ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺗﻰ ﻣﻊ ﻭﻓﺪِ ﺍﻟّﺮﻳﺢ ﺍﻟﻤُﺮﺳﻠﺔ
ﺗﺄﺑﻂ ﺷﺮﺍً ، ﻭﺑﺴﺮﻋﺔٍ ﻏﺮﻳﺒﺔ
ﺃﺭﺗﺪّ ﺣﺴﻴﺮﺍً
ﻣُﻀﺮّﺟﺎً ﺑﺠﺮﺍﺣﺎﺕٍ ﻭﺩِﻣﺎﺀ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻬﺮﺕ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ
ﺃﺣﺼﻲ ﺍﻵﻟﻲ ﻓﻲ ﺩﺭﻭﺑﻪ ﺍﻟﻤﺘﻌﺮّﺟﺔ
ﻧﺎﻇِﺮٌ ﻓﻲ ﺷﺠﻦٍ
ﻓﻮﻕ ﻣﺤﺮﺍﺑﻪ ﺍﻟﻤﺴﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻀﺠﻴﺞ
ﻗﻀﻰ ﻧﺤﺒﻪ ﻣﻨﺘﺤﺮﺍً
ﺃﺣﻼﻣﻲ ﺍﻟﻮﺍﻫﻴﺔ ﻣﻀﺖ ﻣﻌﻪ ﺑﻼ ﺛﻮﺍﺏ
ﻭﺗﻼﺷﺖ ﺭﻣﺎﺩﺍً ﻓﻲ ﻣﻮﻗﺪِ ﺍﻟﻬﺒﺎﺀ
ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﺀﺓ
ﺍﻟﻘﺎﺑﺾ ﻋﻠﻰ ﺫﻳﻞ ﺣﻠﻤﻪ
ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻠﻌﺐ ﺍﻟﻜُﺮَﻩ
ﺃﻭ ﺗُﻐﺮﻳﻪ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ
ﻭﺟﻬﻪ ﻳﺘﻔﺼّﺪ ،
ﻭﺟﺴﺪﻩ ﺍﻟﻨﺤﻴﻞ ﻳﺮﺗﺠﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻮﻑ
ﺗﺨﻨﻘﻪ ﻋَﺒﺮﺍﺗﻪ ﻭﻻ ﻫﻮﺍﺀ
ﺯُﻓﺮﺓ ﻣﻠﻞ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻩ
ﺭﻭﺣﻪ ﺗﺘﻔﺘّﺢ ﻭﺟﻌﺎً ﻭﺿﻴﻘﺎً
ﺭُﺑّﻤﺎ ﻳﺴﺘﺤﻀﺮ ﺃﻳﺎﻣﻪ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﺌﻴﺔ ﺑﺎﻟﺒﻬﺠﺔ
ﻭﺭُﺑﻤﺎ ﻳﺨﻮﺽ ﻣﻮﺗﺎً ﻻ ﻣﻼﻣﺢ ﻟﻪ
ﻳﺤﻤﻠﻨﻲ ﻟﻠﺒﻜﺎﺀ
ﺃﻣﻀّﻪ ﺍﻟﺒﺆﺱ
ﻭﺃﺛﻘﻠﺖ ﻛﺎﻫﻠﻪ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻗﺒﻞ ﺳﻦّ ﺍﻹﺣﺘﻼﻡ
ﻳﻌﺘﺼﺮ ﻗﻠﺒﻪ ﺍﻷﺳﻰ
ﻣﻼﺑﺴﻪ ﺍﻟﺮﺛّﻪ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﺼﻤﺔ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ
ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ ﺗُﺸﻲ ﻟﻠﺮِّﺛﺎﺀ
ﻓﻲ ﻋﻴﻨﺒﻪ ﺷُﻌﺎﻉٌ ﻳُﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﺤﻠﻢ
ﻭﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﻟﻸﻟﻢ
ﻧﻀﺮﺍﺗﻪ ﺍﻟﺸﺎﺭﺩﺓ ﺗﺠﻮﺏ ﺯﻫﻮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ
ﻭﻃﻨﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘِﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻻ ﺗﺠﻒ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪِّﻣﺎﺀ
ﻳﺘﻮﺳّﺪ ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ
ﻭﻳﻤﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﺻِﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ
ﺑﻼ ﻫُﺪﻯ
ﺻﻮﺕ ﺍﻟﺮﻋﺪ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ
ﻭﻻ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻟﻠﺸّﺮﻓﺎﺀ
ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺣﺴﺐ ﺭﻏﺒﺔ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ
ﻭﺷﻴﻮﺥ ﺍﻟﻔﻴﺪ ﻭﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ
ﺍﻟﻤُﺘﺨﻤﺔ ﺑﺄﺷﻼﺀ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ
ﺗﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻫﺎﻣﺶ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ، ﻭﺗُﺨﻮﻡ ﺍﻟﺒﺸﺮ
ﺗﻬﺰﺝ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﺰﺍﻣﻞ ﺍﻟﺤﺮﺑﻲ
ﺑﻌﻘﻴﺪﺓ ﺍﻟﻐﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ
ﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