ﻣﻮﺍﻃﻦ ﺑﻼ ﻭﻃﻦ ................
ﻣﻦ ﺃﻳﻘﻈﻮﺍ ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻓﻲ ﺍﻵﻣﻨﻴﻦ؟
ﻭﺃﻓﺰﻋﻮﺍ ﺃﺣﻼﻡ ﺍﻟﻨﺎﺋﻤﻴﻦ
ﻭﺃﺷﻌﻠﻮﺍ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻮﺍﻗِﺪﻫﻢ
ﻭﺃﺣﺮﻗﻮﺍ ﺍﻟﻮﺭﺩ ﻭﺍﻟﻴﺎﺳِﻤﻴﻦ
ﻭﻛﻴﻒ ﻟﺸﻌﺐٍ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺮﻳﺢ ؟
ﻓﻲ ﻇﻞ ﻭﺿﻊٍ ﻣُﻌﻘّﺪ ﻫﺠﻴﻦ
ﻭﻫﻞ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﻤﻞ ؟
ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﻣﺮّ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ
ﺷﻌﺐٌ ﻳﻨﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻗﻊٍ
ﻣُﻌﻔّﺮ ﺑﺎﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﻔﺎﺳﺪﻳﻦ
ﻓﻘﺮٌ ﻭﺟﻮﻉٌ ﻭﻣﻮﺟﺔ ﻏﻼﺀ
ﺗﻌﺼﻒ ﺑﺸﻌﺐٍ ﻋﺰﻳﺰٌ ﺃﻣﻴﻦ
ﻭﺃﻭﺿﺎﻉ ﺗﻨﺬﺭ ﺑﻜﺎﺭﺛﺔٍ
ﺗﺄﺗّﺖ ﻣﻦ ﺣﻜﻢِ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﻳﻦ
ﺑﻼﺩ ﺗﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﺣﻀﻨِﻬﺎ
ﺑﺪﻭﻥ ﻓﺮﺍﺵِ ﻛﺎﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ
ﺑﻼﺩ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺃﺭﺿﻬﺎ
ﺗﺼﺮﺥ ﻭﺗﻨﺪﺏ ﺑﺼﻤﺖٍ ﺣﺰﻳﻦ
ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﻟﻨﺎ ﻣﻮﻃِﻨﺎً
ﻳﺤﻮﻱ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ
ﻳﺸﻜﻮ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﻣﻦ ﺿﻴﻘﻪ
ﻣﺤﺎﺻﺮ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﻌﺎﻃِﻠﻴﻦ
ﺗﺒﻨّﻰ ﺍﻟﺮ ﺻﻴﻒ ﻋﻮﺍﻃِﻔﻨﺎ
ﻭﺻﺎﺭ ﺃﺭﺣﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻣﻦ ﻣﻮﺟﺔ ﺍﻟﺒﺮﺩ ﺃﺟﺴﺎﺩﻧﺎ
ﺑﻼ ﺣﺲّ ﻭﻣُﺘﻌَﺐ ﻻ ﺗﺴﺘﻜﻴﻦ
ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻼ ﻣﻮﻃﻦٍ
ﻭﺃﺻﺒﺢ ﻣِﺜﺎﻻً ﻟﻠﺴﺎﺧﺮﻳﻦ
ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﺎﺑﻊ ﺫﻟﻴﻞ
ﻓﻲ ﺧﺎﻥ ﺗِﻌﺪﺍﺩ ﺍﻟﻨﺎﺧِﺒﻴﻦ
ﻭﻟﻴﺲ ﻫُﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﻮﻗﻒُ
ﺣﺮﺑﺎً ﺭﺣﺎﻫﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﻴﻦ
ﺣﺮﺑﺎً ﺿﺮﻭﺳﺎً ﻗﺪ ﺃﺯﻫﻘﺖ
ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ
ﺃﻣﺸﻲ ﻭﻗﻠﺒﻲ ﻫُﻨﺎ ﻓﻲ ﻳﺪﻱ
ﺃﺧﺸﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻫِﺒﻴﻦ
ﻟﻢ ﻧُﺪﺭﻙ ﺍﻟﻔﺠﺮ ﻭﺃﺣﻼﻣﻨﺎ
ﺻﺎﺭﺕ ﺑﺄﻳﺪﻱ ﺍﻟﻤُﺘﺤﺎﺭِﺑﻴﻦ
ﻋﺎﺙ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﺑﺄﻋﻤﺎﺭِﻧﺎ
ﻭﺻﺮﻧﺎ ﻋﺒﻴﺪﺍً ﻟﻠﻈﺎﻟﻤﻴﻦ
ﺑﻄﻮﻥ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ ﺃﻣﺘﻸﺕ
ﻣﻦ ﻟﺤﻢ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﺠﺎﺋﻌﻴﻦ
ﻳﻨﺎﻣﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﻙ ﺃﻭﺟﺎﻋﻨﺎ
ﺑﻜﻞ ﺇﻋﺘﺰﺍﺯٍ ﻭﻓﺨﺮ ﻣُﻬﻴﻦ
ﺁﻩ ﻣﻦ ﺣُﺮﻗﺔ ﺍﻷﻣﻨﻴﺎﺕ
ﻭﻣﻦ ﺣﻠﻢ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻭﺻﺎﺭ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﺭﺅﻭﻑ ﻭﺩﻭﺩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺪﻣﻴﻦ
ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻛﺄﻧﻲ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ
ﻋﻠﻰ ﺑُﻌﺪ ﺻﻤﺖٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ
ﻓﻜﻴﻒ ﺃﺣﺒﻚ ﺃﻳﺎ ﻣﻮﻃِﻨﻲ ؟
ﻭﻗﺪ ﺻُﺮﺕَ ﻣﺄﻭﻯ ﻟﻠﻔﺎﺳﺪﻳﻦ
ﻳُﺤﺎﺻﺮﻧﺎ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮﺏ
ﻭﺻﺪﺭﻙ ﻳُﻀﻴﻖ ﺑﺎﻟﻄﻴﺒﻴﻦ
ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻚ ﺣﺎﺟِﺰ ﻣﻨﻴﻊ
ﻭﻣﺆﺻﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺍﻟﺤﺎﻟﻤﻴﻦ
ﻛﺄﻧﻚ ﺗُﺮﺍﻗﺐ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻤﺪﻯ
ﺁﺧﺮ ﺷﻘﺎﻭﺓ ﺍﻟﻜﺎﺩﺣﻴﻦ
ﺃﺟﻮﻉ ﺣﻨﻴﻨﺎً ﺇﻟﻰ ﺣﻀﻨﻚ
ﻭﻟﻢ ﺃﻟﻖِ ﺷﻴﺌﺎً ﻏﻴﺮ ﺍﻷﻧﻴﻦ