ﻗﺼﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺎﺕ..بقلم الشاعر المغربي مصطفي بلقائد - مجلة نجوم الأدب والشعر

ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺤﺎﺩﻳﺔ ﻋﺸﺮ
ــــــــــ
ﻟﻤﺎ ﻓﺮﻏﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻼﺓ،ﺍﺳﺘﻘﻠﻠﺖُ ﺳﻴﺎﺭﺗﻲ ﻭﺗﻮﺟﻬﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖُ
ﻣﻌﺘﺎﺩﺍ ﺃﻥ ﺃﺗﻨﺎﻭﻝ ﻓﻴﻪ ﻭﺟﺒﺎﺗﻲ . ﻛﺎﻥ ﻃﺒﻖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺴﻜﺲ،ﻓﺎﻟﺘﻬﻤﺘﻪ ﺑﻨَﻬَﻢ،ﻭﺃﺗﻤﻤﺖُ
ﺍﻟﻮﺟﺒﺔ ﺑﺒﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻱ،ﺛﻢ ﻏﺎﺩﺭﺕُ ﻧﺤﻮ ﺷﻘّﺘﻲ ﻟﻺﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻭﺃﺧﺬ ﻗﻴﻠﻮﻟﺘﻲ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ .
ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺳﺘﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺮﺍﺵ ﺃﺧﺬﺕُ ﻭﺭﻗﺔ ﻭﺩﻭَّﻧْﺖُ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﻼﺣﻈﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
1 ـ ﺍﻟﻤﺸﺘﺒﻪ ﺑﻪ ﺍﻷﻭﻝ: ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ.
ـ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﻤﻴﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻀﺤﻴﺔ.
ـ ﺭﺑﻤﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﻤﻞ.
ـ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻫﻮ ﺇﺳﻜﺎﺕ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﻴﺤﺔ .
‏( ﻳﺠﺐ ﺍﺳﺘﺠﻮﺍﺑﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺎﺀ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ‏).
2 ـ ﺍﻟﻤﺸﺘﺒﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮﺓ .
ـ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﺮ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ.
ـ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻫﻮ ﺍﻟﻐﻴﺮﺓ.
3 ـ ﺍﻟﻤﺸﺘﺒﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :ﺃﻡ ﻣﻮﻛِّﻠﻲ .
ـ ﻓﻬﻲ ﺳﺒﺮﺕ ﻏﻮﺭ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻭﻭﺟﺪﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﻻ ﻳﻠﻴﻖ ﺑﺈﺑﻨﻬﺎ .
ـ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻫﻮ ﺣﺒﻬﺎ ﻹﺑﻨﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺼﻴﺮ ﺃﺿﺤﻮﻛﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .
ـ ﺳﺆﺍﻝ :‏( ﻫﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﻣﻼ؟‏)
ـ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺃﻡ ﻣﻮﻛّﻠﻲ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺒﺊ ﻗﺮﺏ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻭﺗﻨﺘﻈﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺇﺑﻨﻬﺎ ﺛﻢ ﺗﻠﺞ
ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻭﺗﻘﺘﻞ ﺳﻠﻤﻰ ... ﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﺗﺮﻓﻊ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺁﺛﺎﺭ ﺣﺬﺍﺋﻬﺎ.
ـ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻓﺎﻷﻡ ﺗﺒﺪﻭ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻭﻗﻮﻳﺔ.
4 ـ ﺍﻟﻤﺸﺘﺒﻪ ﺑﻪ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺷﺨﺺ ﺃﺟﻨﺒﻲ.
ـ ﺭﺑﻤﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻪ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺗﺨﻠّﺖْ ﻋﻨﻪ.
ـ ﺍﻟﺪﺍﻓﻊ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﺘﻘﺎﻡ .
‏( ﻣﻼﺣﻈﺔ : ﺳﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﺃﻧﻢ ﻟﻢ ﻳﺮﻭﺍ ﺷﺨﺼﺎ ﺁﺧﺮ ﻏﻴﺮ ﺭﺷﻴﺪ .ﻭﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮﺓ
ﻗﺎﻟﺖ ﺃﻧﻬﺎ ﺭﺃﺕ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺑﺮﻓﻘﺔ ﺳﻠﻤﻰ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺭﺗﺪﻯ ﺟﻠﺒﺎﺑﺎ ﻧﺴﻮﻳﺎ.‏)
ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ:
1 ـ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﺏ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ.
2 ـ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺳﺎﺋﻞ ﻟﺴﻠﻤﻰ.
....................................................................
ﻭﺿﻌﺖُ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻭﺧﻠﺪﺕُ ﻟﻠﻨﻮﻡ.
