ﺍﻹﺳﺘﻮﺯﺍﺭ،ﺍﻹﺳﺖﻭﺯﺍﺭ !!!؟؟؟''
ﻧﻌﻢ ...!ﻫﺬﺍ ﻋﻘﻠﻲ ﺍﻟﻐﺒﻲ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﺮﺩِّﺩُ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺩﺩﺗُﻬﺎ ﺑﺎﻷﻣﺲ . ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖُ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ
ﻏﺒﻴﺎًّ . ﻭﺃﻧﺎ ﺟﺎﻟﺲ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺳﻲ ﺣﺪﻳﺪﻱ ﺑﺎﺭﺩ،ﻛﻨﺖُ ﺃﺗﺠﺮََّﻉُ ﺧﻴﺒﺔ ﺍﻷﻣﻞ ﺍﻟﺘﻲ
ﺃﺻﺎﺑﺘﻨﻲ .
ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ،ﺣﺼﺪ ﺣﺰﺑﻨﺎ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ؛ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻮَّﻝ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄﺭﺑﻌﺔ
ﻭﺯﺭﺍﺀ . ﻭﻛﻨﺖ ﻣﺘﺄﻛﺪﺍ ﻣﻦ ﺃﻧﻲ ﺳﺄﻛﻮﻥ ﺿﻤﻦ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺯﻳﻦ .ﻓﺄﻧﺎ ﻋﻀﻮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﻟﻠﺤﺰﺏ
ﻣﻨﺬ ﺧﻤﺲ ﺳﻨﻮﺍﺕ .ﻟﻜﻨﻲ ﻧﺎﺿﻠﺖُ ﻃﻴﻠﺔ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﺣﻈﻰ ﺑﺎﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ،ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺃﻥ ﻳﻀﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻼﺋﺤﺔ،ﺃﻧﺎ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﺃﻋﺮﻑ ﻏﻴﺮﺗﻬﻢ
ﻭﺗﻔﺎﻧﻴﻬﻢ .ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻭﺿﻊ ﺇﺑﻨﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﻀﻊ ﻳﻮﻣﺎ ﺭﺟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ؛ﺛﻢ ﺻﻬﺮﻩ ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ ﺃﻥ
ﻳُﻄﻠِّﻖ ﺇﺑﻨﺘﻪ .ﻭﺷﺨﺼﺎﻥ ﺁﺧﺮﺍﻥ ﻋﺎﺷﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﺩﻭﺭ ﺑﺎﻫﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ .
ﻓﺒﺪﺍ ﻟﻲ،ﺃﻧﺎ ﻭﻋﺼﺒﺔ ﻣﻌﻲ ﺃﻧﻪ ﺣﻴﻒٌ ﻓﻲ ﺣﻘﻨﺎ؛ﻓﻘﻤﻨﺎ ﺑﺸﻖِّ ﻋﺼﺎ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ،ﻭﻛﻮَّﻧﺎ ﺧﻠﻴﺔ
ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﻟﻠﺰﻋﻴﻢ ﻛﻨﺖُ ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻳﺘﺰﻋَّﻤُﻬﺎ . ﻓﺎﺟﺖﻣﻌﻨﺎ ﺑﺎﻷﻣﺲ ﺃﻣﺎﻡ ﻣﻘﺮ ﺍﻟﺤﺰﺏ،ﻭﺷﺮﻋﺖُ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﺎﺡ
ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺃﻣﻠﻚ ﻣﻦ ﻗﻮﺓ :
ـ ﺍﻹﺳﺘﻮﺯﺍﺭ،ﺍﻹﺳﺖﻭﺯﺍﺭ ...! ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﻇﻠﻢ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭ ...!
ﻭﺍﻵﺧﺮﻭﻥ ﻳﺮﺩﺩﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻲ ﻛﺎﻟﺒﺒﻐﺎﻭﺍﺕ .
ﻭﻣﺎ ﺯﻟﺖُ ﻟﻶﻥ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻓﻌﻨﻲ ﻟﻠﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻹﺳﺘﻮﺯﺍﺭ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﺪَﻝَ ﺃﻥ ﺃُﻃﺎﻟﺐ ﺑﺈﻋﻔﺎﺀ ﺯﻋﻴﻢ
ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ .
ﻭﺩﺍﻣﺖ ﺗﻈﺎﻫﺮﺗﻨﺎ ﻣﺎﻳﻔﻮﻕ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ،ﺣﻴﻦ ﻇﻬﺮﺕ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻭﺗﻮﻗَّﻔﺖْ ﻏﻴﺮَ ﺑﻌﻴﺪٍ ﻣﻨّﺎ . ﻓﻨﺰﻝ ﻣﻨﻬﺎ
ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻭﺧﻄﺎ ﺑﺄﻧﻔﺔ ﻭﺗﻌﺠﺮﻑ ﺣﺘﻰ ﺩﻧﺎ ﻣﻨﻲ . ﻭﺃﻭﻣﺄ ﻟﻲ ﺑﺎﻹﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻨﻪ . ﻓﻠﻤﺎ ﺩﻧﻮﺕُ ﻣﻨﻪ،ﻫﻤﺲ ﻓﻲ
ﺃﺫﻧﻲ :
ـ ﺍِﺭﻛﺐِ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ...! ﺳﻨﺘﺢﺩﺙ ﻗﻠﻴﻼ ﻟﻨﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ .
