ﻗﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ...بقلم الكاتب المغربي مصطفي بلقائد - مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻋﺸﺮﺓ
ـــــــــــ
ﺻﻌﺪﺕُ ﺇﻟﻰ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻭﻗْﺪﺕُ ﻧﺤﻮ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻋﻠﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻓﻲ ﻋﻤﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ 2 ،ﺭﻗﻢ ﺍﻟﺸﻘﺔ .15 ﻭﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻲ،ﺃﺧﺬﺕُ ﺃﺭﺗِّﺐُ ﻓﻲ ﻣُﺨﻴِّﻠﺘﻲ ﺇﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺗﻲ
ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
ـ ﺳﻠﻤﻰ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ـ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ـ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺭﺃﻱ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺇﻧﺴﺎﻧﺔ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺎﻝ. ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻳﺒﻘﻰ ﻫﻮ: ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺨﻠّﺖْ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻭﺍﺭﺗﺒﻄﺖ ﺑﺮﺷﻴﺪ ﺍﻟﺤﺮﺍﻕ ‏(ﻣﻮﻛِّﻠﻲ ‏)؟ ... ﻓﺎ
ﻟﻤﺪﻳﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﺪﺧﻮﻟﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺪﺧﻮﻝ ﺭﺷﻴﺪ،ﻭﻣﻨﺼﺒﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻣﻬﻨﺔ
ﺭﺷﻴﺪ. ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺳﻴﺠﻴﺒﻨﻲ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﻭﺟﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺷﻘﺘﻪ.
ـ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ،ﻟﻘﺪ ﺍﻋﺘﺮﻓﺖِ ﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﻌﺚ ﺑﺎﻟﺮﺳﺎﺋﻞ . ﻳﺒﻘﻰ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺇﺫﻥ ﻫﻮ: ﻫﻞِ ﺍﻛﺘﻔﺖْ ﻓﻘﻂ ﺑﺒﻌﺚ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺃﻡ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍﺗﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺑﺔ ﻹﺭﺗﻜﺎﺏ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ؟ ... ﺳﺆﺍﻝ ﺳﺘﻈﻬﺮ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﺻﻞ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺑﻨﺘﺎﺋﺞ
ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ.
ـ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﻫﻲ ﺃﻡ ﺭﺷﻴﺪ. ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﺮﻑ ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻓﻘﻂ ﻷﻧﻬﺎ ﻋﻠﻤﺖْ ﺃﻥ
ﺳﻠﻤﻰ ﻟﻴﺴﺖْ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺎﺳﺐ ﺇﺑﻨﻬﺎ؟ ... ﻻ ﺃﺣﺪ ﺳﻴﺠﻴﺐُ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ. ﻟﻜﻦ
ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻣﺴﺘﺒﻌﺪﺓ ﻷﻥ ﻣﺎ ﺑﺪﺍ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻡ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ
ﻭﻋﺸﺎﻗﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻬﺎ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺇﺑﻨﻬﺎ.
ـ ﻳﺒﻘﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺘﺸﺮﺩ . ﻫﻞ ﺗﺴﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻭﺩﺧﻞ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻟﻠﺴﺮﻗﺔ ﻭﺣﻴﻦ ﻋﺜﺮ ﺻﺪﻓﺔ
ﻋﻠﻰ ﻟﻴﻠﻰ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﺘﻠﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳُﻠﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﻣﺘﻠﺒﺲ ﺑﺎﻟﺴﺮﻗﺔ؟... ﻣﻦ
ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻓﺎﻟﺸﺮﻃﺔ ﻟﻢ ﺗﺮﻓﻊ ﺃﻱ ﺁﺛﺎﺭ ﺣﺬﺍﺀ ﺃﻭ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻪ. ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ،ﻟﻮ
ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻔﺎﻋﻞ ﻟﻤﺎ ﻭﺟﺪﻩ ﺍﻟﺤﺎﺱ ﻳﺘﺴﻜﻊ ﻫﻨﺎﻙ،ﺑﺤﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ
ﻳﺨﺘﻔﻲ؛ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺨﺘﻼ ﻋﻘﻠﻴﺎ ـ ﺳﺄﻃﻠﺐُ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥ ﺗﻌﻴِّﻦَ ﻃﺒﻴﺒﺎ ﻧﻔﺴﻴﺎ
ﻟﻔﺤﺼﻪ ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ.
