ﻗﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ... بقلم الكاتب المغربي مصطفي بلقائد- مجلة نجوم الأدب والشعر

ــــــــ
ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﺳﻌﺔ
ــــــــ
ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺣﺘﻰ ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ،ﻭﻓﻲ ﻇﺮﻑٍ ﻭﺟﻴﺰ ﻛﻨﺖُ ﻫﻨﺎﻙ. ﺩﺧﻠﺖُ
ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﻣﻤﺮﺍًّ ﻳُﻔﻀﻲ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺘﺐ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﻤﻠﻚ. ﻭﺟﺪﺕ
ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺣﺎﺭﺳﺎ ﻓﻘﺪَّﻣﺖُ ﻟﻪ ﺑﻄﺎﻗﺘﻲ ﻣﻊ ﻗُﺼﺎﺻﺔ ﻛﺘﺒﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺭﻗﻢ ﺍﻟﻤﻠﻒ
ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻀﻴﺔ ﺳﻠﻤﻰ. ﻏﺎﺏ ﺍﻟﺤﺎﺭﺱ ﺑﻀﻊ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﺛﻢ ﻇﻬﺮ ﻭﺩﻋﺎﻧﻲ ﻟﻠﺪﺧﻮﻝ،ﻓﺪﺧﻠﺖُ.
ﻭﺟﺪﺕُ ﻧﻔﺴﻲ ﻓﻲ ﻗﺎﻋﺔ ﺭﺣْﺒﺔٍ ﻗﺪ ﺯُﻳِّﻨَﺖْ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻠﻮﺣﺎﺕ ﺍﻟﺰﻳﺘﻴﺔ ﻟﺮﺳّﺎﻣﻴﻦ ﻟﻢ ﺃﺗﻌﺮﻑ
ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻣﻜﺘﺐٌ ﺧﺸﺒﻲ ﺑﻨﻲُّ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﻻ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻪ ﺇﻻ ﺭﺃﺱ
ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﺻُﻒَّ ﻓﻮﻗﻪ ﻣﻦ ﻣﻠﻔﺎﺕ. ﺗﻘﺪَّﻣﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻭﺃﺩّﻳﺖُ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ،ﻓﺮﺩّﻫﺎ
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﻋﺮﻳﻀﺔ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﺤﺚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﻔﺎﺕ. ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻲ ﻗﺮﺃﺕُ
ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ ﻓﻤﻼﻣﺢ ﻭﺟﻬﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ
ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺗﺼﺒﺢُ ﺻﺎﺭﻣﺔ . ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺒﺪﻭ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﻨﻈﺮﺍﺗﻪ
ﺍﻟﺤﺎﺩّﺓ ﻭﺭﺃﺳﻪ ﺍﻷﺻﻠﻊ. ﺃﻣﺮﻧﻲ ﺑﺎﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﺠﻠﺴﺖ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ :
ـ ﻳﺎ ﺃُﺳﺘﺎﺫ ﻛﺮﻳﻢ ...! ﺃﻧﺖ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﻫﻴﺄﺓ ﺍﻟﻤﺤﺎﻣﻴﻦ ﻭﺃﻣﺎﻣﻚ ﻗﻀﻴﺔ ﺷﺎﺋﻜﺔ ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻟﻲ
ﺃﻥ ﺩﻓﺎﻋﻚ ﺳﻴﺘﺄﺛﺮ ﺑﻬﺠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺷﺨﺺ ﺃﻋﺘﻰ ﻣﺤﻘﻖ ﻟﻠﺸﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ
ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺣﺮﺍﺷﻲ ... ‏( ﺳﻜﺖ ﺑﺮﻫﺔ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺘﺼﻔﺢ ﻣﻠﻒ ﻗﻀﻴﺘﻲ ﺛﻢ
ﺗﺎﺑﻊ ‏) ... ﻓﻤﺤﻀﺮ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻫﻨﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺭﻫﻦ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﻝ
ﻫﻮ ﻣﻦ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻬﻢ ... ﻓﻬﻨﺎﻙ ﺷﻬﻮﺩ ﻳﻘﺴﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ
ﻛﺎﻥ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ...ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﺸﻘﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺃﻱ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﺃﻭ ﺁﺛﺎﺭ ﺃﺣﺬﻳﺔ ﻟﺸﺨﺺ
ﺁﺧﺮ ... ﻭﺣﺴﺐ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﺎﻟﺠﺎﻧﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﻘﺘﻞ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﻴّﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﺑﻤﺎ
ﺧﺎﻧﺘﻪ ﻣﻊ ﻏﻴﺮﻩ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻼ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺛﺎﺭ ﻏﻀﺒﻪ ﻓﺨﻨﻘﻬﺎ ﻟﻴﻨﺘﻘﻢ ﻣﻨﻬﺎ ...
