ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ
ـــــــ
ﻭﺻﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﻬﻰ( ﺍﻟﻤﻴﺘﻮﺑﻮﻝ ) ،ﻭﻫﻮ ﻣﻘﻬﻰ ﻓﺨﻢ ﻭﻻ ﺗﻜﺎﺩ ﺗﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ
ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺠﺴﺴﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻳﻮﺩﻭﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﺳﺮﺍﺭﻫﻢ ﺍﻟﺨﻔﻴﺔ. ﺃﺧﺬﻧﺎ
ﻃﺎﻭﻟﺔ،ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﺕُ ﺣﺘﻰ ﻳﺨﺪﻣﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﻛﻲ ﺃﺷﺮﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ . ﻭﻃﻴﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺘﻈﺎﺭ
ﻛﻨﺖُ ﺃﺗﻔﺮَّﺱُ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮﺓ ﻷﺣﺪِّﺩ ﺷﺨﺼﻴﺘﻬﺎ. ﻓﻬﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﺟﻠﺒﺎﺑﺎ ﻋﺼﺮﻳﺎ
ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻹﻏﺮﺍﺀ ﻭﻗﺪ ﻟﻄَّﺨﺖ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﺑﺸﺘﻰ ﺍﻷﺻﺒﺎﻍ،ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻳﻜﻦ ﻓﻜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮ ﻟﻢ
ﺗﺤﺠﺐْ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﺑَّﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻦ .ﻭﺑﺼﺮﺍﺡﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺫﺍﺕ ﺣﺴﻦ،ﺃﻭ
ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﺗُﺤﺲُّ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﺿﻄﺮﺍﺏ ﻭﺍﻟﺨﺠﻞ.
ﻗﺪَّﻡَ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺩﻝ ﻣﺎ ﻃﻠﺒﻨﺎ،ﻓﺮﺃﻳﺘﻬﺎ ﺗﻔﺘﺢُ ﺣﻘﻴﺒﺔ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﺗُﺨﺮﺝُ ﻋﻠﺒﺔ ﺳﺠﺎﺋﺮ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ
(ﻣﺎﺭﻟﺒﻮﺭﻭ ) ﻭﺗﺸﻴﺮُ ﺇﻟﻲ ﺑﺮﺃﺳﻬﺎ ﺃﻥ ﺃﺳﺤﺐ ﻟُﻔﺎﻓﺔ. ﺣﺮﻛﺖُ ﺭﺃﺳﻲ ﺑﺎﻟﻨﻔﻲ،ﻓﺴﺤﺒﺖْ
ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﺃﺷﻌﻠﺘﻬﺎ. ﺣﺮﻛﺖُ ﻗِﻄﻊَ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻓﻲ ﻓﻨﺠﺎﻧﻲ ﺛﻢ ﻗﻠﺖُ:
ـ ﻟﻨﺘﺤﺪﺙْ ...!ﻓﺄﻧﺎ ﻣُﺠْﺒﺮٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻐﺎﺩﺭﺓ ﻷﻥ ﻟﺪﻱَّ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃُﻧﻬﻴﻬﺎ ... ﻣﺎ
ﺇﺳﻤﻚ؟
ﻓﺮﺩﺕْ ﻭﻫﻲ ﺗﻨﻔﺚ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ:
ـ ﺳﻌﺎﺩ ﺣﺠﻮﺟﻲ ...
ﻓﺄﺿﻔﺖُ:
ـ ﺇﺫﻥ؟ ... ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﺗﻮﺩﻳﻦ ﺃﻥ ﺗُﻄﻠﻌﻴﻨﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ ...
ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺑﺎﺑﺘﺴﺎﻣﺔ ﺻﻔﺮﺍﺀ :
ـ ﻧﻌﻢ ...ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﺔ ... ﺑﺎﻟﻄﺐﻉ ﻳﺠﺐ ﺍﺣﺘﺮﺍﻡ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ... ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺒﻘﻰ
ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ ﺇﻧﺴﺎﻧﺔ ﺳﺎﻗﻄﺔ ... ﻓﻤﻨﺬ ﻣﺠﻴﺌﻬﺎ ﺗﻐﻴَّﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ...
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻬﺎ ﺑﻠﻄﻒ:
ـ ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﺳﺮﻗﺖْ ﻋﺸﻴﻘﻚ؟ ...ﺃﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ؟ ...
ﻓﺄﺟﺎﺑﺖ ﺑﺤﺪّﺓ:
ـ ﻧﻌﻢ،ﻧﻌﻢ ... ﺃﻧﺎ ﻟﻦ ﺃﺧﻔﻲ ﻋﻨﻚ ﺷﻴﺌﺎ ... ﻓﺄﻧﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﻨﺖُ ﺳﻜﺘﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ
ﺗﻈﻬﺮ... ﻭﻛﻨّﺎ ﺳﻨﺘﺰﻭﺝ ... ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻫﺪﻣﺖْ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ... ﻧﻌﻢ،ﻟﻘﺪ ﺃﻓﺴﺪﺕ ﺣﻴﺎﺗﻲ ...
