ﻗﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ.. بقلم الكاتب المغربي مصطفي بلقائد - مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﻋﺸﺮﺓ
ــــــــــ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺩﺧﻠﺖُ ﻣﻨﺰﻟﻲ،ﻛﻨﺖُ ﺃﺷﻌﺮُ ﺑﺮﻏﺒﺔ ﺟﺎﻣﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ . ﻓﻬﻴَّﺄْﺕُ ﻓﻨﺠﺎﻥ ﻗﻬﻮﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ
‏( ﻧﺴﻜﺎﻓﻲ ‏) ،ﻭﺍﺡﺗﺴﻴﺘُﻪُ ﺭﺷﻔﺔً ﺗﻠﻮَ ﺍﻷﺧﺮﻯ .ﻭﺑﻌﺪ ﻓﺮﺍﻏﻪ،ﺗﻮﺟَّﻬﺖُ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻫﻐﻴَّﺮﺕُ ﻣﻼﺑﺴﻲ
ﺑﻤﻨﺎﻣﺔٍ،ﻭﺍﺳﺘﻠﻘﻲﺕُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﻭﺟﺬﺑﺖُ ﺍﻷﻏﻄﻴﺔ ﻋﻠﻲَّ .ﻟﻜﻦ ﻟﻠﻐﺮﺍﺑﺔ،ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻮﻡ . ﻓﻤﺎ ﺃﻥ
ﺃﻏﻤﻀﺖُ ﻋﻴﻨﺎﻱ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻬﺎﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺩﻣﺎﻏﻲ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺳﺘﺠﻮﺍﺑﺎﺕ ﻭﺍﻹﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ . ﻓﺎﺿﻄﺮﺭﺕُ ﺭﻏﻤﺎً
ﻋﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﻋﻴﺪ ﺗﺮﺗﻴﺐَ ﻣُﻼﺣﻈﺎﺗﻲ ﻭﻟﻮ ﺧﻴﺎﻟﻴﺎ، ﻷﻧﻨﻲ ﻣﻦ ﺷﺪﺓ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﺍﻟﻌﻴﺎﺀ،ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﻣﻦ
ﻓﺮﺍﺷﻲ ﻟﺘﺪﻭﻳﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺬﻛﺮﺗﻲ .
ﻓﻔﻲ ﻧﻈﺮﻱ،ﻟﻢ ﺃﻋﺪ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﺳﺄﺷﺘﺒﻪ ﻓﻴﻪ .ﻓﺎﻟﻤﺪﻳﺮ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻬﻢ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺷﺨﺼﺎ
ﻋﻘﻴﻤﺎ ﻭﻻ ﺻﻠﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺠﻨﻴﻦ .ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻟﻢ ﻳﺒﺮﺃ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﺘﺒﺎﻩ ﺑﻪ . ﻓﻨﺤﻦ ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﺃﻳﻦ
ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺟﺪ ﻋﻨﺪ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ . ﻭﻫﺬﻩ ﻧﻘﻄﺔٌ ﺃﻏﻔﻠﺖُ ﺃﻥ ﺃﺳﺄﻟﻪ ﻋﻨﻬﺎ .ﻟﻜﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻟﻢ
ﺗﻐﻔﻠﻬﺎ،ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻪ ﺣﺠﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺃﻟﻘﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺒﺾ . ﺇﺫﻥ،ﻓﺎﻟﻤﺪﻳﺮ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ .
ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮﺓ،ﻓﺎﻟﻐﻲﺭﺓ ﺩﻓﻌﺘﻬﺎ ﻟﺒﻌﺚ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ؛ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﺃﻥ ﺗﺪﻓﻊ
ﻟﻠﻘﺘﻞ . ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﺮﻯ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ .
ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺘﺴﻜﻊ،ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻹﺷﺘﺒﺎﻩ ﻓﻴﻪ .ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻟﻤﺎ ﻋﺎﺩ ﻳﺘﺠﻮﻝ ﻗﺮﺏ
ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ،ﺇﻻ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺘﻼ ﻋﻘﻠﻴﺎ .
