ﻗﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ...بقلم الكاتب المغربي مصطفي بلقائد - مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻌﺔ
ـــــــ
ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖُ ﻓﺠﺄﺓً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻛﺄﻥ ﺷﺨﺼﺎً ﻭﺧﺰﻧﻲ ﺑﺄﺩﺍﺓٍ ﺣﺎﺩّﺓ. ﺷﻌﺮﺕُ ﺑﺄﻥ ﺟﺴﻤﻲ ﻛﻠﻪ
ﻳﺘﺼﺒَّﺐُ ﻋﺮﻗﺎ،ﻟﻜﻦ ﻟﺤﺴﻦ ﺣﻈﻲ ﻟﻢ ﺃﻛﻦْ ﻣﺤﻤﻮﻣﺎً. ﺿﻐﻈﺖُ ﻋﻠﻰ ﺯﺭ ﺍﻟﻤﺼﺒﺎﺡ ﻓﺄُﺿﻴﺌﺖِ
ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﻭﻧﻈﺮﺕُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻓﻮﺟﺪﺗﻬﺎ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﺇﻻ ﺭُﺑﻌﺎً ﺻﺒﺎﺣﺎً . ﻓﺎﺳﺘﻐﺮﺑﺖُ
ﻷﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦْ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻲ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻴﻘﻆ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ .ﻗﺒﻞ ﺧﻠﻮﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ
ﻛﻨﺖُ ﺃﺭﺍﺟﻊ ﻓﻲ ﻣﺨﻴِّﻠﺘﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻮﻓَّﺮَ ﻟﺪﻱَّ ﻣﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕ؛ ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻗﻀﻴﺘﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ
ﻓﺄﻧﺎ ﻣُﻠﺰﻡٌ ﺃﻥ ﺃﻋﻄﻲ ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﺎً ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺒﺢ ﻟﺪﻱَّ ﺯﺑﺎﺋﻦ ﻭﺻﻴﺖ
ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ. ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻓﻘﺪ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺃﺳﺮﺡ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻢ ﺍﻷﺣﻼﻡ ﺗﺒﻴَّﻦَ
ﻟﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﻣﻠﻚ ﺃﻱَّ ﺩﻟﻴﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ؛ ﻓﺘﺨﻤﻴﻨﺎﺗﻲ ﺣﻮﻝ ﺩﺧﻮﻝ ﺷﺨﺺ
ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ ﻟﻠﺸﻘﺔ ﺑﺤﺬﺍﺀ ﻣُﻐﻄّﻰ ﺑﻜﻴﺲ ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻲ ﺳﺮﻳﻌﺔ ﺍﻹﻧﻬﻴﺎﺭ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ
ﺃﻗﺮَّﺕْ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﺃﻱ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺸﺨﺺ ﺁﺧﺮ. ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ،ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ
ﻗﺪ ﻳﻨﻘﺬ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺃﺏ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻼً ﺑﻪ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ . ﻓﺈﻥ
ﺗﻌﺮّﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺏ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃُﻭﺟِّﻪ ﻟﻪ ﺗُﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﻭﺃﺑﺮﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺑﻜﻮﻥ
ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺧﺎﻧﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺭﺷﻴﺪ ﺍﻟﺤﺮّﺍﻕ ﻛﺤﺒﻴﺐ ﺛﺎﻥ ﻟﺘﺘﺰﻭﺝ
ﺑﻪ،ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺃﻥ ﺃﺑﺮﺭ ﺩﺧﻮﻟﻪ ﻟﻠﺸﻘﺔ ﺑﻌﺪ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ ﻟﻬﺎ ﺑﺸﺘﻰ
ﺍﻹﺣﺘﻤﺎﻻﺕ. ﻟﻜﻦ ﻟﺤﺪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻷﺏ؛ﻭﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺑﺄﻥ
ﺍﻷﻣﺮ ﻗﺪ ﻳﺘﻄﻠّﺐُ ﻣﺪﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﺆﺟﻞِّ ﺟﻠﺴﺘﻬﺎ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ .
ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻧﻤﺖُ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺗﻮﺻَّﻞَ ﺇﻟﻰ ﺷﻲﺀ ،ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖُ ﻭﺟﺪﺕُ ﺃﻧﻲ ﻣﺎ ﺯﻟﺖُ ﺃﻓﻜﺮ
ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺸﻲﺀ. ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻞ ﻫﻮ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖُ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻮﻗﺖ. ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻴﻘﻆ ﻗﻂُّ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ،ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﻟﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً
ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻷﻥ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﺭﺗﺨﺎﺀ ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻳﺸﻮﺑﻪ ﺍﻹﺧﺘﻼﻝ ﻭﻻ
ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺜﺎﺅﺏ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﻫﻲ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﻮﻇِّﻔﻬﺎ ﻹﻓﺴﺎﺩ
ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻤﺮﺀ.ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻤﺮِّ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺨﻤﻴﻦ ﺃﺣﺴﺴﺖ ﻓﺠﺄﺓً ﺑﻤﺎ ﺩﻓﻌﻨﻲ ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ... ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ .ﻓﺎﻟﺸﺮﻃﺔ ﻗﺪ ﻋﺜﺮﺕْ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ
ﻳﺒﻌﺜﻬﺎ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﻛﺎﻑٍ ﻟﻴﻀﻊ ﺣﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﻨﻘﺔ ﺣﻮﻝ
ﻋﻨﻖ ﺭﺷﻴﺪ ﺍﻟﺤﺮّﺍﻕ. ﺇﺫﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻳﻘﻈﺘﻨﻲ ﻷﻧﻪ ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻘﻠﻲ ﺗﺬﻛّﺮ
ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺗﻨﺎﺳﻴﺘﻬﺎ ﻭﻟﻢ ﺃﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺴﺒﺎﻧﻲ. ﻓﺄﻧﺎ ﻣُﻠﺰﻡٌ ﻏﺪﺍ ﺑﺄﻥ ﺃﺯﻭﺭ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺃﻃَّﻠِﻊَ
ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻷﺳﺘﻨﺘﺞ ﺧُﻼﺻﺎﺗﻲ. ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻻ ﻏﺒﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻠﻦ
ﺃﺟﺪ ﻣﺎ ﺳﺄﺩﺍﻓﻊ ﺑﻪ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ ... ﻟﻜﻦ ... ﻭﺃﺧﺬﺕُ ﺃُﺣﺪِّﺙُ ﻧﻔﺴﻲ :
...'' ﻣﻬﻼً،ﻣﻬﻼ ...!ﻣﻬﻼ ...! ﻣﺎﺫﺍ؟ ... ﻧﻌﻢ ...! ﻛﻴﻒ؟ ... ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ ...! ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ...!ﻳﺎ ﻟﻲ ﻣﻦ
ﻏﺒﻲ ...!ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ... ﻛﻴﻒ ﻳُﻌﻘﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﺳِﻞَ ﺭﺷﻴﺪ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ ﺭﺳﺎﺋﻼ ﻭﻫﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪﺍﻥ ﻓﻲ
ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ؟ ...ﺛﻢَّ ﻫﻮ ﻳﺰﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﻘﺘﻬﺎ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ... ﻏﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ ...! ﺇﺫﻥ
ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ...ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ... ﻛﻨﺖ ﺳﺄﻛﻮﻥ
ﻏﺒﻴﺎًّ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺃﻧﺘﺒﻪ ﻟﻸﻣﺮ ... ﺳﻨﺮﻯ ﺫﻟﻚ ﻋﻨﺪ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ''...
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ ﺳﻤﻌﺖُ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻤﺆﺫِّﻥ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﻔﺠﺮ،ﻓﺘﺮﻛﺖ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ
ﻭﺗﻮﺟَّﻬْﺖُ ﻟﻠﺤﻤﺎﻡ ﻭﺷﺮﻋﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ. ﻟﻜﻦَّ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﺧﻄﺮﺕ ﺑﺒﺎﻟﻲ ﺣﺘﻰ ﻛﺪﺕُ
ﺃﻧﺴﻰ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻔﺮﺽ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺿﻮﺀ ﻭﻫﻲ ﻫﻞ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻓﻲ
ﺃﻇﺮﻓﺘﻬﺎ ﺃﻡ ﻻ.
ﺍِﻧْﺘﻬﻴﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﻌﺪ ﻣﺸﻘّﺔ ﻷﻧﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻴﻦ ﺃﻛﺎﺩ ﺃﻓﻘﺪ ﺗﺮﻛﻴﺰﻱ،ﺛﻢ
ﻫﺮﻭﻟﺖُ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺲ ﺑﻨﺸﻮﺓ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺗﺪﻏﺪﻍ ﺟﻔﻮﻧﻲ. ﻭﻣﺎ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻠﻘﻴﺖُ
ﺣﺘﻰ ﻏﻠﺒﻨﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻧﻤﺖُ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺤﻮﺕُ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﺃﺻﺮﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﺨﺪﻡ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻋﻮﺽ
ﺗﺒﺬﻳﺮ ﺍﻟﻨﻘﻮﺩ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﺟﺮﺓ. ﻭﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺱﺑﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ ﺭﺷﻴﺪ ﺍﻟﺤﺮّﺍﻕ ﻗﺪ ﺩﻓﻊ ﻟﻲ
ﺛُﻠﺚَ ﺃﺗﻌﺎﺑﻲ ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻧﻔﻘﺖُ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﺧﻼﻝ ﺗﺤﺮُّﻛﺎﺗﻲ ﻣﻤّﺎ ﻗﺪ ﻳﺪﻓﻌﻨﻲ ﻟﻺﻟﺘﺠﺎﺀ
ﻟﻤﺪَّﺧﺮﺍﺗﻲ ﺣﺘﻰ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺍﻟﺤﻜﻢ .
ﺃﺩﺭﺕُ ﺍﻟﻤﺤﺮِّﻙ ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺍﻟﺴﻴّﺎﺭﺓ ﺭﺃﻳﺖُ ﺷﺎﺑﺔ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ. ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ
ﺍﻟﺮﺍﺑﻌﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻫﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺒﺪﻭ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﺍﻟﻨﻀﺞ ﺑﺤﻴﺚ
ﺃﻥ ﻧﻈﺮﺍﺗﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺘﻘﺮﺓ ﻣﺜﻞ ﻣﻦ ﻳَﻠِﺞُ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻜﺎﻧﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﻮَّﺩﻩُ ﻣﻦ
ﻗﺒﻞ. ﻓﻨﻘﺮﺕْ ﻋﻠﻰ ﺯﺟﺎﺝ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻓﻔﺘﺤﺘﻪ. ﺃﺩّﺕِ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﺤﻴﺎﺀ :
ـ ﻫﻞ ﺗﺘﺬﻛَّﺮﻧﻲ؟
ﻓﻨﻈﺮﺕُ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻣﻠﻴﺎًّ ﺛﻢ ﺃﺟﺒﺖُ :
ـ ﺃﻟﺴﺖِ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺓ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺳﻠﻤﻰ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ؟
ﻓﺤﺮَّﻛَﺖْ ﺭﺃﺳﻬﺎ ﺑﺎﻹﻳﺠﺎﺏ ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﺖ ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻓﺖ:
ـ ﻟﻘﺪ ﺩَﻟّﻮﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺳﻜﻨﺎﻙ،ﻭﻗﺪ ﻗﺼﺪﺗﻚ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ
ﺗُﻬِﻤُّﻚَ.
ﻓﺄﺷﺮﺕُ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﺼﻌﻮﺩ ﻭﻟﻤﺎ ﺟﻠﺴﺖ ﺑﺠﺎﻧﺒﻲ ﻗﻠﺖُ ﻟﻬﺎ:
ـ ﻟﻨﺬﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻘﺎﻫﻲ !
ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖُ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻮَﺳَّﻢُ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﻳّﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤُﻔﺎﺟﺌﺔ