﺖ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺃﺟﺮﺓ ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻠﻨﻲ ﻟﻠﺴﺠﻦ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