ﻓﻘﻠﺖُ ﺑﻠُﻴﻮﻧﺔ:
ـ ﻭﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺍﻓﻘﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻟﺸﻘﺘﻬﺎ؟
ﻓﻘﺎﻟﺖ :
ـ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ...ﻟﻘﺪ ﺗﺒﻌﺘﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﺭﺃﻳﺘﻬﻤﺎ ﻳﺪﺧﻼﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻄُﻦُ ﻓﻴﻬﺎ ...
ﻓﻘﻠﺖُ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ:
ـ ﻟﻜﻦ ﺃﻏﻠﺐ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻳﺆﻛﺪّﻭﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﻭْﺍ ﻣُﻄﻠﻘﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻞُ ﺭﺟﻼ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﻳﺪﺧﻞ
ﻣﻌﻬﺎ ﺷﻘﺘﻬﺎ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ ﺑﺴﺨﺮﻳﺔ :
ـ ﻷﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺴﺄﻟﻬﻢ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﺑﺼﺤﺒﺘﻬﺎ ﺇﻣﺮﺃﺓ ... ﻓﺎﻟﻤﺪﻳﺮ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻭﺿﻊ ﺟﻠﺒﺎﺑﺎ
ﻧﺴﻮﻳﺎ ﻭﺷﻌﺮﺍ ﻣﺴﺘﻌﺎﺭﺍ ... ﺃﺭﻯ ﻣﻦ ﺗﻌﺎﺑﻴﺮ ﻭﺟﻬﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﺴﺒﺎﻧﻚ ...
ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻘﺪ ﺃﻟﻤَّﺖْ ﺑﻲ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ،ﻓﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻑ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥُ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ
ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﺳﺘﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺎﻟﻀﺤﻴﺔ .ﺳﻜﺘْﺖُ
ﺑﺮﻫﺔ ﺛﻢ ﻗﻠﺖُ:
ـ ﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺘﺄﻛﺪﺓ ﻣﻤﺎ ﺗﻘﻮﻟﻴﻦ ﺃﻡ ﻓﻘﻂ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﺮﻙ.
ﻓﺼﺎﺣﺖ:
ـ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺳﺄﻧﺘﻘﻢ ﻣﻨﻪ؟ ... ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺑﺄﻧﻪ ﺃﻋﺎﺩﻧﻲ ﻟﻤﻨﺼﺒﻲ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﺔ ...
ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ،ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ... ﻟﻜﻦ ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ
ﻳﺰﻭﺭ ﺳﻠﻤﻰ ﻫﻮ ﺭﺷﻴﺪ ﺍﻟﺤﺮّﺍﻕ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻭﺍ ﺃﻧﻬﻢ ﺭﺃﻭﺍ ﺑﻤَﻌِﻴﺘﻬﺎ ﺇﻣﺮﺃﺓ ﺃﻭ ﺃﺣﺪﺍ ﺁﺧﺮ ...
ﻓﺎﺳﺘﺸﺎﻃَﺖْ ﻏﻀﺒﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺑﻨﺮﻓﺰﺓ :
ـ ﺃﻧﺎ ﺃﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ...
ﻓﻘﻠﺖُ ﻟﻬﺎ ﺑﺒﺮﻭﺩ :
ـ ﻫﻞ ﻛﻨﺖِ ﺗﻤﺘﻬﻨﻴﻦ ﻋﻤﻼ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗُﺼﺒﺤﻲ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺓ؟
ﻓﺄﺷﺮﻕ ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻭﺃﺟﺎﺑﺖ ﺿﺎﺣﻜﺔ:
ـ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖُ ﺃﺯﺍﻭﻝُ ﻣﻬﻨﺔ ﺍﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻣﻊ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺍﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ ﻭﻗﻤﺖُ ﺑﺎﻟﻐﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﻤﻬﺮﺟﺎﻧﺎﺕ ... ﻟﻚﻧﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﻓﻠﺢ ﻓﻲ ﻣﺸﻮﺍﺭﻱ ... ﻭﻭﺟّﻬﺖ ﺩﻓّﺔ ﻏﺎﻳﺘﻲ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﻴﺎﺕ
ﻭﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺩﺑﻠﻮﻣﻲ ... ﺍﻟﻤﻬﻢ ﻫﻮ ﺃﻧﻨﻲ ﺻﺎﺭﺣﺘﻚ ﺑﻤﺎ ﺃﻋﺮﻑ ﻷﻧﻨﻲ ﺃﻣﻀﻴﺖُ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻳُﺮﺛﻰ ﻟﻬﺎ،ﻭﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻱ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻮ
ﺍﻟﺠﺎﻧﻲ ...
ﻓﻘﻠﺖ ﺑﺎﻧﺪﻫﺎﺵ:
ـ ﻭﻣﻦ ﻓﻲ ﺭﺃﻳﻚ ﻗﺪ ﻳُﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﺍﻟﺸﻨﻴﻌﺔ؟ ... ﻫﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪﻳﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻫﻮ
ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻫﻮ ﻟﻴﺘﺨﻠَّﺺَ ﻣﻦ ﺳﻠﻤﻰ ﻷﻧﻬﺎ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺣﺎﻣﻼ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺪ ﻫﺪﺩﺗﻪ
ﺑﺮﻓﻊ ﺷﻜﻮﻯ ﺿﺪﻩ؟
ﻓﺮﺩَّﺕْ ﻭﻫﻲ ﺗﻌﺾُّ ﺷﻔﺘﻬﺎ ﺍﻟﺴﻔﻠﻰ :
ـ ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﺎﻗﻄﺔ ﺣﺎﻣﻼ؟ ... ﻣﻤﻜﻦ... ﻣﻦ ﻳﺪﺭﻱ؟...
ﻓﻘﻠﺖُ:
ـ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳﺄﺳﺘﺪﻋﻴﻚ ﻟﻤﻨﺼﺔ ﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻷﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻋﺘﺮﺍﻓﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﻐﻴّﺮ
ﻣﺠﺮﻯ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ... ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ،ﺣﻴﻦ ﻛﻨﺖِ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﺮ،ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﻟﻚ ﺭﺳﺎﺋﻼ
ﻏﺮﺍﻣﻴﺔ؟
ﻓﻀﺤﻜﺖْ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩﺕ ﺗﺴﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻔﺎﻫﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ:
ـ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﻐﻔﻞ؟ ...! ﻫﻬﻬﻪﻩ ... ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻚ،ﻑﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﺒﻜﺎﻟﻮﺭﻳﺎ ...ﻓﻖﺩ ﺭﺳﺐَ
ﻓﻴﻬﺎ ... ﻭﻟﻮﻻ ﻭﺳﺎﻃﺔ ﺃﺑﻴﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﻳﺘﺴﻜﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻛﺎﻟﻌﺎﻃﻠﻴﻦ ...
ﻧﻈﺮﺕُ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻲ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺠﺎﻭﺯﺕْ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮﺓ ﺻﺒﺎﺣﺎ ﺑﻨﺼﻒ ﺳﺎﻋﺔ،ﻓﺮﺃﻳﺖُ ﺃﻧﻪ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﻛﻴﻞ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻭﺍﻹﻃﻼﻉ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻀﺮ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ.
ﻓﻘُﻤﺖُ ﻣﻦ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﺴﻜﺮﺗﺮﺓ ﺗﺮﺍﻗﺒﻨﻲ ﺑﻨﻈﺮﺍﺕ ﻣﺘﺴﺎﺋﻠﺔ،ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ:
ـ ﺳﺄﺗﺮﻛﻚ ﺍﻵﻥ ... ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻗﺪ ﺃﺳﺘﺪﻋﻴﻚ ﻟﻠﻤﺤﻜﻤﺔ ... ﻟﻜﻨﻲ ﺳﺄﻗﻮﻝ ﻟﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﺄﻧّﻲ
ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺿُﻠﻮﻉ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ...
ﻓﻘﺎﻃﻌﺘﻨﻲ:
ـ ﻭﺑﻤﺎﺫﺍ ﺗﺒﺮِّﺭُ ﺫﻟﻚ؟
ﻓﺄﺟﺒﺖُ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎ:
ـ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻛﻨﺖِ ﺳﺘﻌﺮﻓﻴﻦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ... ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ!
ﻟﻮّﺣﺖُ ﻟﻠﻨﺎﺩﻝ ﻓﺎﻗﺘﺮﺏ. ﺩﻓﻌﺖُ ﻟﻪ ﺍﻟﻔﺎﺗﻮﺭﺓ ﻭﺧﺮﺟﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬﻰ ﻣﺴﺮﻋﺎ. ﺻﻌﺪﺕُ
ﻟﺴﻴﺎﺭﺗﻲ ﻭﺍﻧﻄﻠﻘﺖ ﺑﻬﺪﻭﺀ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ.
ــــــــ
ﻳُﺘﺒﻊ
ــــــــــــــــــــــــــــ
موضوع: ﻗﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ... بقلم الكاتب المغربي مصطفي بلقائد - مجلة نجوم الأدب رالشعر 
الثلاثاء أكتوبر 20, 2015 5:42 am