ﻭﻟﻢ ﺃﻋﺮﻑ ﻛﻴﻒ ﺃﻧﻲ ﺍﺳﺘﻴﻘﻈﺖُ ﻣﻬﻠﻮﻋﺎ. ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺃﻥ ﻫﺎﺗﻔﻲ ﻳﺮﻥُّ. ﺿﻐﻄﺖُ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﺭ ﻭﺃﺻﺨﺖ ﺍﻟﺴﻤﻊ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﻮﺕُ ﻧﺴﻮﻳﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :
ـ ﺃﻋﺘﺬﺭ ﻋﻦ ﺇﺯﻋﺎﺟﻚ... ﺃﻧﺎ ﺳﻜﺮﺗﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﻛﻠِّﻤﻚ ... ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ
ﺍﻷﻫﻤﻴﺔ ... ﻓﻘﺪ ﺗﻮﺻﻠﺖُ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﻛﺎﺗﺒﻬﺎ ﻳﻬﺪﺩﻧﻲ ﺑﺎﻟﺘﺼﻔﻴﺔ ...
ﻓﺄﺟﺒﺘﻬﺎ ﺑﻬﺪﻭﺀ:
ـ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺑﻤﻘﻬﻰ ‏( ﺍﻟﻤﻴﺘﺮﻭﺑﻮﻝ‏).
ﻭﺃﻏﻠﻘﺖُ ﺍﻟﺨﻂ.
ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ،ﺍﺳﺘﻘﺮ ﺭﺃﻳﻲ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺣﺮﺍ ﻃﻠﻴﻘﺎ ﻭﺃﻥ
ﺍﻟﺴﻜﺮﺗﻴﺮﺓ ﻳُﺤﺪﻕ ﺑﻬﺎ ﺧﻄﺮ ﺍﻟﻤﻮﺕ. ﻭﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺐﺓ ﻛﺬﻟﻚ ﺳﺄﺳﺄﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺪﻟﻨﻲ ﻋﻠﻰ
ﺳﻜﻨﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻷﻧﻬﺎ ﺳﺒﻖ ﻭﺃﻥ ﺻﺎﺣﺒﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻫﻨﺎﻙ. ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺮﺳﻞ
ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﻔﺮﻭﺽ ﺃﻥ ﺃﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻭ ﺁﺧﺮ، ﻭﺇﻻ ﺳﺄﻛﻮﻥ
ﻣﻀﻄﺮﺍ ﺃﻥ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻃﺔ ﺃﻥ ﺗﻀﻌﻪ ﻗﻴﺪ ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ .
ﺃﺧﺬﺕ ﺩﺷﺎًّ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺣﺲ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻹﺷﻤﺌﺰﺍﺯ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺳﺘﻴﻘﺎﻅ ﺍﻟﻤﺮﻋﺐ. ﻫﻴﺄﺕُ
ﻓﻨﺠﺎﻧﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺭﻛَّﺒﺖُ ﺭﻗﻢ ﺭﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ ﻣُﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ،ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﺕُ
ﺣﺘﻰ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻳﺴﺄﻝ ﻋﻤﻦ ﻳﺘﻜﻠﻢ،ﻓﺄﺟﺒﺖ:
ـ ﺃﻧﺎ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻛﺮﻳﻢ ﺍﻟﺰﻳﺎﺗﻲ ...ﻟﻘﺪ ﺣﺪﺙ ﺷﻲﺀ ﻣُﻔﺎﺟﺊ ﻳﺎ ﺳﻴﺪﻱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ... ﻓﺴﻜﺮﺗﻲﺭﺓ
ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻮﻛﺎﻟﺔ ﺍﻟﺒﻨﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﻬﺎ ﺳﻠﻤﻰ ﺗﻮّﺻﻠﺖ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﺮﺳﺎﻟﺔ ﺗﻬﺪﻳﺪ
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺠﻌﻞ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﻄﺮ ﻭﻳﺒﺮﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺣﺮﺍ ﻃﻠﻴﻘﺎ .
ﻓﺄﺟﺎﺑﻨﻲ ﺑﺎﻗﺘﻀﺎﺏ:
ـ ﺳﻨﺮﻯ ﻣﺎ ﺳﻨﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﻭﺃﺗﺼﻞ ﺑﻚ ... ﻭﺷﻜﺮﺍ.
ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺨﻂ .
ﻧﻈﺮﺕُ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﻋﺘﻲ ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺃﻧﻪ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻟﺪﻱ ﻣﺘﺴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮﻝ
ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ. ﻓﺘﻤﺪﺩﺕ ﻓﻲ ﻓﺮﺍﺷﻲ ﻭﺃﺧﺬﺕُ ﺃﺭﺗﺸﻒ ﻗﻬﻮﺗﻲ ﺑﻬﺪﻭﺀ