ﺻﻤﺖ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻧﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﺑﺈﻣﻌﺎﻥ ﻣﻨﺘﻈﺮﺍً ﺭﺩّﻱ،ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﺃﻥ ﺃﺏ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻗﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺧﻨﻖ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ
ﺧﻮﻓﺎ ﺭﺑﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ ﻷﻥ ﻣﻮﻛﻠﻲ ﻳﻘﺴﻢ ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ
ﺣﺎﻣﻼ ... ﺛﺎﻧﻴﺎ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺩﺧﻮﻝ ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻢ ﺗﺜﺮ ﺇﻧﺘﺒﺎﻩ ﺳﻜﺎﻥ
ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ... ﻛﺄﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﺜﻼ ﻣﺮﺗﺪﻳﺎ ﺟﻠﺒﺎﺑﺎ ﻧﺴﻮﻳﺎ ... ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻟﻦ ﻳﻬﺘﻤﻮﺍ
ﺑﺎﻣﺮﺃﺓ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ...ﺛﻢ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻌﻞ ﺣﺬﺍﺀً ﻣﻐﻄﻰ ﺑﻜﻴﺲ
ﺑﻼﺳﺘﻴﻜﻲ... ﻫﺬﻩ ﻓﻘﻂ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﻳُﺮﺟﻰ ﺃﺧﺬﻫﺎ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻹﻋﺘﺒﺎﺭ ...
ﻓﺘﺒﺴﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﻭﻟﻮﺡ ﺑﻮﺭﻗﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮ ﻗﺎﺋﻼ:
ـ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﻘﺎﻃﻊ ... ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻭﺑﺎﻻ ﻋﻠﻰ ﺩﻓﺎﻋﻜﻢ ...
ﻓﻘﻤﺖُ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻭﺍﺳﺘﻠﻤﺖ ﻣﻨﻪ ﻧﺺ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺷﺮﻋﺖ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﺑﺼﻤﺖ
ﻭﺟﺪﻳﺔ . ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻗﺮﺃﺕُ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ:
'' ﺣﺒﻴﺒﺘﻲ ﺳﻠﻤﻰ
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻣُﻠﺰﻣﺎ ﺑﺄﻥ ﺃﺿﻊ ﺣﺪﺍًّ ﻟﻌﻼﻗﺘﻨﺎ ﻷﻥ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﻛﻞ ﺗﻜﻬﻨﺎﺗﻲ ...
ﻓﺄﻧﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﺣﺬﺭﺗﻚ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻊ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻭﺭﻃﺔ،ﻟﻜﻨﻚ ﺃﻟﻘﻴﺖِ
ﻛﻼﻣﻲ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻭﺃﺻﺮﺭﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻤﻞ؛ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻀﻌﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺣﺮﺝ ﻷﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ
ﺃﻗﻒ ﻓﻲ ﻗﻔﺺ ﺍﻹﺗﻬﺎﻡ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ.
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻨﻚ،ﻭﺃﺭﺟﻮﻙ ﻵﺧﺮ ﻣﺮّﺓ ﺃﻥ ﺗﺨﻀﻌﻲ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﺟﻬﺎﺽ ﺣﺘﻰ ﺗﻨﺘﻬﻲ
ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﺨﻴﺮ ﻭﺑﺴﻼﻡ. ﻓﺈﻥ ﺭﻓﻀﺖ ﻓﺄﻧﺎ ﺳﺄﻛﻮﻥ ﻣﻀﻄﺮﺍ ﻷﻥ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺤﻤﺎﻗﺔ ﻗﺪ ﺗﺆﺫﻳﻚ.
ﺣﺒﻴﺒﻚ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ''.
ﺃﻋﺪﺕُ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﻮﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﻭﺃﻏﻠﻘﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ:
ـ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﻚ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻨﻘﺎﺵ؟
ﻓﺄﺟﺒﺖُ ﺑﻜﻞِّ ﻫﺪﻭﺀ:
ـ ﻟﺪﻱَّ ﺭﺃﻳﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺴﺘﺠﻮﺏُ ﺧﻼﺻﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﻧﺆﺟﻞ ﺟﻠﺴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﺖ ﺁﺧﺮ
ﻭﻧﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻗﺎﺿﻲ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻥ ﻳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﺧﻴﻮﻁ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .
ﻓﺼﺎﺡ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ :
ـ ﺗﻔﻀّﻞْ!
ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﺭﺃﻳﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺃﻱ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻬﺎ؛ﻓﻠﻢ
ﻳﺄﺕ ﺃﻱ ﺫﻛﺮ ﻟﻸﺳﻤﺎﺀ ﺇﻻ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ،ﺯﺩ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ
ﻷﻥ ﻳﺒﻌﺚ ﺭﺳﺎﺋﻼ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﺷﺎﺀ ﻟﺸﻘﺘﻬﺎ؛ﺛﻢ ﻻ ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ
ﻳﻘﻄﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ...
ﻓﻘﺎﻃﻌﻨﻲ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ:
ـ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺃﺣﺪﺍ ﻟﻴﺒﻠﻎ ﺭﺳﺎﺋﻠﻪ ﻟﻠﻀﺤﻴﺔ.
ﻓﻘُﻠﺖُ:
ـ ﻭﺃﻳﻦ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻷﺧﺮﻯ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺑﺎﻧﺪﻫﺎﺵ:
ـ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺇﻻ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ... ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ
ﺫﻱ ﻗﻴﻤﺔ ﻓﺄﻫﻤﻠﺘﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ.
ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﻭﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻣﻮﻛﻠﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺃﻱ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺩﺭﺍﺳﻲ ... ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻘﺴﻢ
ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺇﺑﺘﺪﺍﺋﻲ ﻣﻤﺎ ﻳُﻈﻬﺮ ﺃﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﺃﻭﻻ ﻋﻠﻰ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺛﺎﻧﻴﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﺒﺮ ﺑﺬﻟﻚ
ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ :
ـ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺍﻫﻴﺔ ﻷﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﻣﻮﻛﻠﻚ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﺎﺗﺒﺎ ﻣﻦ ﺃﻗﺎﺭﺑﻪ ﺃﻭ
ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ...
ﻓﺄﺿﻔﺖ:
ـ ﻳﺒﻘﻰ ﺃﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺏ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ...
ﻓﺮﺩَّ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ:
ـ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺳﺘﻌﺾ ﺑﻨﻮﺍﺟﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﻣﻮﻛﻠﻚ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ
ﻣﻊ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻘﺘﻬﺎ،ﻭﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﺘﻬﻤﺘﺎﻥ ﻛﺎﻓﻴﺘﺎﻥ ﻟﻠﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺍﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺑﺜﻼﺛﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻧﺎﻓﺬﺓ.
ﻓﻘﻤﺖُ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻭﻗﻠﺖُ:
ـ ﻫﻞ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﻣﻮﻛّﻠﻲ ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻊ ﻛﻠﻔﺔ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﺣﺘﻰ ﺣﻀﻮﺭ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﻭﻫﻮ ﻳُﺤﺮِّﻙُ ﺭﺃﺳﻪ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ:
ـ ﻫﺬﺍ ﻃﻠﺐ ﻣﺮﻓﻮﺽ ...ﺛﻢ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﻖ ﻟﻠﺠﻠﺴﺔ ﺇﻻ ﻳﻮﻣﻴﻦ ...
ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ...ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻳﻮﻣﺎﻥ ﻷﺟﺪ ﺃﺏ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﻣﻮﻛﻠﻲ
ﻷﻧﻨﻲ ﻣﻮﻗِﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﻨﺴﻮﺑﺔ ﺇﻟﻴﻪ.
ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻡ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻭﻳﺼﺎﻓﺤﻨﻲ:
ـ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻳﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ !
ﻓﻐﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﻣﺴﺮﻋﺎ ﻧﺤﻮ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺤﺘﺎﺭٌ ﻓﻲ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﺳﺄﺯﻭﺭ. ﻟﻜﻨﻲ
ﻗﺮﺭﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺰﻳﺎﺭﺓ ﺃﻡ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ ﻷﻥ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ﻗﺪ ﺃﻏﻠﻘﺖ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ
ﻭﻋﻠﻲَّ ﺃﻥ ﺃﻗﻮﻡ ﺑﺒﺤﺚ ﻣﻀﻦٍ ﻟﻜﻲ ﺃﻋﺮﻑ ﺃﻳﻦ ﻳﺴﻜﻦ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻷﻧﻨﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﻮﺡ ﻟﻲ
ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﻟﻲ ﻓﻲ ﻟﻘﺎﺋﻨﺎ ﺍﻷﻭﻝ.
ﻓﺼﻌﺪﺕُ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖُ ﻧﺤﻮ ﻣﻨﺰﻝ ﻣﻮﻛﻠﻲ .
ـــــــــــــــــــــــــــ
ﻳُﺘﺒﻊ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