ﻓﺼﻌﺪﺕُ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻗﺪ ﺗﻬﻠَّﻞَ ﻭﺟﻬﻲ؛ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﺫﺍﺗﻪ ﻧﺴﻴﺖُ ﺃﻧﻲ ﻛﻮَّﻧﺖُ ﻋﺼﺒﺔ ﻣﻌﺎﺭﺿﺔ ﺑﺤﻴﺚ
ﺍﻋﺘﻘﺪﺕ ﺃﻧﻲ ﺿﻐﻄﺖُ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻭﺳﻴﻐﻴﺮ ﺭﺃﻳﻪ ﻭﻳﻀﻌﻨﻲ ﺿﻤﻦ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺯﻳﻦ .
ﺻﻌﺪ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻭﺟﻠﺲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻨﻲ،ﺛﻢ ﺃﻋﻄﻰ ﺃﻣﺮﻩ ﻟﻠﺴﺎﺋﻖ ﺑﺎﻹﻧﻄﻼﻕ . ﻓﺎﻧﻄﻞﻗﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ . ﻭﺣﻴﻦ
ﻧﻈﺮﺕُ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﺟﺎﺝ ﺍﻟﺨﻠﻔﻲ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ،ﺭﺃﻳﺖ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻳﻬﺮﻭﻟﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻭﻫﻢ
ﻳﺼﻴﺤﻮﻥ،ﻟﻜﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺳﻤﻊ ﻣﺎﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﺩﺩﻭﻥ .
ﻭﺑﻌﺪ ﺑﺮﻫﺔ،ﺍﺳﺘﺪﺍﺭ ﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﻧﺤﻮﻱ ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺼﻮﺕ ﻓﻆ ﻏﻠﻴﻆ :
ـ ﺍﻹﺳﺘﻮﺯﺍﺭ ﻳﺎ ﺣﻤﺎﺭ !
ﻓﻘﻔﺰﺕ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻭﺳﺮﺕ ﻗﺸﻌﺮﻳﺮﺓ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻲ . ﺛﻢ ﺃﺿﺎﻑ ﻗﺎﺋﻼ :
ـ ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻠﺐ ﻻ ﻳﻨﺒﺢ ﺇﻥ ﺭﺃﻯ ﻣﻮﻻﻩ؟ ...ﻓﺄﻧﺖ ﻛﻠﺒﻲ ... ﻟﻘﺪ ﺃﺣﺴﻨﺖ ﺇﻟﻴﻚ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺳﺘﺮﺗﻚ ... ﻭﺷﻐَّﻠﺖﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ... ﻭﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﺬﻛﻮﺭﺍ ... ﻭﻓﻲ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺗﺠﺎﺯﻳﻨﻲ
ﺑﺎﻟﺘﻈﺎﻫﺮ ﺿﺪﻱ ...ﻓﺄﻧﺎ ﺳﺄُﺣﺮِّﻡ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻋﻦ ﻋﻴﻨﻴﻚ ... ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻵﻥ ﻣﻄﺮﻭﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻚ
ﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺸﻘﺔ ... ﺳﺄﺗﺮﻙ ﻟﻚ ﻳﻮﻣﺎ ﻟﺘﺠﻤﻊ ﺃﻏﺮﺍﺿﻚ ﻟﻜﻨﻲ ﺇﻥ ﺳﻤﻌﺖ ﺃﻧﻚ ﺗﺴﻜﻦ ﺑﻬﺎ
ﻓﺴﻮﻑ ﺃﺟﻌﻞ ﻟﻚ ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻟﺘﺴﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ...ﻭﺍﻵﻥ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻚ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺗﺮﺩﺩ '': ﺍﻹﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻳﺎ
ﺟﺒّﺎﺭ '' ،ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻮﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﻘﺒﻠﺔ ...ﺗﻮﻗﻒ ...! ( ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻓﺠﺄﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ ﻓﻨﻬﺮﻧﻲ ﻭﻫﻮ
ﻳﺪﻓﻌﻨﻲ ﺑﻘﻮﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ) ... ﺍُﺧﺮﺝ!ْ ...ﻫﻜﺬﺍ ﺧﺮﺝ ﺁﺩﻡ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺔ ﺭﺑﻪ .
ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻵﻥ ﺟﺎﻟﺲ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ،ﺑﺪﻭﻥ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﺃﻭ ﺳﻜﻦ ... ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻐﺒﻲ ﻳﺮﺩﺩ ﻧﻔﺲ
ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺩﺍﺧﻠﻴﺎ ﺩﻭﻥ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻲ . ﻷﻧﻨﻲ ﻋﻮﺽ ﺫﻟﻚ،ﻋﻠﻲَّ ﺃﻥ ﺃﺻﻴﺢ :
ـ ﺍﻹﺳﺘﻐﻔﺎﺭ ﻳﺎ ﺟﺒﺎﺭ ﻣﻦ ﻏﺒﺎﻭﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ !
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ،ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻫﻮ ﺃﻧﺎ