ـ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ،ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻘﺎﺋﻲ ﻣﻌﻪ ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺣﺎﺳﻤﺎ ﺇﺫ ﺳﺄﻛﻮِّﻥ ﻧﻈﺮﺓ ﺷﺎﻣﻠﺔ
ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ...........................................................................
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎﺀ،ﺭﻛﻨﺖُ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ. ﺗﺮﺟَّﻞْﺕُ ﻭﻗﺼﺪﺕُ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ،ﻭﺳﺄﻟﺘﻪ
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ.ﻓﺮﺩَّ ﻋﻠﻲ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﺳﺄﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﺷﻘﺘﻪ. ﺃﺧﺬﺕ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ؛ﻭﻣﺎ
ﺃﻥ ﻓُﺘِﺢَ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻴﻠﻔِﻈَﻨﻲ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﺣﺘﻰ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ
ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ . ﻓﺒُﻐِﺖَ ﻟﺮﺅﻳﺘﻲ ﻫﻨﺎﻙ،ﻭﺗﻠﻌﺜﻢ ﻗﺎﺋﻼ :
ـ ﻣﺎﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ؟
ﻓﻘﻠﺖُ،ﻭﻗﺪﺕ ﻋﺪﺕُ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﺑﺼﺤﺒﺘﻪ:
ـ ﺟﺌﺖ ﻷﺣﺪﺛﻚ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻲ ... ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻚ
ﻣُﻐﺎﺩﺭ،ﻓﻬﻞ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻗﻠَّﻚَ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺚُ ﺗﺮﻳﺪ؟
ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ :
ـ ﺃﻧﺖَ ﺗﻌﺮﻑ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺒﺖ ...ﻭﻻ ﺗﺤﻠﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺇﻻ ﻣﻊ ﻛﺆﻭﺱ ﺍﻟﺠﻌﺔ
ﻭﺍﻟﺮﻗﺺ ﻟﻠﺘﺮﻭﻳﺢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻋﻤﻞ ﻣُﻀﻦٍ ﻭﺷﺎﻕ ...
ﻓﻘﻠﺖُ ﻭﻗﺪ ﺑﻠﻎ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ ﺍﻷﺭﺿﻲ:
ـ ﻟﻦ ﻳﺴﺘﻐﺮﻕ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﻻ ﺭﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ ﺃﻭ ﻧﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻛﺜﺮ،ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﻮﻑ ﻟﻦ
ﺃﺯﻋﺠﻚ.
ﺧﺮﺟﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﻌﺪ،ﻭﺗﻮﺟﻬﻨﺎ ﻧﺤﻮ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﺛﻢ ﺻﻌﺪﻧﺎ ﺇﻟﻴﻬﺎ. ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻄﻼﻗﻲ،ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ
ﺿﺎﺣﻜﺎ :
ـ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ...! ﺃﻧﺎ ﺃُﻗﺪِّﺭ ﺳﻌﻴﻚ ﻟﺘﺒﺮﺋﺔ ﻣﻮﻛﻠﻚ ... ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺎﻗﺔ ﻟﻲ ﻭﻻ ﺟﻤﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ... ﻓﺄﻧﺎ ﺑﺮﻱﺀ ﺑﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺬﺋﺐ ﻣﻦ ﺩﻡ ﻳﻮﺳﻒ ...
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﺿﺎﺣﻜﺎ:
ـ ﺃﻋﺮﻑ ... ﺃﻋﺮﻑ. ﻓﺄﻥﺍ ﻟﺪﻱ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻚ ﺑﺮﻱﺀ ﻭﻟﻢ ﺗﻘﺘﺮﻑ ﺃﻱ ﺫﻧﺐ .
ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻭﻗﺎﻝ:
ـ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ...!ﻟﻘﺪِ ﺍﻃﻤﺄﻥّ ﻗﻠﺒﻲ ﺍﻵﻥ ... ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺟﻴﺒﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺘﻚ ﺑﻜﻞ
ﺻﺮﺍﺣﺔ .
ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺗﺤﺪّﺛﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﺪﻗﻴﻖ ﻋﻦ ﻗﺼﺘﻚ ﻣﻊ ﺳﻠﻤﻰ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ.
ﺳﻜﺖ ﺑﺮﻫﺔ ﻭﺟﻴﺰﺓ ﻭﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻗﺎﺋﻼ:
ـ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ،ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ،ﺃﻧﺎ ﺷﺨﺺ ﻣﺪﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ... ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﺎ ﻣﺘﺰﻭﺝ
ﻣﻨﺬ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻮﺍﺕ ...
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﺳﺎﺋﻼ :
ـ ﻭﻛﻢ ﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ؟
ﻓﻀﺤﻚ ﻭﺃﺟﺎﺏ:
ـ ﻟﺴﻮﺀ ﺍﻟﺤﻆ،ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﻟﺪ ... ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺃﻧﻨﻲ ﺗﻌﺮﻓﺖُ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻤﻰ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﻮﺍﺩﻱ
ﺍﻟﻠﻴﻠﻴﺔ ... ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺟﺎﺑﺔ ﻭﻣُﻐﺮﻳﺔ،ﻭﺷﺎﺑﺔ ﻳﺎﻓﻌﺔ ... ﻟﻜﻦ ﺑﺼﺮﺍﺣﺔ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺎﻫﺮﺓ ...ﻣﻦ
ﺻﻨﻒٍ ﻻ ﻳﺮﻋﻮﻱ ﻋﻦ ﺗﺮﻳﻴﺶ ﺍﻟﺰﺑﻨﺎﺀ ... ﻓﺪﻋﻮﺕﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻭﻟﺘﻲ،ﺛﻢ ﺗﺤﺎﻭﺭﻧﺎ،ﻭﻋﺮﺿﺖُ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﻀﻲ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺑﺸﻘﺘﻲ،ﻓﻠﻢ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﻷﻧﻨﻲ ﺃﻏﺮﻳﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺎﻝ ... ﻭﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻟﻢ
ﻧﺘﻔﺎﺭﻕ ﺇﻻ ﺣﻴﻦ ﻋﺒﺮﺕ ﻟﻲ ﻋﻦ ﻓﻜﺮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﻤﻮﻛﻠﻚ ...ﻓﻠﻢ ﺃﻋﺎﺭﺽ،ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﻢ
ﺍﻟﺘﻔﺎﻫﻢ ﺑﻴﻨﻨﺎ ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻤﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻣﻌﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﻋﺮﺿﺖُ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺫﻟﻚ ... ﻣﻦ ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺤﺎﻝ،ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺑﻲ ﻳﻌﺮﻑ ﺃﺷﺨﺎﺻﺎ ﺫﻭﻱ ﻣﻨﺎﺻﺐ ﻋﻠﻴﺎ ...ﻭﺗﻤﻜَّﻨﺖ
ﺑﻔﻀﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺃﺟﻠﺒﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻲ ...
ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ :
ـ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ؟ ... ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺗﺨﻠَّﻴﺖ ﻋﻨﻬﺎ؟
ﻓﺼﻤﺖ ﻭﻫﻮ ﻳﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺭﻛﺒﺘﻴﻪ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ،ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
ـ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻌﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺮﻗﻨﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ... ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺳﻠﻤﻰ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﻌﻄﻬﺎ
ﺃﻧﺖ ﺑﻴﺪﻙ،ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﺠﺮﺅ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ... ﻟﻘﺪ ﻓﺖُ ﺃﻥ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻲ ﻣﺸﺎﻛﻼ ﻣﻊ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺬﺍ ﺗﺨﻠّﻴﺖُ ﻋﻨﻬﺎ...
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻪ:
ـ ﻭﻫﻞ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﻌﻼﻗﺘﻚ ﺑﺴﻠﻤﻰ؟
ﻓﺎﺑﺘﺴﻢ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ ﻭﻗﺎﻝ :
ـ ﺃﻧﺖَ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ... ﺃﺿﻒ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺘﺎ ﻣﻦ ﺣﻲ ﻭﺍﺣﺪ ...
ﻓﺼﺤﺖ ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺤﻮﺫﺕ ﻋﻠﻲَّ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ :
ـ ﺃﻟﻴﺲ ﺳﻠﻤﻰ ﻣﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﻣﻜﻨﺎﺱ؟
ﻓﺎﻧﻔﺠﺮ ﺿﺎﺣﻜﺎ ﻭﺃﺟﺎﺏ:
ـ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﺘﻪ ﻟﺨﻄﻴﺒﻬﺎ ... ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﺍﻟﺤﻲ ﺍﻟﺤﺴﻨﻲ ﺑﺎﻟﺪﺍﺭ
ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ... ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ ...
ﻓﻘﻠﺖ:
ـ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻋﻼﻗﺘﻚ ﺑﺴﻠﻤﻰ ...
ﻓﻘﺎﻝ ﺿﺎﺣﻜﺎ:
ـ ﺯﻭﺟﺘﻲ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺼﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻬﻢ ﺃﻥ ﻟﻠﺰﻭﺝ ﺣﻖ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻋﺸﻴﻘﺔ ...
ﻧﻈﺮﺕُ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻭﻗﻠﺖُ:
ـ ﺃﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻗﺪ ﺩﻓﻌﺖ ﺑﺎﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮﺓ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻟﻘﺘﻞ ﺳﻠﻤﻰ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ؟
ﻓﺄﻃﻠﻖ ﻗﻬﻘﻬﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﺃﺟﺎﺏ :
ـ ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺭﻗﺔ،ﻧﻌﻢ ... ﻟﻜﻦ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ،ﻓﺄﻧﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻔﻖ ﻣﻌﻚ ...ﻣﻦ ﻓﻀﻠﻚ،ﻟﻘﺪ
ﺑﻠﻐﺖُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﻳﺪ ... ﻓﺪﻋﻨﻲ ﺃﻧﺰﻝ ﻫﻨﺎ !
ﺃﻭﻗﻔﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ.ﻓﺼﺎﻓﺤﻨﻲ ﻭﻧﺰﻝ.ﻭﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻌﺪ،ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﻭﻗﺎﻝ ﻭﻫﻮ ﻳﻨﺤﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ :
ـ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ،ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺸﺘﺒﻪ ﻓﻴﻪ ﺳﻮﻯ ﻣﻮﻛﻠﻚ ... ﺭﺑﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ
ﺁﺧﺮ ﻓﺎﺳﺘﺸﺎﻁ ﻏﻀﺒﺎ ﻭﻗﺘﻠﻬﺎ ... ﺭﺑﻤﺎ ...
ﺛﻢ ﺍﺑﺘﻌﺪ ﻋﻨﻲ. ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻨﺘﺎﺝ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻫﻮ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ. ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺘﻜﻬﻦ ﺑﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ
ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ.ﻓﺎﻟﺰﻭﺟﺔ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﺷﻘﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ ﻭﺗﻘﺘﻠﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ
ﻭﺗﻐﺎﺩﺭ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﻫﺎ ﺃﺣﺪ. ﻟﻜﻨﻲ ﻏﻴﺮﺕُ ﺭﺃﻳﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺃﻥ ﺗﺘﺮﻙ ﺁﺛﺎﺭﺍ. ﻓﻜﻞ ﻗﺎﺗﻞ ﻻ ﻳﻬﺘﻢ ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﻣﺘﻮﺗﺮﺓ ﻭﻫﻮ ﻳُﻘﺪﻡُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺘﻞ. ﺍﻟﻤﻬﻢ،ﻏﺪﺍ ﺳﺘُﻈﻬﺮ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻼﺕ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺏ
ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ،ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﺳﺘُﻄﺮﺡ ﺗﺄﻭﻳﻼﺕ ﻭﺍﺳﺘﺨﻼﺻﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ . ﺍﻵﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ
ﻣﻨﺰﻟﻲ ﻭﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻮﻡ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