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻷﻡ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺟﺰﻡ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗُﻘﺪﻡَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻷﻥ ﻻ ﻫﺪﻑ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺫﻟﻚ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ،ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺩﺧﻮﻝ ﺷﺨﺺ ﻏﺮﻳﺐ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻟﻠﺴﺮﻗﺔ ﻣﺜﻼ،ﻓﺘﻀﺒﻄﻪ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ
ﻣﺘﻠﺒﺴﺎ،ﻓﻴﻘﺘﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳُﻠﻘﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻘﺒﺾ .ﻫﺬﺍ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻭﺍﺭﺩ ... ﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ ﻭﺁﺛﺎﺭ
ﺍﻷﻗﺪﺍﻡ .ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺗُﻠﻐﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺘﻤﺎﻝ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻟﺸﺨﺺ ﻟﻦ ﻳﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺢ ﻋﺒﻮﺓ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻟﺘﻀﻠﻴﻞ
ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ـ ‏( ﻭﻫﺬﻩ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻬﻤﺔ ‏) .
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺇﺫﻥ،ﻓﺎﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻦ ﺳﺒﻖ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﻭﺗﺮﺻﺪ؛ﻭﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﻌﺮﻓﺔ
ﺟﻴﺪﺓ .
ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ،ﻓﺎﻟﺠﺎﻧﻲ ﺍﻧﺘﻈﺮ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ،ﻭﺍﺧﺘﺒﺄ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﺣﺘﻰ ﺗﺒﻴّﻦ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ
ﺷﻬﻮﺩ ﻋﻴﺎﻥ . ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﻄﻞ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ،ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻗﻠﺔ ﻣﻦ ﺳﻴﻜﻮﻧﻮﺍ ﺧﺎﺭﺝ
ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ . ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺭﺑّﻤﺎ ﺗﻐﻴﺐ ﻟﻐﺮﺽ ﻣﺎ . ﻓﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ،ﻭﻃﺮﻕ ﺑﺎﺏ ﺷﻘﺔ
ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ،ﻓﻔﺘﺤﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻟﻢ ﺗﺮﺗَﺐْ ﻓﻲ ﺃﻣﺮﻩ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻓﻪ . ﻭﺣﻴﻦ ﺍﺳﺘﺪﺍﺭﺕ،ﺍﻧﻘﺾَّ ﻋﻠﻴﻬﺎ
ﻭﺧﻨﻘﻬﺎ . ﺛﻢ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ،ﻓﺘﺢ ﻋﺒﻮﺓ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﻭﻧﻈَّﻒ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﺑﺼﻤﺎﺗﻪ .ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ،ﻻ ﺑﺪ ﻭﺃﻥ ﻳﻀﻊ
ﺣﺬﺍﺀﻩ ﺩﺍﺧﻞ ﻛﻴﺲ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻲ ﻟﻄﻤﺲ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﻗﺪﺍﻣﻪ؛ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﺫﺍ ﺩﺳﺖُ ﺍﻷﻭﺣﺎﻝ ﻓﻲ
ﻳﻮﻡ ﻣُﻤﻄﺮ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺃﻟﻄﺦ ﺃﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ .
ﺇﺫﻥ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ،ﻭﺧﻄَّﻂ ﻟﻠﺠﺮﻳﻤﺔ ﺑﺼﺒﺮ ﻭﺫﻛﺎﺀ .ﻟﻜﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﺘﺒﻪ
ﻓﻴﻬﻢ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﻣﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ .ﻓﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﺫﻥ؟ ...............
ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﺗﻮﻗَّﻔﺖْ ﻫﻮﺍﺟﺴﻲ،ﻓﻨﺎﻝ ﻣﻨﻲ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻣﺒﺘﻐﺎﻩُ ﻭﺃﺣﺴﺴﺖ ﺑﺄﻥ ﺟﻔﻮﻧﻲ ﺛﻘﻴﻠﺔ،ﻭﻣﺬﺍﻕ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ
ﺟﻒَّ ﺭﻳﻘﻲ .ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺍﻟﺘﺤﻤﻞ ﻭﻏِﺒْﺖُ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﻡ .
ﻭﻟﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖُ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻳﺪﻕ ﺑﺠﻨﻮﻥ . ﻛﺎﻥ ﺣُﻠﻤﺎ ﺟﻤﻴﻼ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺗﺎﺑﻊ ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ
ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻋﻴﺸﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ،ﻟﻜﻦ ﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﺤﻆ ﻟﻢ ﺃُﻧْﻪِ ﺍﻟﺤﻠﻢ . ﻧﺴﻴﺖُ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﻣُﻀﻴﺌﺎ ﻣﻤّﺎ ﺳﺎﻋﺪﻧﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﺳﺘﺠﻤﺎﻉ ﻗﻮﺍﻱ ﻭﺍﺳﺘﺮﺟﺎﻉ ﻭﻋﻴﻲ . ﻭﻓﺠﺄﺓ،ﺍﻧﺘﺐﻫﺖُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﻥُّ،ﻓﻌﻠﻤﺖُ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﻧﻴﻦ ﻫﻮ
ﻣﻦ ﻗﻄﻊ ﻋﻠﻲ ﻧﺸﻮﺓ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ .
ﺭﻓﻌﺖُ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ،ﻭﺿﻐﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﺯﺭ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ . ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺷﺮﻉ ﻣُﺨﺎﻃﺒﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﺮﻓﺖ
ﻋﻠﻴﻪ . ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ، ﻭﻫﻮ ﻳﺮﺩِّﺩُ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ :
ـ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻛﺮﻳﻢ ...!ﺃﻋﺘﺬﺭ ﻋﻦ ﺇﺯﻋﺎﺟﻚ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧِّﺮ ... ﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﻧﺒﺌﻚ
ﺑﻤُﺠﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ...ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺧﺒﺮﻙ ﺑﺄﻥ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺪ ﻭﻗﻌﺖْ،ﻭﻧﺤﻦُ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺡ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ...
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎﻝ،ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﻠﺞ ﺻﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﻫﻮﻝ ﺍﻟﺨﺒﺮ :
ـ ﻭﻣﻦ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ :
ـ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ... ﻭﻟﻤﻌﻞﻭﻣﺎﺗﻚ،ﻓﻘﺪ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻣﺨﻨﻮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻐﺎﺯ
ﻳﻌﻢُّ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺷﻘﺘﻬﺎ ... ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻡ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺳﻠﻤﻰ ﺭﺷﺪﻱ .
ﻓﺼﺤﺖ ﺑﺮﺟﻔﺔ :
ـ ﺇﺫﻥ ﻫﺬﺍ ﺩﻟﻞ ﻗﺎﻃﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﻣﻮﻛﻠﻲ ...
ﻓﻐﻤﻐﻢَ :
ـ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ،ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ...ﺳُﻄﻠﻖُ ﺳﺮﺍﺣﻪ ﻏﺪﺍ ... ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺳﺘُﻠﻐﻰ ﺗﻰ ﻧﻌﺜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ... ﺳﺄﻗﻮﻡ ﺑﺈﻋﻼﻙ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﺴﺘﺠﺪﺍﺕ ﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﺗﺮﻏﺐُ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ...
ﻓﻘﻠﺖُ :
ـ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ... ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺷﻜﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺼﺎﻟﻚ .
ﺃﻏﻠﻘﺖُ ﺍﻟﺨﻂ،ﻭﺗﺴﻠﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﺒﺦ،ﻭﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺸﺪﻭﻫﺔ . ﻭﻛﻨﺖُ ﺃﺣﺪِّﺙُ ﻧﻔﺴﻲ ":
ﺟﺮﻳﻤﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ...! ﻭﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻔﺎﺕ ...! ﺇﻥﻩ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ... ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻗﺪ
ﺗﻜﺸﻒ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ '...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